أعطت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية وسمو رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مساحة كبيرة أمام عدد من الجهات ذات العلاقة تحولت من خلالها بلدة "رجال" بمحافظة رجال ألمع إلى أهم مزار تاريخي تضمنته قائمة الوجهات السياحية لدى زوار منطقة عسير. وتكاتفت الجهود ما بين إمارة عسير وهيئة السياحة ومحافظة رجال ألمع وعدد من الأهالي هناك، حتى أصبحت هذه البلدة معلماً تاريخياً وسياحياً مهماً يقصدها زوار ووفود المنطقة، من خلال رحلة مليئة بالمتعة بواسطة العربات المعلقة (التلفريك) أو السيارات مباشرة من سهول الصماء أو ضلع أو شعار، ويجد الزائر لبلدة "رجال" أنه في حضرة التاريخ، فمتحف رجال ألمع وما يضمه من مقتنيات أثرية يعكس نشاطاً للإنسان والمكان. وتعتبر القصور الموجودة في بلدة "رجال" التاريخية شاهداً حتى على حضارة زاهية، حيث يرتفع بعضها الى ثمانية أدوار ومر على بنائها أكثر من قرنين من الزمان، ومازالت حتى اليوم بإطلالتها المهيبة وطرزها المعمارية القديمة، وإبداعات أهل تلك الأرض في وقت لم تكن الآلات الهندسية موجودة ولكنها فطرة الإنسان وعبقريته، وتضم بلدة "رجال" أحد أهم متاحف للآثار بالمنطقة، وهو وجهة سياحية خاصة لمن يبحث عن موجز لحياة تقع بين المعاناة والرفاهية، وتصب في حضارة رائدة ومتميزة. م. العمرة: مشروعات القرية تحظى برؤية سياحية عالمية وعالية المستوى مشروع إعادة التأهيل وقد حظيت "قرية رجال الأثرية" بمشروع لإعادة تأهيلها منها إعمار بعض القصور، وأيضاً إنشاء استراحات ومقاهٍ وأركان خاصة بالأكلات الشعبية، فضلاً عن إعادة تأهيل المسرح والمنصة والممرات والطرقات وإنارتها، وحرص سمو أمير عسير وسمو رئيس هيئة السياحة على هذا المشروع باعتبار قرية رجال ألمع وجهة سياحية وطنية تستقبل الزوار على مدار العام، وهي أولى القرى التراثية الخمس في السعودية التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويقصدها سنوياً أكثر من 50 ألف زائر، وقد بدأ العمل التطويري للقرية مع بلدية رجال ألمع وهيئة السياحة والمجتمع المحلي. ولم تغب قرية "رجال" من الفعاليات التي تقدمها منطقة عسير، بل أصبحت تنافس محافظات المنطقة بالعديد من البرامج والفعاليات السياحية المتنوعة التي استقطبت من خلالها الكثير من زوار المنطقة والوفود الخارجية، فيما أعدت موسم هذا الصيف العديد من البرامج السياحية لاستقبال زوارها منذ عيد الفطر المبارك وحتى نهاية الموسم، محتفية بترشيحها من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للانضمام لمنظمة التراث العالمي في اليونيسكو من بين عشرة قرى من المملكة. رؤية سياحية عالمية وعلى ضوء ذلك، أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير م. محمد العمرة، أن ذلك يضع القرية في تحد كبير للمزيد من العمل الجاد والواعي لتكون نموذجاً مشرفاً للقرى التراثية، في ظل دعم أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد ورئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، لافتاً إلى أن الهيئة أنشأت مركز الزوار بقيمة خمسة ملايين ريال، والذي يعتبر نموذجاً لمحاكاة تراث المكان، إضافة إلى دراستها لتشغيلها برؤية سياحية عالمية وعالية المستوى، ناهيك عن مشروعات بلدية المحافظة الثلاثة بقيمة 11 مليون ريال والتي يجري تنفيذها، وهي المسرح المفتوح بسعة أكثر من 2500 زائر، والمركز الحضاري بموقع كبار الزوار، وتأهيل وادي الخليس الرابط بين أربعة أحياء بطريقة جمالية، وتنفيذ الجلسات والمواقع السياحية وممرات للمياه ومواقع على جانب الوادي، والمرحلة الثالثة لحي مناظر والطريق الرئيسي بين القرية والبتيلة. برنامج الفعاليات بدوره، بين المشرف على برامج وفعاليات القرية إبراهيم آل مسفر الألمعي، أن القرية ستفتح أبوابها لاستقبال الزوار من الثامنة صباحاً وإلى العاشرة مساءً، وستضم العديد من الفعاليات، من أهمها زيارة المتاحف والجولات السياحية في المسار الشرقي للقرية بطول 600 م، والسوق التراثي على مساحة تزيد عن 300 م، إضافة إلى تقديم العروض المرئية التراثية في قصر رجال خلال النهار، والعروض المسرحية التراثية مثل "قصة مكان" والتي تضم سبعة لوحات تراثية حول الحياة في القرية وحكايات الرعي والبناء والتجارة والتعليم وغيرها، والعرض البانورامي للهوية التراثية للقرية مساءً. وأضاف آل مسفر أن هناك العديد من الخدمات المصاحبة، ومنها وجود إسكان تراثي "نزل الحصون التراثية"، وهي أول نزل فندقية من الحجر بارتفاع ست أدوار مزودة بمطاعم تراثية أيضاً، وتابع: "القرية على مدى 30 عاماً تعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي بعسير، واستقطبت أكثر من مليون زائر لوجود نكهة خاصة لها، حيث تجذب القرية أكثر من 400 زائر يومياً، لما تضمه من العديد من السمات التراثية والحضارية والثقافية للمحافظة، وكونها وجهة سياحية وطنية وهويتها سياحة الثقافة والتراث بشراكة أهل القرية أصحاب المبادرة الوطنية على مستوى المملكة". وعن توفير وسائل الوصول للقرية، أبان آل مسفر أنه نسق لإيجاد وسائل النقل التي تنقل الزوار من محطة (التلفريك)، بجانب إيجاد مكتب تعريفي بالقرية في المحطة العليا للتلفريك في أعلى السودة بدعم الشركة الوطينة السياحية. الأمير فيصل بن خالد الأمير سلطان بن سلمان م. محمد العمرة العرض البانورامي للهوية التراثية للقرية إنشاء مقاهٍ وأركان خاصة بالأكلات الشعبية القرية يقصدها أكثر من 50 ألف زائر سنوياً