تحضر شركة التعدين العربية السعودية "معادن" لبدء إنتاج مشروع النحاس في جبل صايد المقرر أواخر العام الجاري 2015، وهو مشروع سعودي كندي من خلال شركة "معادن–باريك" بنسبة 50% للجانبين، وباستثمار يقدر ب810 ملايين ريال وبطاقة تتراوح بين 45 و60 ألف طن من النحاس عند التشغيل الكلي للمشروع، وتقدر احتياطيات المنجم الحالية بنحو 650 ألف طن من النحاس، ويقع جبل صايد على بعد 120 كام جنوب شرقي المدينةالمنورة، وقد استكمل المشروع الأعمال الهندسية والفنية والإنشائية وتركيب المعدات والتجهيزات الأساسية واكتمال عمليات بناء المرافق اللازمة. وتمثل هذه الشراكة مع شركة "باريك" للذهب الكندية التي تعد أكبر شركة في إنتاج الذهب عالميا، نجاحاً كبيرا لخطط "معادن" التوسعية في استكشاف مناجم الذهب والنحاس والمعادن النفيسة، سعياً لتصعيد أصولها الاستثمارية تماشياً مع استراتيجيتها الهادفة لتنويع محفظة أعمالها، والتي تقوم حالياً على الفوسفات والألمنيوم والذهب والمعادن الصناعية، في وقت تتطلع الشركة لاستمرارية عمليات الاستكشاف ضمن حدود رخصة التعدين في منطقة المشروع، والتي تبلغ نحو 16.5 كلم مربع ورخصة الاستكشاف التي تغطي حوالي 79 كلم مربع لتعزيز مستويات احتياطيات هذا المشروع، الذي يعد أهم مناجم النحاس المكتشفة في المملكة وهو منجم يقع تحت سطح الأرض مع تمتع المنجم بعمر افتراضي يصل إلى 15 عاماً قابلة للزيادة مع توسع جهود الاستكشاف، ويوفر المشروع أكثر من 400 وظيفة مباشر بالإضافة لوظائف أخرى غير مباشرة. وكانت "معادن" قد نجحت بالاستحواذ على 50٪ من حقوق المشروع وأصوله ومنشآته القائمة بدون أي ديون أو التزامات خارجية، وذلك بعد صدور الموافقة المبدئية من وزارة البترول والثروة المعدنية على الصفقة وعلى تحويل رخص التعدين والكشف الخاصة بالمنجم إلى الشركة الجديدة، وتتطلع معادن لأن يمنح المشروع لها قيمة مضافة لاستثماراتها من خلال نقل المعرفة والتقنية المتخصصة بتعدين النحاس إلى المملكة، بدءًا من منجم جبل صايد ومن ثم إلى مواقع أخرى داخل المملكة، في وقت قطع المنجم مراحل متقدمة جداً من التطوير التي بلغت مراحلها الأخيرة ما يقلل من المدة المطلوبة قبل البدء في تحقيق عوائده الاستثمارية، وتفعيل نجاح معادن في الوفاء بالتزامها بمنهج تنويع الاستثمارات من خلال الدخول في سوق النحاس. ويعزز هذا المنجم نمو معادن الحقيقي الذي أنجزته عام 2014، على الرغم من التراجع الكبير الذي شهدته معظم شركات التعدين العالمية الكبرى، ويدعم مسيرة الشركة الناجحة في تطورها من شركة قائمة التأسيس لمشروعات صناعية إلى شركة صناعية منتجة، وقد حققت الشركة منجزات موفقة على مستوى التطوير والأداء المالي، مدعمة بزيادة المبيعات التي بلغت 10.792 مليارات ريال، وارتفاع أسعار مجموعة من المنتجات، إضافة إلى إدارة التكاليف والنفقات بفعالية التي أدت إلى تحقيق زيادة ملحوظة في العائد التشغيلي، في وقت تعكس الاستثمارات التي ضخت منذ تأسيس الشركة تقدما في العمليات التشغيلية والمالية، المدعمة بالتميز في عمليات الإنتاج والتسويق والاستكشاف وبناء القدرات، التي مكنتها من تحقيق قيمة مضافة لجميع شركائها، وكذلك تحقيق فوائد للمجتمعات المحلية في المناطق التي تعمل فيها، فضلاً عن تعزيز المكانة الاقتصادية والاستراتيجية. ودعمت معادن قوة استثماراتها في صناعة الألمنيوم الذي يعد أحد المعادن متعددة الاستعمالات في العالم، حيث شكل علامة بارزة على مدى التطور والتقدم الذي حققته معادن بضخها 40.5 مليار ريال لمشروع الألمنيوم، مع استكمال مشروع الألومينا، الذي مكن لمعادن تحقيق رؤيتها المتمثلة في إنتاج علب مشروبات سعودية من الصخر السعودي، حيث بدأ منجم البعيثة الواقع في قلب المملكة أول إنتاجه من البوكسايت، وتلا ذلك إنتاج أول ألواح صفائح ألمنيوم لاستخدامها في صناعة علب المشروبات في مصنع الدرفلة بمدينة رأس الخير الصناعية، إلى إنتاج مصفاتها أول ألومينا من البوكسايت السعودي. ووصل إنتاج المصهر التابع لمعادن إلى كامل طاقته الإنتاجية وبدء أول إنتاجٍ من منشآتها لإعادة تدوير علب المشروبات