"المفجرون" يستطيعون أنْ يفسدوا في الأرض وهذا هو أقصى ما يمكنهم تحقيقه، لكنَّهم بالمقابل لا يستطيعون ولن يستطيعوا أنْ يوقفوا مسيرة الأمة أو يحدوا من استمراريتها. ما حصل من تفجير في مدينة أبها هو حلقة أخرى من سلسلة الجريمة والإرهاب والإفساد التي ينفذها أعداء الله وأعداء الوطن. لقد جرَّب هؤلاء "المفجرون" كل أنواع الأضرار والفساد في الأرض فلم يستطيعوا أنْ يحققوا نتيجة، لقد بلغ بهم اليأس إلى أن يتخذوا من بيوت الله مسرحاً لجرائمهم فلم يزدهم ذلك إلا خساراً واستهجاناً من الداخل والخارج. إنَّ المفجرين هم الحلقة الأخيرة من حلقات عمليات الإجرام والترهيب، حيث يقف وراءهم صف من المنظرين والمخططين والحالمين بخراب المجتمع ونهايته. لقد ظنُّوا في أنفسهم وفي مجتمعهم ظنَّ السوء فكانت نتيجة ذلك الإقدام على الجريمة واستمرائها. لقد نسي هؤلاء المجرمون أو تناسوا أنَّهم يعيشون في قيادة ودولة دستورها الإسلام، وأنَّها قد واجهت في نهجها هذا على مرِّ التاريخ الهجوم الفكري والمادي الإجرامي، فلم يزحزحها ذلك عن منهجها ومبدئها وبقيت مؤمنة بقيمها ومدافعة عنها ومعتزة بخدمة الإسلام والمسلمين. إنَّنا ندرك جميعاً أنَّ مثل هذه الأعمال الإرهابية المقيتة لن تحقق ما يطمح إليه هؤلاء المجرمون من خراب الأمة وزعزة استقرارها فستبقى المملكة العربية السعودية بقيادتها ونهجها الإسلامي وشعبها كياناً صامداً راسخاً وستنتهي هذه الأعمال الإجرامية لا محالة قصر أجلها أو طال ولا أظنها إلَّا إلى زوال. لكن في غمرة هذه الطفرات الإجرامية هناك سؤال كبير لابد أنْ نطرحه على أنفسنا بصفتنا مواطنين: "ما دورنا كمواطنين في مواجهة جرائم الإرهاب والتفجير والإفساد؟". لقد كانت ولا تزال رسالة قيادة هذا الوطن أن المواطن هو رجل الأمن الأول. إنَّ هذه المقولة ليست مجرد شعار للدعاية والإعلام إنها حقيقة ومنهج عملي لابد أنْ نستحضرها كمواطنين على الدوام ويجب أنْ نعمل بها وبخاصة في أوقات الأزمات. إنَّنا يجب أنْ ندرك أنَّ لنا دوراً وأنَّ دورنا يتمثل في أنْ نكونَ صفًّا واحداً وراء قياداتنا وأنْ نثق بالله ثم بجهودهم الرامية إلى خير هذه الأمة واستقرارها. كذلك فإنَّ الواجب يحتم علينا - مواطنين - ألَّا نسمع لأقوال المخذلين واليائسين فهؤلاء لم يقدموا لأنفسهم خيراً حتى يقدموا لأمتهم شيئاً يُذكر. إنَّ علينا - مواطنين - أن نبعث في أنفسنا وأبنائنا روح الأمن والثقة والتفاؤل والقوة في أنَّنا قادرون بإذن الله ثم بقيادات هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية أنْ نلجم كل اعتداء إجرامي وأنْ نوقف كل فساد. إنَّ علينا أنْ ندرك جميعاً أنَّنا باقون بإذن الله وأنَّ المفسدون إلى زوال. إنَّنا باقون في مملكة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وإنَّ بقاءنا مرهون بتوفيق الله ثم بالالتفاف حول قياداتنا وفهم دورنا كمواطنين والعمل به من أجل أنْ يبقى هذا الوطن سليماً من عبث المجرمين والمخربين والمفجرين.