لم تسلم المساجد الطّاهرة وقاصدوها من المسلمين الآمنين الركع السجود في الآونة الأخيرة من خبث وإفساد أولئك الإرهابيين المجرمين القتلة من أصحاب الفكر الضال المنحرف، وأصبحت أهدافاً سهلة لهم، وقد لاحظنا ذلك في الآونة الأخيرة من خلال ما حدث على الساحة المحلية والإقليمية، والتي وقعت مؤخرا في المساجد وأماكن العبادة في بلادنا وفي الدول القريبة والمجاورة من أعمالٍ إرهابية وإجرامية وتخريبية مروعة، والتي راح ضحيتها العشرات بل المئات من الأرواح والأنفس البريئة الآمنة، والتي للأسف تقع من أبناء جلدتنا وفلذات أكبادنا، وما حدث مؤخّراً في مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير أكبر دليلٍ على ذلك، وصدق القائل: سُحقاً لمن باع الأمانة والهدى ومضى بِخُبثٍ يستبيحُ المسجدا تركوا اليهود ورائهم وتسابقوا يستهدفون الراكعين السجدا وقد لاحظنا بروز العنصر الشبابي وصغار السن فيمن قام بتنفيذ تلك الأعمال الإجرامية، واتضح ذلك في جميع من قام بتلك الأعمال البشعة من المجرمين أصحاب الفكر الضال ومن وراءهم وروّج لهم وساعدهم للقيام بتلك الأعمال الإجرامية والإرهابية المروّعة، والتي كان غالب أو جميع منفذيها من فئة الشباب وصغار السّن الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والخامسة والعشرين، وهذا إن دل فإنما يدل على خُبث ودناءة وقذارة من خلفهم ومن غرر بهم وزج بهم في تلك الأعمال القذرة البشعة، وهذا بالتأكيد مؤشّر واضح على تخبط وضياع من وراءهم ودليلٌ قاطع على إفلاس أولئك المخططين القذرين الكائدين لهذه البلاد الطاهرة، ولجميع الدول الآمنة المستقرّة، ولشعوبها الشرفاء، وكرههم ولحقدهم على الإسلام وعلى المسلمين أجمعين والاستماتة في سبيل التفريق بينهم وزرع الفتنة والطائفية بينهم، ولكن الله فضحهم وأحبط أعمالهم، وأفشل مخططاتهم الخبيثة، فلاحظنا ولله الحمد والمنّة، زيادة اللُحمة وقوّة التماسك والتعاضد بين أبناء شعبنا في تلك المحنة، وزيادة التقارب والتلاحم والتعاون بينهم، شعارهم هو لا طائفيّة ولا مذهبيّة بين شعب المملكة العربية السعودية، فنحن شعب واحد وديننا واحد وربّنا واحد، وهذا من فضل الله جل وعلا ثم بوعي أبنائه البررة المخلصين، وبفضل العمل المتواصل والتعاون البنّاء والتواصل المستمر فيما بينهم وبين القيادة الحكيمة والحكومة الرشيدة، والتي لم تألُ جهدا في تسخير كافة الإمكانات الأمنية والمادية والبشرية المطلوبة في سبيل حماية أمن هذا البلد الغالي من عبث العابثين وكيد الكائدين، الذين يحاولون بشتَى الطَرق، النيل من شعبه والعبث بمقدساته وثرواته، ولكن الله لهم بالمرصاد حيث هيأ الله لنا قيادةً حكيمة وواعية، وشعبا أبيا متعاونا ومتلاحما، متعلّما ومثقفا، يعي ما يُحاك ويدبّر له من أصحاب الفكر الضال والخوارج المارقين، لذلك تم بحمد الله وتوفيقه التصدي لتلك المحاولات الفاشلة بكل حزمٍ وعقلانية مما كان له أكبر الأثر في قمع أصحاب الفكر الضال والإرهابيين المفسدين المغرر بهم ولقنوهم درساً قاسياً لن ينسوه أبدا فما وقع مؤخراً من تفجير لمسجد قوات الطّوارئ في منطقة عسير يتضح من تلك العملية النية الخبيثة لأصحاب الفكر الضال في التخطيط لزعزة أمن وطننا الغالي عبر تفجير المساجد وأماكن العبادة والصلاة ولكن الله أفشل مخططاتهم حيث هيأ الله لهذه البلاد شعباً متماسكاً وقيادة حكيمة ورجال مخلصين وقفوا لهم ولمخططاتهم الدنيئة بالمرصاد وصدوهم وفضحوهم وقضوا عليهم ونالوا جزاءهم الدنيوي وفي الآخرة سينالهم من الله غضب، فهؤلاء الإرهابيون الضالون الذين أرادوا المكر بالوطن وأهله وأعدوا لذلك عدته، سيلحق بهم مكرهم بالسوء والوبال عليهم، وسيفُضح أمرهم بإذن الله، وهذه من سنن الله عز وجل وتدبيره في خلقه، فالذين يمكرون ويخادعون ولا يرجون رأفة ولا رحمة ولا يأمن منهم المصلون الراكعون الساجدون يكون جزاؤهم بأن يجعل الله كيدهم في نحورهم ويرد مكرهم السيئ عليهم. إن من الواجب على مجتمعنا عامّة وعلى ربّ كل أسرةٍ خاصّة أن يحرص على تربية أبنائه تربية صحيحة سليمة ومراقبة سلوكهم وتصرفاتهم ومعرفة رفقائهم وأصدقائهم، وتحذيرهم من الانجراف نحو أعمال الغلو والتطرّف والانحلال، والتي تؤدّي بهم إلى الوقوع في مصائد أصحاب الفكر الضال والإرهابيين المجرمين، وكذلك الحرص التام على تعليمهم وتثقيفهم في أمور الدّين وتوجيههم لسلوك منهج الوسطية السّمحاء التي جاء بها الإسلام، وكذلك الحرص على التواصل مع الجهات الأمنية عند ملاحظة أي ريبةٍ أو شك في تصرفات الأبناء أو في سلوكهم وتفكيرهم ومن يخالطونهم، وذلك حتى تتم السيطرة مبكراً قبل أن يتهيأ لأولئك الإرهابيين تحقيق غاياتهم الخبيثة وأعمالهم الإجرامية.