أعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن السديس انطلاق خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لحج هذا العام 1436ه. وبيّن الشيخ السديس أن خطة الرئاسة لموسم الحج لعام 1436ه ستبدأ في المسجد الحرام في الخامس عشر من شهر ذي القعدة وستستمر إلى نهاية شهر ذي الحجة، وفي المسجد النبوي بدأت منذ غرة ذي القعدة إلى الخامس عشر من شهر محرم 1437 ه، ويقوم على تنفيذها في الحرمين الشريفين على مدار الساعة قرابة 15 ألفاً من القوى العاملة من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والصيانة والتشغيل. وأضاف الرئيس العام لشؤون الحرمين أن الخطة تشتمل على خمسة محاور، وهي المحور التوجيهي والإرشادي والتعليمي، من خلال التهيئة والترتيب لمجموعة من العلماء والمدرسين لإلقاء الدورات العلمية المكثفة والدروس اليومية والأسبوعية في مختلف العلوم الشرعية واللغوية والتاريخية، والقيام بالجوانب الإرشادية والتوجيهية لقاصدي الحرمين الشريفين لأداء عباداتهم على الوجه الشرعي، وتوفير هواتف الإفتاء المخصصة لإجابة السائلين عن أسئلتهم واستفساراتهم بواسطة عدد من أصحاب الفضيلة العلماء، وترجمة خطب الحرمين الشريفين بعدة لغات، وأيضا ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة. كما تتضمن الخطة المحور الخدمي، ويعنى بالإشراف التام على نظافة الحرمين الشريفين وساحاتهما والمرافق التابعة لهما، مع تأمين السجاد المناسب والفرش والعناية بنظافة وترتيبه للمسجد النبوي، ورفعه من المسجد الحرام خلال موسم الحج وإعادته بعد انتهاء الموسم، تسهيلاً لحركة ضيوف الرحمن خلال أدائهم للمناسك، وتأمين عربات متعددة الأنواع لخدمة ذوي الحاجات الخاصة وتقديمها لهم مجاناً، وتوفير مياه زمزم المباركة وتقديمه مبرداً وغير مبرد بالحرمين الشريفين وساحاتهما، وتنظيم دخول وخروج المصلين من وإلى الحرمين الشريفين. وكذلك تشتمل الخطة على المحور الفني، ومن أبرز ما يعنى به دراسة احتياج مباني المسجد الحرام والمسجد النبوي ومرافقهما من صيانة وتشغيل للأعمال الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية لتبقى محتفظة بشكلها المعماري، والإشراف على تنفيذ الأعمال، ومتابعة مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة والعناية بثوب الكعبة المشرفة، ورفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار ثلاثة أمتار تقريباً، وتغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريباً من الجهات الأربع، والعمل على توظيف تقنية المعلومات في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. وأشار د. السديس إلى أن الخطة تتضمن كذلك المحور الإعلامي والثقافي والتوعوي، ومن أهم ما يعنى به إبراز الرسالة الإعلامية والثقافية للحرمين الشريفين، بما يمكّن ضيوف الرحمن من الاطلاع على الجهود التي تبذلها الدولة –أعزها الله– في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وإطلاع الرأي العام على المنجزات التي تحققت في هذا المجال من خلال مشاركة وسائل الإعلام المختلفة لتغطية فعاليات الرئاسة والمشاركة فيها، ولتعزيز الجانب التوعوي، تم تزويد الساحات بعدد من اللوحات الإلكترونية وغير الإلكترونية للتوعية والإرشاد موزعة على مداخل الساحات والمشايات الرئيسية. أما المحور الرقابي فيعنى بمراقبة سير العمل، والتأكد من مطابقته للأنظمة واللوائح والإجراءات المعتمدة بصورة شاملة، واستقبال البلاغات وتمريرها للجهات ذات العلاقة، ورصد الملاحظات وعلاجها فوراً، أو متابعة تطبيق الخطة المعتمدة وقياس مدى رضا المستفيدين من الخدمات المقدمه وتقويم الأداء وغيرها. وأشار الرئيس العام لشؤون الحرمين إلى أن من أبرز المشروعات المنفذة في المسجد الحرام التي سيتم الاستفادة منها خلال موسم الحج التوسعة السعودية الثالثة، حيث ستتم الاستفادة من كامل الدور الأرضي والأول والدور الأول ميزانين الأول مع السلالم الكهربائية والمصاعد وبنسبة 100%، وفيما يتعلق بمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، فسيتم الاستفادة من كامل أدوار المبنى بمساحة وقدرها 210 آلاف م2، وبإجمالي عدد مصلين 278 ألف مصلّ، وبإجمالي 114 ألف طائف، شاملاً المطاف الموقت مع الاستفادة من جسر الساحة الشرقية الموازي لسور قصر الصفا. كما تتم الاستفادة من تكييف الدور الأول في التوسعة السعودية الأولى، وتكييف القبو للمرحلة الثانية بالتوسعة السعودية الأولى التي تقدر مساحاتها بحوالي خمسة آلاف م2، وأيضاً تكييف الدور الأرضي في التوسعة السعودية الأولى، وتكييف المرحلة الأولى من مشروع المطاف للدور الأرضي والدور الأول ودور القبو، وتظليل مسار العربات بجسر أجياد، وتجهيز عدد 600 مروحة تلطيف هواء في المسجد الحرام وساحاته، و250 مظلة بساحات المسجد النبوي، كما تم تجهيز أكثر من 20 ألف دورة مياه وأكثر من ستة آلاف ميضأة موزعة في ساحات المسجد الحرام وساحات المسجد النبوي. من ناحية أخرى، رفع الشيخ الدكتور السديس عاطر الشكر والثناء ووافر الدعاء لمقام خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - على موافقته الكريمة مشاركة إمام المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. خالد بن علي الغامدي في الخطابة بالمسجد الحرام، سائلاً الله عز وجل أن يكتب لمقامه الكريم الأجر والثواب، وأن يجعل ما يقدمه في موازين أعماله الصالحة، وأن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها وأمانها واستقرارها ورخاءها، وعلى هذه البلاد والأمة الإسلامية عامة مواسم الخير والبركة وهي ترفل في ثياب العزة والنصر والتمكين.