يبدو أن قضية احتجاج نادي الخليج ضد الفتح في قضية المدافع علي البليهي ستأخذ أبعاداً أكبر تتجاوز مسألة الاحتجاج للفوز بثلاثة نقاط، بل في اعتقادي أنها لابد وأن تتطور وتذهب إلى أبعد من ذلك بتدخل مباشر من الرئيس العام لرعاية الشباب، وكذلك من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. القضية بين الخليج والفتح لا تتجاوز الاحتجاج على مباراة قيمتها ثلاث نقاط لا أكثر، ومسؤولو الناديين بدا واضحاً أنهم يسعون لتطويق أي تداعيات في تصريحاتهم حتى لا تخرج عن هذا السياق، وبدا لافتاً أن أرجلهم على الفرامل ليضمنوا عدم خروج القضية عن مسارها فتؤثر في علاقة الناديين القوية، لكن مسار القضية يكشف أنها لا ترتبط بالناديين وحدهما، فثمة أطراف أخرى في اتحاد الكرة ورعاية الشباب أطلت برأسها ما جعل الأمور تدخل نفق الريبة والقلق. الأمير عبدالله بن مساعد والأستاذ أحمد عيد أصبحا معنيين بشخصيهما في هذه القضية، ولا مجال من أن يظلا صامتين فيها، فالأول معني لأن هناك اتهامات واضحة بوجود فساد في قضية اللاعب بتورط موظف في مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، ولعله يرقى لمرتبة مسؤول نافذ يستطيع التحكم في مسار القضية وإيصالها إلى هذا المستوى من التعقيد بحسب ما ألمح له مدير الاحتراف في نادي الفتح خالد السعود في تصريحاته الإعلامية. يقول السعود وقد بدا واثقاً من نفسه وممسكاً بقوة بزمام قضيته: "نعم هناك مستفيدون في مكتب رعاية الشباب بالشرقية يمنعون انتقال اللاعب، ويصرون على عدم فك قيده من نادي النهضة"، قبل أن يضيف بكل رجاء وقد بدا واضحاً أنه يخبئ الكثير من المفاجآت: "أتمنى من الأمير عبدالله التدخل والتحقيق، خصوصاً أن هناك اتهامات للاعب وأطراف أخرى بالتزوير". ثم يتساءل بلهجة القابض على الحقيقة: "من المستفيد، ومن المتسبب؟". ما يتعلق بأحمد عيد في القضية أن الدكتور عبدالله البرقان رئيس لجنة الاحتراف بات خصماً فيها وليس حكما، بدليل أنه وعبر تصريحاته الإعلامية وتحركاته السرية يسعى لتخريج الكرة من ملعبه كيفما كان، فهو يدافع عن مرماه بكل الأساليب حتى بدا واضحاً أنه اضطر للتشتيت بشكل عشوائي وعلى غير عادته. دكتور الاحتراف وقع في أكثر من إشكال، فهو من جهة يصدر قراره للفتح بجواز إشراك اللاعب عبر خطاب ثانٍ وليس عبر بطاقة "كرنيه"، وهو ما يخالف أحكام المادة 17/8 من لائحة الاحتراف، كما أنه يخاطب النهضة ومكتب رعاية الشباب بإسقاط اللاعب دون مستند رسمي بحسب مسؤولين في الجهتين، بحجة أن القضية قد حسمت من لجنة الاستئناف، على الرغم أنها لا زالت حتى اليوم في عهدتها إذ لم يصدر أي خبر رسمي بذلك، ثم يخرج بتصريحات إعلامية ليؤكد بأن اللجنة قد حسمت القضية لمصلحة الفتح من دون مستند، وكأنه رئيس لجنة الاستئناف أو المتحدث الرسمي في اتحاد الكرة أو اللجنة الإعلامية فيها وهي الموكلة بتعميم القرارات. ما أفرزه احتجاج الخليج كشف عن رؤوس دقيقة لخيوط معقدة ومتشابكة في قضية البليهي الخطيرة، وهي خيوط يمسك بها أطراف في مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، وفي نادي النهضة، وفي اتحاد الكرة، وفي نادي الفتح، وكذلك اللاعب نفسه ووكيل أعماله، وهو ما ينبغي أن تسحب بقرار نافذ؛ لتنكشف الحقيقة التي بلغت حد الاتهام بالفساد والتزوير واستخدام السلطة.