في امتدادٍ جديد ومستمر للاهتمام الحكومي بالحركة التنموية والاقتصادية بالمملكة على وجه العموم ومدينة جازان على وجه الخصوص، أسند الأمر الملكي الكريم مهمة إدارة استثمارات وطنية تربو على ال 70 مليار ريال حتى العام 2030، عبر تسلم الهيئة الملكية للجبيل وينبع إدارة وتشغيل المدينة الاقتصادية بجازان بحسب عددٍ من خبراء الإدارة والاقتصاد الذين أكدوا أهمية هذه الخطوة ؛ في تنمية اقتصاد المنطقة خصوصاً والمملكة على وجه العموم. وقالوا إن الهيئة الملكية بحكم خبرتها الطويلة في هذا المجال والتي قاربت ال 40 عاماً تميزت بقدرتها على تهيئة الأجواء الاستثمارية المناسبة وتسهيل الاجراءات أمام المستثمرين الأجانب للدخول للسوق المحلي وتنميته في مختلف المجالات. وأوضحوا أن هذه المقدرات الوطنية يعوّل عليها كثيراً في تنمية الحراك الاقتصادي بالمنطقة؛ للموقع القريب من القرن الإفريقي والممرات المائية الهامّة. إلى ذلك قال أستاذ الإدارة الاستراتيجية وتنمية الموارد البشرية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالوهاب القحطاني يعد تكليف الهيئة الملكية للجبيل وينبع بإدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية إحدى الخطوات الاستراتيجية الهامّة؛ لخبرتها الطويلة في هذا المجال والتي تقارب ال 40 عاماً، وفي نفس الوقت أتمنى أن تكون الهيئة على أهبة الاستعداد؛ لاستيعاب المشروع القادم دون وجود أي تأثير على دورها الهام في كلٍ من الجبيل وينبع. وتابع إن إناطة هذا الدور بالهيئة الملكية والذي يتمثل في إدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية خطوة هامّة، يستلزم من خلالها ترسية العقود على شركات كبيرة للنهوض بالمدينة، وهذا ما سيتم الكشف عنه خلال الفترة القادمة من قبل الهيئة الملكية. وذكر أن الهيئة الملكية قادرة على تهيئة المناخ الاستثماري الجيد؛ لجذب الشركات العالمية وتسهيل الاجراءات أمامها، حيث إن الإجراءات المعقدّة تعد بيئة طاردة للاستثمارات الأجنبية على وجه العموم. د. إحسان بوحليقة د. عبدالوهاب القحطاني من جانبه أوضح الدكتور إحسان بوحليقة – خبير اقتصادي – أن المدينة الاقتصادية بجازان يعوّل عليها كثيراً في تنمية وتنويع اقتصاد المنطقة؛ وذلك للموقع الاستراتيجي الذي تحتله المنطقة بقربها من القرن الإفريقي والممرات البحرية، كذلك الاستفادة من الإنفاق الكبير لتنمية اقتصاد المنطقة الذي يربو على ال 70 مليار ريال حتى العام 2030 م ، وذلك عبر إنشاء مصفاة متقدمة للنفط وذات سعة كبيرة بالإضافة إلى محطة كهرباء ضخمة. وبين الدكتور بوحليقة أن هذه المقدرات والمشروعات تستلزم تكليف جهة معينة لإدارتها وتشغيلها تمثلت في الهيئة الملكية بالجبيل وينبع التي ستلعب دوراً كبيراً في هذه المدينة عبر استقطاب المستثمرين إليها وتعزيز دورها الاقتصادي. ملامح مدينة جازان الاقتصادية مدينة جازان الاقتصادية تعد إحدى أهم المدن الاقتصادية التي بدأت المملكة مسيرتها في إنشاء مثل هذه المدن على مدى عشرين عاماً بتكلفة استثمارية تزيد عن 100 مليار ريال على مساحة 100 مليون متر مربع. وتم تشييد مدينة جازان الاقتصادية على شاطئ البحر الأحمر وعلى بعد 66 كم من مدينة جازان شمالاً، و20 كيلو من محافظة بيش غربًاً، تقع هذه المدينة على مساحة تقدر ب 103 كم2 ولها ساحل بطول 11.5 كم. تقع مدينة جازان الاقتصادية في موقع توافر المواد الخام ومصدر العمالة الزائدة، كما تقع بمحاذاة أهم طريق شحن على البحر الأحمر. ومما لاشك فيه أن قرب مدينة جازان الاقتصادية من المطار الدولي الجديد الذي يقع على بعد 66 كلم جنوبًا، سيزيد من سهولة الوصول إليها، بالإضافة إلى