التخطيط المسبق في جميع مجالات الحياة خطوة رئيسية لمن اراد النجاح والتفوق بعد توفيق الله اما من كان عشوائياً في عمله فلن يحصد النجاح ابداً وانا هنا لست في مقام المنظّر ولكن هذه هي مبادئ واسس النجاح التي من المفترض ان نطبقها جميعاً. المثال الابرز لسوء التخطيط وعدم الجدية في اتخاذ القرارات هو ما يحدث في الاتحاد السعودي من تذبذب وتباين في اتخاذ القرار بالنسبة لمدرب المنتخب السعودي فتارة يقولون اننا بصدد التوقيع مع مدرب عالمي قبل بطولة الخليج الأخيرة ثم فكروا مجددا وقالوا سنستمر بالمدرب الحالي في ذلك الوقت حتى انتهاء دورة الخليج وما ان اقتربت كأس آسيا واصبح الوقت ضيقا تدخلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وقامت بمخاطبة الاوروغوياني كارينيو وشخصيا قام الامير عبدالله بن مساعد بتحديد يوما في دبي للتوقيع معه ولكن اتى نادي العربي القطري واتفق مع كارينيو قاطعا الطريق على المنتخب السعودي وهذه ربما رغبة شخصية من كارينيو نفسه او ان العرض القطري يفوق العرض السعودي او كلاهما جميعا، ثم تمت مخاطبة الروماني اولاريو كوزمين وتم التوقيع معه فقط مدة البطولة وعقب أن خرج المنتخب من الدور الاول بعد مشاركة سلبية بدأت الاخبار تتوالى ان الاتحاد السعودي سيوقع مع أحد المدربين العالميين ثم نتفاجأ بالتوقيع مع المدرب الوطني فيصل البدين الذي نحترمه جميعا كمدرب وطني مخلص ولكن السؤال هو هل إدارة احمد عيد مقررة مسبقا انهم يريدون التوقيع مع مدرب وطني يكون هو قائد المسيرة في المشاركات المقبلة؟ ام انها وقعت معه مدرب موقت؟. لو ان الاتحاد السعودي اعلن للجميع ان البدين هو المدرب رسميا وهو من سيقود المنتخب حتى نهاية تصفيات كأس العالم النهائية ولن يقوموا بجلب مدرب اجنبي لاحترمنا قرارهم ووقفنا مع المدرب الوطني ولكن الجميع يعلم انه مدرب مؤقت ولا مناص من جلب المدرب الاجنبي، وهذا فيه عشوائية وتخبط تضر بمصلحة المنتخب ومدى انسجام وتكيف اللاعبين لان اللاعبين عندما يتغير عليهم المدرب في فترات متقاربة يصعب عليهم التكيف مع خطط وتكيتكات المدرب الجديد ولابد من الصبر ولعب المباريات الودية حتى يتم الانسجام وهذا يحتاج وقتاً ليس قصيراً إذا ما شاهدنا الروزنامة الدولية وقرب المنافسات القارية والدولية. المنتخب السعودي طال غيابه عن المنافسة وتحقيق الانجازات والجماهير السعودية لم تعد تحتمل اكثر من ذلك وهي ترى المنتخبات التي كانت اقل من منتخبها فنيا بفارق كبير تنافسنا الان وتقارعنا حتى اصبحنا نخسر في احيانا كثيرة، وتحسين وضعه مسؤولية كبرى تقع على عاتق المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى رأسهم احمد عيد وبنظري انه من المفترض ان يكون الاهتمام بوضع المنتخب وتحسين وضعه من اولويات هذا الاتحاد ومسؤوليه بوضع الخطط والبرامج التي تجعل من المنتخب السعودي على قمة العرش الآسيوي قبل الخليجي. اخيراً إذا ما تأهل "الأخضر" إلى نهائيات كأس العالم في روسيا وتأهل إلى دور ال16 وايضا وصل الى الدور النهائي في كأس آسيا 2019 فبذلك نكون قد وصلنا إلى القمة التي كنا نعتليها لاعوام طويلة وإلا غير ذلك فهو لا يعد نجاحاً باهراً.