تواترت أخبار صحافية عن اقتراب الاتحاد السعودي من توقيع عقد جديد مع الأرجنتيني دانييل باساريلا لقيادة المنتخب الذي يعيش أشهراً بلا مدرب رئيسي، المتقاعد عن التدريب منذ عام 2007 بدأ حياته الكروية مدافعاً في نادي أتلتيكو سارمينتو أحد الأندية المغمورة في بلاده وبعد عامين مع الفريق المغمور وضع حقائبه في ريفربليت موسم 1974م واستطاع أن يستوطن في خط دفاعه لاعباً أساسياً ونجماً لامعاً تعول عليه الجماهير الكثير وبعد أربعة مواسم اختاره المدرب مينيوتي ضمن أجندته في منتخب "التانغو" لخوض "مونديال 1978" في الأرجنتين، وفي المباراة الثانية أمام فرنسا حصلت الأرجنتين على ركلة جزاء تقدم لها الشاب باساريلا ونجح من تسجيل الهدف الأول لبلاده قبل أن تتأهل الأرجنتين إلى الأدوار المتقدمة وتتوج بطلة لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها وحمل ذهب المونديال قائداً للمنتخب. بعد اعوام من التوهج في شعار المنتخب وريفربليت لفت باساريلا أنظار الأندية الأوروبية لينتقل إلى فيورنتينا الإيطالي عام 1982م لعب في قميص الفيولا أربعة مواسم وتجاوزت مبارياته المئة مباراة عقبها انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي واقتصر مشواره في العاصمة ميلان على عامين فقط قبل أن يحمل حقائبه ويعود إلى ريفربليت مجدداً اذ لعب عاماً وحيداً ثم أعلن اعتزاله اللعب عام 1989م، وتسلم تدريب ريفربليت في العام ذاته، ونجح من تحقيق بطولة الدوري الأرجنتيني، وفي عام 1994م استجاب لنداء وطنه وعمل مدرباً للمنتخب الأول خلفاً لمواطنه ألفيو باسيلي واشتهر قلب دفاع الأرجنتين بشخصيته القيادية القوية فقد كان يرفض لبس حلق الأذان أو إطالة الشعر أو ارتداء الملابس الغريبة وعلى ضوء ذلك خسرت الأرجنتين في مونديال فرنسا 1998م اثنين من أهم ركائزها محور الارتكاز فرناندو ريدوندو الذي وصف سياسة باساريلا بالنظام العسكري إلى جانب هداف المنتخب كلاوديو كانيجيا الذي رفض التنازل عن شعره الأشقر مقابل دعوة باساريلا للانضمام إلى منتخب وطنه لكن صرامة المدرب لم تجدِ نفعاً، وودعت الأرجنتين مونديال فرنسا على يد هولندا في ربع النهائي عقب أن نجح بيركامب من تسجيل هدف الفوز لهولندا في آخر الدقائق عقبها استقال باساريلا من تدريب التانغو، وبعد ذلك ذلك درب منتخب الأوروغواي لكن مشواره لم يستمر طويلاً فبعد عامين قدم استقالته احتجاجاً على عدم سماح نادي ناسيونال لمهاجمه سانشيز الانضمام للمنتخب، ثم استلم مهمة تدريب نادي بارما الإيطالي لكنه فشل في إيطاليا فبعد الهزيمة الخامسة أمام أتلانتا برباعية قررت إدارة بارما إقالته من الفريق، ليرحل إلى المكسيك ويقود نادي مونتيري ونجح من تحقيق لقب الدوري المكسيكي معه وبعد ستة أشهر صدر قرار إقالته من تدريب الفريق بسبب صرامته الشديدة ومشاكله المتكررة مع اللاعبين بحسب البيان الصادر من إدارة النادي حينئذ، قبل العودة إلى ريفربليت مدرباً للفريق حط رحاله في نادي كورنثيانز البرازيلي لكن مشواره اقتصر على أشهر بسيطة أقيل فيها وبعدها تولى تدريب ناديه الأم ريفربليت الأرجنتيني، وعقب خروج الفريق من البطولة القارية على يد أرسنال ساراندي الأرجنتيني قدم استقالته وأعلن اعتزاله التدريب في مجال كرة القدم. بعد عامين من هجره التدريب تسلم دانييل باساريلا المولود في ال25من مايو عام 1953م في تشاكابوكو إحدى مقاطعات العاصمة الأرجنتينية رئاسة ناديه الأم ريفربليت بعد فوزه بالانتخابات لكن مشواره كان محزناً في الرئاسة إذ شهدت فترة رئاسته هبوط الفريق للمرة الأولى من دوري الأضواء صاحبها الكثير من الخلافات والمشاكل واتهم الراحل غروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني باساريلا بمحاولة ابتزاز اتحاد الكرة في البلاد لمنع هبوط ناديه وقدم على إثر ذلك شكوى ضده في المحاكم الأرجنتينية. وأعلن في مؤتمر صحافي لاحق أن هبوط ريفربليت كان بسبب تأمر رئيس اتحاد الكرة عليه وقال: "بعد أن اختلفت مع غروندونا، لا غوارديولا ولا مورينهو كان يمكنهما إنقاذ ريفربليت من الهبوط ". في عام 2011 بعد عودة ناديه إلى دوري الأضواء وانتهاء فترة رئاسته قرر عدم الترشح لفترة ثانية واختار الابتعاد عن كرة القدم، في نهاية شهر أبريل الماضي رفع رودولفو دونوفريو رئيس ريفربليت الحالي دعوى قضائية ضد باساريلا بتهمة الاختلاس من خزائن النادي عقب مراجعة الحسابات من شركة استثمارية متخصصة قال واصفاً فترة باساريلا: "كانت فترة مظلمة في تاريخ ريفر".