يصور فيلم «بنات وسط البلد » للمخرج المصري محمد خان عالم فتيات مهمشات تسحقهن الحياة ولا يتخلين عن أحلامهن الصغيرة المتواضعة ضمن سيناريو خفيف افتقد أحيانا منطقية اكتماله. والفيلم الذي ألفته وسام سليمان زوجة المخرج اعتبره نقاد سينمائيون مصريون ومن بينهم كاتبة السيناريو والناقدة ماجدة خيرالله «الأفضل بين الافلام الخمسة التي عرضت في موسم عيد الفطر» مع ملاحظة أكدت عليها أنه «ليس الافضل بين إبداعات خان الفنية». ورأت أن نموذج الفتاتين اللتين اختارهما المخرج لتأدية دور فتيات وسط البلد «لم يكن موفقا ولم أشعر أنني أتعاطف معها لأنهما تعيشان في وسط رفاهية أكثر بكثير من فتيات وسط البلد المسحوقات في عملهما في المحلات التجارية والمكاتب». لكن عادل عباس الناقد في صحيفة المسائي الصادرة عن مؤسسة الاهرام يرى أن هذا الرأي «لم يلغ استغراق المخرج محمد خان في عالم وسط البلد والمهمشين في المدينة». فعلى الرغم من الثياب التي تضعها هند صبري وزميلتها منة شلبي وعدم مراعاة شكل غالبية الفتيات العاملات وسط البلد إلا أن الفكرة التي أرادها خان عن عالم المهمشين والعاملين في ظروف اقتصادية صعبة قد وصلت للمتفرج. وترى خير الله أن أحداث الفيلم ارتبطت بالحوارات الخفيفة التي تتعلق بالحياة اليومية لهذه النوعية من الفتيات اللواتي يعملن في محلات وسط البلد بجهد طوال اليوم ويتعرضن للاذلال من قبل اصحاب المحلات لكن لم يتخلين عن أحلامهن الصغيرة بالزواج والحب والبحث عن المتع الصغيرة وغيرها. يذكر أن هذا هو الفيلم الثاني لكاتبة السيناريو بعد فيلمها الاول «أحلى الأوقات» الذي اعتبره نقاد السينما في حينه من الافلام التي أعادت نوعاً من البهجة إلى السينما المصرية بعيدا عن أفلام الكوميديا. ويأتي عدم اكتمال الفيلم في بعض المشاهد حيث يكون هناك انقطاعات ليست مفهومة مثل كيفية سرقة هند صبري بعض الملابس من المحل الذي تعمل فيه وتطور العلاقة بين منة شلبي وخالد أبو النجا لتبرير زواجهما المفاجئ بالنسبة للمتفرج وكذلك انتقال صبري المفاجئ من بائعة إلى مضيفة.