صعدت واشنطن لهجتها حيال دمشق واصفة الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «مثير للاشمئزاز» ومطالبة بالإفراج عن المعارض السوري كمال اللبواني الذي استقبل في البيت الأبيض أخيراً. وردت واشنطن بقوة على الخطاب الذي ألقاه الأسد الخميس وأكد فيه براءة سورية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وحمل فيه على الدول الكبرى وبينها الولاياتالمتحدة من دون تسميتها. فقد قال الناطق باسم وزارة الخارجية آدم ايرلي أن الخطاب «يثير الاشمئزاز». وأوضح أن «ملاحظات (الرئيس) الأسد لا يمكن النظر إليها إلا على انها تحد لقرارات» مجلس الأمن الدولي. وأقر مجلس الأمن الدولي ثلاثة قرارات بشأن سورية كان آخرها القرار 1636 الذي يطالب دمشق بتعاون كامل مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري برئاسة القاضي ديتليف ميليس. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الطائرة التي اقلتها إلى الشرق الأوسط حيث تقوم بجولة تستمر أربعة أيام أن كلام الأسد لا يعكس «تعاوناً» من قبل سورية. وأوضحت أن «القرار (1636) لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً وتفصيلاً حول ما هو منتظر من سورية» مضيفة «ينتظر منهم أن يردوا بالايجاب وبنعم على كل ما يطلبه ميليس لاستكمال تحقيقه». ورأت أن ما تقوم به سورية «لا يشكل تعاوناً برأيي». ورداً على سؤال حول الاقتراح السوري بإعداد بروتكول تفاهم مع لجنة ميليس شددت رايس على أن القرار 1636 لا ينص على أن سورية تملك إمكانية التفاوض حول تعاونها مع تحقيق الأممالمتحدة. وأوضحت «يجدر به التوقف عن المطالبة بالتفاوض وبدء التعاون». وبعد ساعات على خطاب الرئيس السوري طالب البيت الأبيض ب «الإفراج من دون شروط» عن المعارض السوري كمال اللبواني الذي اوقف الثلاثاء لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي آتياً من الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان «نحن قلقون جداً من معلومات تفيد أن السلطات السورية اوقفت الدكتور كمال اللبواني لدى وصوله إلى دمشق مطلع الأسبوع». وأضاف «اللبواني شارك في اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي». وخلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن أجرى اللبواني وهو مؤسس التجمع الليبرالي السوري محادثات خصوصاً مع مساعد مستشار شؤون الأمن القومي في البيت الأبيض. وأضاف الناطق أن الولاياتالمتحدة «تقف إلى جانب الشعب السوري الطامح إلى الحرية والديموقراطية» مشدداً على أن الحكومة السورية «يجب أن تتوقف عن مضايقة السوريين الذين يسعون بطريقة سلمية إلى الترويج للإصلاحات الديموقراطية في بلدهم». ودعا البيت الأبيض دمشق إلى «الإفراج عن كل السجناء السياسيين» بمن فيهم الذين اوقفوا بعد «ربيع دمشق» وهي فترة الانفتاح القصيرة للنظام السوري التي تلت وصول بشار الأسد إلى الحكم العام 2000. وسمت الرئاسة الأميركية عارف دليلة ورياض سيف ومأمون الحمصي ووليد البني وحبيب عيسى وفواز تللو الذين اعتقلوا في إطار «ربيع دمشق».