أبحرت سفينة ركاب تقل مهاجرين سوريين من جزيرة كوس اليونانية متجهة يوم أمس إلى البر الرئيسي في الوقت الذي تجد السلطات فيه صعوبة شديدة في التعامل مع موجات المهاجرين. وقال حرس السواحل اليوناني إن السفينة التي تحولت إلى مركز للمبيت وتسجيل الأسماء منذ الأحد الماضي تتجه إلى ميناء سالونيك الشمالي الذي يوجد بثاني أكبر مدينة باليونان. وناشدت اليونان شركاءها بالاتحاد الأوروبي طرح خطة شاملة للتعامل مع أزمة المهاجرين بعد وصول 21 ألف شخص إلى شواطئها في الأسبوع الأخير وحده. ومعظم القادمين سوريون فروا من الحرب الأهلية وجاءوا عبر تركيا قبل أن يعبروا القناة المائية الضيقة إلى جزيرة كوس وجزر أخرى في قوارب صغيرة سعيا للجوء في الاتحاد الأوروبي. ومع تزايد حالة الفوضى على جزيرة كوس استأجرت الحكومة اليونانية عبارة السيارات (إليفثيريوس فينيزيلوس) الأسبوع الماضي لإيواء ما يصل إلى 2500 سوري وتخفيف الضغط على الجزيرة، ويبيت آلاف المهاجرين الآخرين القادمين من آسيا وأفريقيا وأماكن أخرى بالشرق الأوسط في مبان خالية أو في العراء. ووصل مهاجرون كثيرون إلى سالونيك بالفعل سيرا على الأقدام في الأغلب قادمين من مقدونيا المجاورة، ومن هناك يحاولون التوجه إلى شمال أوروبا أملا في الحصول على مساعدة أكبر والعثور على فرص عمل غير متاحة في اليونان التي تكبلها أزمة اقتصادية. وكان عدد القادمين إلى اليونان الأسبوع الماضي مساويا لعدد من وصلوا إليها خلال عام 2014 بأكمله ووصل إجمالي عدد القادمين هذا العام إلى 160 ألفا، وشكل هذا ضغطا كبيرا على نظام استقبال غير مؤهل جيدا لمواجهة مثل هذه التدفقات ويعتمد بقوة على المتطوعين، وأعطي السوريون الأولوية في اعتلاء السفينة باعتبارهم لاجئين نظرا للحرب الدائرة في بلادهم. أما القادمون من دول أخرى مثل إيران وأفغانستان وباكستان فيعتبرون مهاجرين اقتصاديين ويقيمون في خيام في أحوال مزرية تؤدي في العادة إلى اشتباكات وعراك من آن لآخر. وقال متحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في جنيف إن على اليونان أن تظهر "قيادة أكبر بكثير" في التعامل مع الأزمة.