العودة إلى الله وإلى الحياة الاجتماعية والإنسانية هي أقصى ما يتمناه الشخص المقلع عن رحلة الأدمان، هذا ما لمسته ال «الرياض» خلال زيارتها لعدد من التائبين بمشعر منى التي حرصت الدولة على أن تتيح لهم فرصة أداء شعيرة الحج. وقد قابلوا ذلك بالشكر والعرفان لمن يقف وراء هذا الجهد الخير والعناية التي يحظى بها العائدون إلى مجتمعهم الخير وإلى حياة الجد والعمل الصالح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وراء هذا العمل الناجح. (مخيم الخير بمشعر منى) الأستاذ يوسف عبد الرحمن اليوسف رئيس قسم الارشاد في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمشرف على المخيم قال: إن نجاح هذه الرحلة الإيمانية لهؤلاء الشباب التائبين بفضل الله ودعم وجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وبتوجيه من اللواء محمد الفريح مدير عام مكافحة المخدرات باستحقاق المدمنين إلى التوبة والرجوع مرة أخرى إلى المجتمع من خلال تنظيم حملة لهم إلى المشاعر المقدسة حتى يتمكنوا من أداء الشعيرة وقد تم بحمد الله اختيار (189) متعافى على مستوى المملكة بالإضافة إلى بعض الاخوة الأشقاء من مملكة البحرين ودولة الكويت ولا شك أن هذه الرحلة الإيمانية ستساعدهم عن التكفير عن ذنوبهم والاتجاه إلى عمل الخير والقدرة على الاختلاط بالمجتمع وبحمد الله في هذه الحملة المباركة تسود الجميع روح الأخوة والإقبال على العمل في المخيم بروح جماعية والجميع يحرصون على خدمة أنفسهم ومساعدة زملائهم في المخيم. (المتعافون في ازدياد مستمر) وأوضح اليوسف أن عدد المتعافين في مراكز التأهيل في ازدياد مستمر بفضل الله وبدعم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عوضا عن الاجتماعات الذاتية التي ننظمها في بيوت الشباب في مختلف مناطق المملكة والمصحات ومستشفيات الأمل في مختلف مناطق المملكة. وقد نتج عن هذا الدعم والاجتماعات مردود ايجابي تمثل في زيادة اعداد المتعافين وقال ان برامج الدعم العلاجي الذي تنفذه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالإضافة إلى فائدته العلاجية أدى إلى توثيق أواصر الاخوة بين الشباب وإصرارهم على التعافي والإقلاع عن الإدمان والعودة إلى مجتمعهم كأعضاء فاعلين. (نشاط مستمر على مدار العام) وأثناء تجولنا في المخيم بصحبة المشرف ماجد فيصل، حيث من الأشياء المفرحة إقبال المتعافين على المشاركة في مختلف النشاطات والمحاضرات والأعمال المساندة الأخرى التي نحتاجها في المخيم ناهيك عن مشاركاتهم الجادة في مختلف النشاطات التي ننظمها على مدار العام من رحلات برية وبحرية ونشاطات ثقافية مختلفة، وهذه الجهود قلصت الفجوة بينهم وبين أفراد المجتمع وساعدت على تأهيل الكثير من المتعافين. (سعادة غامرة) سعود العلي أحد المتعافين قال: أشعر بسعادة غامرة بإتاحة فرصة أداء الشعيرة لي ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل مني. وأضاف: لقد عانيت من الإدمان كثيراً ولم أتمكن من التخلص من حالة الإدمان إلا بمساعدة القائمين على مركز الأمل في الدمام، حيث تعرفت على مجموعة من الأخوة وبنينا معاً علاقات أخوة وصداقة وخضعنا معاً إلى برنامج علاجي متطور. (تميز مراكز الأمل في المملكة) ناصر السيف من مملكة البحرين قال بعد خمسة وعشرين سنة من الإدمان والعلاج جئت لمركز الأمل بالدمام خضعت لبرنامج علاجي مكثف وبفضل من الله والمسؤولين من حكومة خادم الحرمين الشريفين نتمكن اليوم من أداء الشعيرة ولأيسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر وأتمنى من الله أن يمن على الجميع بالصحة والعافية كذلك التقينا بالأستاذ سالم حمدان من دولة الكويت والأستاذ عبد الإله الشريف واحمد الأسمري اللذين أعربا عن سعادتهما بأداء شعيرة الحج وما لقوه من عناية كبيرة من المشرفين في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وقالوا إن وجودنا اليوم في المشاعر المقدسة إنما يزيد من فرحتنا بعد أن من الله علينا بالصحة والعافية ونثق بأننا سنعود إلى المجتمع بروح جديدة لنشارك في مسيرة البناء والإقبال على العمل الصالح.