لا يختلف اثنان على ان مدينة الرياض واحدة من اجمل وأنظف المدن في العالم.. وأن العاصمة السعودية تعد ضمن عشرة مدن عالمية والأولى عربياً في ضخامة الحركة التجارية المتنوعة. لكنها في الأعياد من اكثر المدن كآبة. فالمواطن والمقيم والزائر لا يجد في الرياض ما يشجعه على ابداء الفرح، الا من محاولات مبعثرة تقوم بها الأمانة وهيئة تطوير الرياض وهيئة السياحة ورجال الأعمال منفردين، اذ يبدو هذا النشاط يتجه الى الترقية في عيد الفطر، أما الأضحى فليس هنا اي اهتمامات بمن تبقى في المدينة من السكان!. وتبدو العائلات وحتى الشباب ممن فضل البقاء في العاصمة ولم يغادر للخارج او للأهل في الأرياف والمدن الأخرى او الحج.. يبدون ضحية للوقت الممل او لبعض المواقع المستغلة لهذه الفترة برفع الأسعار او اغلاق الأبواب المشهد في الرياض يتكرر كل عام.. الأسواق هي المتنفس الرئيسي للعائلة والمقاهي هي المكان الوحيد للشباب او لرب العائلة ممن فضل ان تقضي اسرته في مواقع سياحية ممنوع على الرجال دخولها كحديقة الحيوان او بعض المنشآت الترويحية كمدن الألعاب!. ومن المفارقات العجيبة في العاصمة انه يجوز للرجل او الشاب دخول الأسواق التجارية الكبرى، وهي اسواق صممت للترفيه والتسويق معاً تتقابل فيها العائلات بشتى فئاتها الزوجة والابن والبنت والزوج فيما لا يجوز للعائلة نفسها ان تدخل حديقة الحيوان.. الخ من المتشابهات!. حتى المطاعم يوجد المفتوح ومنها المغلق.. وهنا نجد عذراً اذ تترك الحرية لكل شخص وأسرته وما يرغبه. ولكن ماذا عن الترفيه والترويح؟. الى اين يذهب الشباب والعائلات؟. اعرف ان هناك كثيرا من المسؤولين والمواطنين لهم نفس النظرة الانفتاحية.. ولم لا؟. ما دام الجميع ينشد الانفتاح المنضبط بتقاليدنا ويدلل على تحضر ورقي المجتمع، ان مدينة الرياض تمتلك من المقومات السياحية مالا توجد في اي عاصمة عربية اخرى؛ لكنها تقتل برأي غير سديد ونظرة قاصرة لم تضع في اعتبارها مدى الكبت والمعاناة عند الشباب والعائلة عندما لا يجد الشباب مكاناً مناسباً للتفريج عن همومهم والترفيه عن انفسهم ومدى ما يسبب ذلك من انفصال اجتماعي، وربما ان ذلك مدعاة الى تكوين فكر آخر غير مراقب من الأسرة ولذلك ابعاد خطيرة اقلها الاستعداد لتقبل اي فكر لأن الشاب بعيد عن عنصرين مهمين الرقابة الأسرية والبعد عن ملامسة المنجزات الخاصة به حتى يشعر بالاهتمام والرعاية. نحن في حاجة الى فتح كل المواقع ليستمتع كل افراد الأسرة بها.. الى مهرجانات شاملة للأسرة الى مواقع تجمع الشباب للترفيه والمتعة الى تفعيل الأندية الرياضية والمنشآت الرياضية العملاقة الجامدة وتحويلها الى منشآت ذات فائدة ومتعة اجتماعية وثقافية. بحاجة الى توسيع نشاطات المسرح واستغلال هذا الفن الراقي للتوجيه والتثقيف والترفيه الجيد. نحن بحاجة الى وزارة سياحة تجمع كل النشاطات الترويحية المبعثرة والتخطيط لعمل سياحي ترفيهي مميز. [email protected]