المستعملة، وبلوغ مستوى العالمية من حيث كفاءة التشغيل لكافة مصانعها المتكاملة من حيث الحجم بعد دخول مصفاتها بفعاليتها وكفاءتها العالية حيز العمل هذا العام. وحقق قطاع الفوسفات مؤخراً زيادة في الإنتاج والعوائد تجاوزت بكثير ما حققته الشركة في العام السابق، فقد ضاعفت شركة معادن للفوسفات جهودها للوصول إلى طاقتها الإنتاجية المستهدفة التي بلغت تكاليفها الرأسمالية 21 مليار ريال بطاقات ضخمة تشمل مصنع حامض الفوسفوريك بطاقة 1.5 مليون طن ومصنع حامض الكبريتيك بطاقة 4.5 ملايين طن، ومصنع الأمونيا بطاقة 1.1 مليون طن ومصنع حبيبات فوسفات الأمونيوم الثنائي بطاقة ثلاثة ملايين طن. كما شكل تحسن مستويات الإنتاج وحسن إدارة النفقات، والاستفادة من التكاليف الثابتة وتخفيض تكاليف الإنتاج، في حين عزز الأداء الجيد لقسم المبيعات والتسويق من وصول الشركة إلى أسواق جديدة، ودعم نتائجها المالية، ودخلت معادن بجدارة ثمانية أسواق عالمية جديدة، في وقت تتوقع بحلول عام 2016 إنتاج المزيد من الفوسفات من مشروع مدينة وعد الشمال، لتتبوأ الشركة بذلك مكانتها في طليعة الشركات المنتجة للفوسفات في العالم، حيث تمضي أعمال تشييد مشروع وعد الشمال قدما ومن المخطط ان تدشنه في موعده المحدد أواخر العام 2016. كما فرضت معادن منافسة في قطاع المعادن النفيسة والأساس، بعد أن نجحت في انتاج 153 ألف أوقية من الذهب خلال عام 2014، بزيادة 20 ألف أوقية تقريباً عن العام السابق، وذلك بفضل إضافة منجم السوق الذي دخل حيز العمل في شهر مارس 2014، والذي ساهم إنتاجه في رفع عوائد الشركة في قطاع الذهب بنسبة 10% لتصل إلى 72 مليون ريال على الرغم من الانخفاض الذي شهدته أسعار الذهب في الأسواق العالمية، ويمضي العمل قدماً لتطوير منجم الدويحي الذي يعد من أكبر مناجم معادن. وساهمت الشركة بفاعلية في دعم الاقتصادات المحلية في كل أنحاء المملكة بإعطائها الأولوية للمشتريات المحلية، حيث بلغت قيمة عقود التوريد المحلية 7.9 مليارات ريال في عام 2014 تمثل 78% من مجمل المشتريات، مقارنة ب5.4 مليارات ريال، تمثل 67% في عام 2013، وتعمل الشركة على تنفيذ استراتيجيات التنمية من خلال مجال العقود والمشتريات، وإدراجها في جميع عقود الشركة، والتي تتضمن تدريب وتأهيل الشباب من أبناء المنطقة للعمل في مشروعات الشركة من خلال إلزام جميع المقاولين بتخصيص نسبة من الوظائف للشباب من أبناء المنطقة، بحيث لا تقل نسبة السعودة منهم عن 12%، وكذلك إلزام المقاولين بتخصيص نسبة من عقودهم لتأمينها من قبل مقاولين وموردين محليين من المنطقة، بحيث يُلزم المقاولون بإنفاق نسبة لا تقل عن 10% من قيمة العقد لشراء مستلزمات وخدمات من السوق المحلية بالمنطقة، حيث إن من المتوقع استثمار نحو ملياري ريال في عقود وإمدادات محلية بوعد الشمال. وتمضي معادن قدما في تولي تطوير قطاع التعدين ليكون الركيزة الثالثة للصناعةِ السعوديةِ إلى جانبِ النفطِ والغاز والبتروكيماويات، لتساهم في تحقيق المزيد من الرخاء، لتتماشى أهدافها بشكل كبير مع الاستراتيجية التنموية للمملكة، والمتمثلة في تنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل، والتنمية الشاملة، وبناء قدرات الشباب السعوديين، إضافة إلى مواصلة الشركة مساهمتها الفاعلة في تشييد البنى التحتية الأساسية اللازمة لمتطلبات النمو في المستقبل وأبرزها مساهمتها في مدينتي رأس الخير ووعد الشمال، وتضم الأخيرة صناعات تعدينية وتسعة معامل لمعالجة الفوسفات، وصناعات داعمة، إضافة إلى مجمع سكني متكامل، كما سيكون المجمع محفزاً لتطوير صناعات تحويلية جديدة، ويسهم في استقطاب خبرات تقنية جديدة للمملكة، ابتداءً من مصنع تحسين الصخور، ومروراً بالمصفاة ثم المصهر، وحتى مصنع الدرفلة. تكامل فريد في إنتاج المعادن في مدينة رأس الخير مجمع معالجة الفوسفات يستقبل مرتكزات الفوسفات من مراكز تعدينها في شمال المملكة مخزونات تعدينية هائلة لدعم السوق المحلي والعالمي مخازن الفوسفات في معادن الأضخم من نوعها في العالم ثروات هائلة من المعادن النفيسة يجري العمل على استكشافها واستخراجها