الطريق الجديد المقترح الذي يمتد شرقًا، وكذلك خط السكك الحديدية المخطط لإقامته لربط المدينة الاقتصادية مع مدينة جدة والتي تقع على بعد حوالي 600 كلم شمال غربي البلاد. ويعتبر موقع مدينة جازان الاقتصادية من المواقع الاستراتيجية، حيث يطل على شواطئ البحر الأحمر من ناحية الغرب ويحده الطريق الجديد المقترح من ناحية الشرق ويؤدي هذا الطريق مدينة جيزان، يحده من الشمال الطريق المؤدي لبلدة بيش المجاورة والتي تبعد حوالي 23 كيلو مترا، وفي أقصى الشمال توجد المحمية الطبيعية - بيش بارك - والتي تتميز بطبيعتها الريفية الخضراء المناقضة وسط البيئة الصحراوية اليابسة. وتتميز هذه الحديقة الجميلة الخضراء الممتدة على طول الساحل بأهميتها البالغة كمنطقة محمية للحفاظ على الأحياء البرية والنباتات، والحيوانات. تمثل هذه المنطقة رئة خضراء مثالية للتمتع بمناظر خلابة ضمن هذا المشروع الكبير، فضلاً عن كونها ملعبًا طبيعيًا يمكن ممارسة العديد من الأنشطة به، ويقع هذا الموقع بصفة عامة في مسار الرياح القادمة من الشمال الغربي والجنوب الشرقي. استثمارات عالمية ومحلية في وقت وجيز، جذبت هذه المدينة استثمارات عالمية ومحلية تتركز في الصناعات البترولية ومجمع للحديد والصلب وفي مجالات البنى التحتية والخدمات المساندة بقيمة استثمارية تصل إلى 50 مليار ريال. ومن أهم عناصر الجذب الرئيسة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم أن مدينة جازان الاقتصادية تتمتع بموقع استراتيجي مطل على أهم المسارات البحرية العالمية، وأيضاً أنها توفر أسعارا تنافسية للطاقة تمنحها ميزة خاصة للجذب الاستثماري، وتحتل المدينة الاقتصادية مساحة 100 مليون متر مربع، وبتمويل إجمالي يبلغ 30 مليار ريال. وتمثل مدينة جازان الاقتصادية أحد أهم المراكز الاقتصادية على الخط الساحلي للبحر الأحمر نظراً لموقعها الاستراتيجي بالقرب من الأسواق المحلية والدولية. ومن شأن ذلك توفير الفرص لتحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأفريقيا وتقديم فرص ثمينة للاستثمار وتسهيل الملاحة البحرية وشحن البضائع. ويقع جزء كبير من المنطقة السكنية على حافة الساحل، حيث صُمّم إسكان مارينا، الذي من شأنه الإسهام في توفير الفرص لتطوير العقارات وتشجيع أسلوب الحياة المرفهة للساكنين. وتتألف مدينة جازان الاقتصادية من عدة مكونات متكاملة تشمل ميناء المدينة، الذي سوف يكون، بفضل موقعه الاستراتيجي قرب مضيق باب المندب وإمكانياته الضخمة واتساع مساحته البالغة 3.3 ملايين متر مربع، أحد أكبر الموانئ في المنطقة ومحطة رئيسية إضافية على ساحل البحر الأحمر، مستفيداً من النمو المتزايد في خطوط الملاحة العالمية للبحر الأحمر. ونظراً لمرافق الميناء الحديثة وقدرته على استقبال السفن العملاقة فإنه سيوفر العديد من الفرص في مختلف المجالات المتصلة ببناء السفن والشحن وإعادة الشحن. وسيضم الميناء الذي سيوفر الدعم لجميع الخدمات اللوجستية ميناءً جافاً لإصلاح وخدمة السفن وقوارب الصيد. نطقة صناعية متطورة تم تكريس ثلثيّ المدينة الاقتصادية لإقامة منطقة صناعية متطورة مجهزة بأكثر الشبكات تفوقاً وأحدث مرافق البنى الأساسية تطوراً خاصة لمشروعات الصناعة الثقيلة والثانوية، بما في ذلك الطرق وشبكات المياه والمياه المحلاة وتصريف المياه الصناعية والصرف الصحي وشبكات الكهرباء، وغيرها من المرافق والخدمات. بالإضافة إلى الميناء والمدينة الصناعية، ستشمل مدينة جازان الاقتصادية مركز للخدمات اللوجستية، المركز الثقافي، مصنع تحلية المياه والتبريد، الكورنيش، المنطقة السكنية، منطقة الخدمات الصحية، جزيرة مركز الأعمال، المنطقة التعليمية.