نظم الحزب الليبيرالي الديموقراطي الروسي بقيادة فلاديمير جيرينوفسكي قرب السفارة السورية في موسكو تظاهرة رمزية تعبيراً عن موقف متضامن مع الشعب السوري تجاه الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها دمشق في الفترة الأخيرة على الرغم من تأكيدها على استعدادها للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية بقيادة ميليس. وقد تنامى عدد المشاركين في هذه التظاهرة بعد ظهر أمس الجمعة من المواطنين الروس الذين انضموا إلى التظاهرة بشكل عفوي الأمر الذي يدل على مدى الاهتمام الكبير بقضايا الشرق الأوسط. ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات تطالب برفع اليد عن سوريا مؤكدين موقفهم المتضامن مع دمشق والشعب السوري. وأعلن نائب رئيس البرلمان جيرينوفسكي في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين أن على روسيا أن تتخذ المواقف الحاسمة التي تحول دون تكرار مأساة العراق منوهاً بأن الدور جاء على سوريا كما يبدو وفق المخططات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط ودمقرطته في إطار توجهات أوسع تشمل العالم كله والدليل على ذلك - حسب جيرينوفسكي - دعوة واشنطن لفرض عقوبات ضد سوريا حتى قبل ظهور نتائج التحقيق الأولية ناهيك عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها قبل ذلك. مشيراً إلى أن الضحية التالية للولايات المتحدةالأمريكية بعد سوريا قد تكون إيران ولم يستبعد إمكانية قصف المفاعلات الإيرانية. وذهب جيرينوفسكي أبعد من ذلك حيث اعتبر أن هذه المخططات تنطلق من سياسة واشنطن التي وصفها بأنها معادية للمسلمين و العرب وطالب المجتمع العربي والدولي بالتضامن مع سوريا منوها بأن التوجهات المناهضة للسياسة الأمريكية تتنامى حتى في الجزيرة العربية - حسب تعبيره - والتي ترغب في أن تتحلى الولاياتالمتحدة بالموضوعية. وأكد على دعمه لسياسة سوريا وموقف الرئيس الأسد وخاصة كلمته الأخيرة التي ذكر فيها أن سوريا مستعدة للدفاع عن أراضيها في حال تعرضها للعدوان مشيراً إلى أن روسيا ستعمل بالتعاون مع حلفائها لمنع فرض عقوبات على سوريا بما في ذلك في إطار منظمة شانغهاي.. ويرى جيرينوفسكي أن سوريا هي المتضرر الأول من اغتيال الحريري مستنتجا من ذلك أنها ليست متورطة في هذه الجريمة وأن المستفيد الحقيقي هي واشنطن التي ترغب بلفت الأنظار من خلال هذه الزوبعة عن فشلها في العراق وانخفاض شعبية بوش، ووصل الأمر بجيرينوفسكي أن اتهم الولاياتالمتحدة بجميع الآثام معتبراً بأنها وراء جميع المصائب في العالم مشبها بوش بهتلر وستالين وأن الهدف النهائي هو إسقاط النظام في سوريا الحليفة لروسيا، ومن هنا اعتبر رئيس الحزب الليبيرالي الديموقراطي أن تقرير ميليس محسوم مسبقاً وسيتوجه نحو إدانة سوريا، وأن الأكثر استفادة من توتر الأوضاع في الشرق الأوسط (المنطقة الغنية بالنفط) هم النخبة المحيطة ببوش سواءً من مجمع الأسلحة أو الشركات النفطية الأمريكية الكبرى. وقد شكر الدبلوماسيون السوريون المتظاهرين على مشاعر التعاطف والتأييد حيث استمرت التظاهرة أكثر من ساعة كاملة رغم البرد القارس. تجدر الإشارة أخيرا إلى أن موقف الحزب الليبرالي والذي يتبناه اليساريون أيضا لا ينطبق تماماً مع الموقف الرسمي الروسي الذي يرفض من جهة أية ضغوطات خارجية أو عقوبات على سوريا ويركز في الوقت نفسه على ضرورة أن تتعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية بكل شفافية.