تقاس عظمة الأمم بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع وليس بالشعارات وأدبيات التنظير المختلفة، وتعد المملكة العربية السعودية بحق من بين الدول المتفردة في هذا الشأن بين نظيراتها من الدول الحديثة، بفضل السياسة الرشيدة لقادتها المخلصين من أبنائها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه إلى يومنا هذا. فقد تم على أيديهم إنجاز ما يلتمس اليوم من نعيم واستقرار ونهضة تنموية شاملة في مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، هذه النهضة التي تعبر بكل مصداقية عن إصرارهم على السير قدما بالمملكة للوصول بها إلى مصاف الدول المتطورة. وقد أدرك ولاة أمرنا أن تعليم أبنائنا وبناتنا هو الثروة الحقيقية والدعامة الأساسية لهذه النهضة التنموية الشاملة، باعتبار الفرد المتعلم هو رأس مال كل أمة لبناء دولة قوية وعصرية، فبادروا مسارعين إلى تولية التعليم اهتماما خاصا، وحرصوا على السير به خطى حثيثة حتى أصبح مفخرة لكل مواطن بالنظر للإنجازات العملاقة التي تحققت مرتكزة على ترسيخ الأساسيات التالية: ٭ - تأكيد التوجه الإسلامي الصحيح للتعليم، وإبراز قيم المبادئ الإسلامية، مع بيان مفهوم التطور الإسلامي للكون والإنسان، وأن الحياة الدنيا تعتبر بالنسبة للفرد المسلم مرحلة إنتاج وعمل يستثمر فيها طاقاته عن إيمان وهدى استعدادا للحياة الأبدية الخالدة في الدار الآخرة، وفق المنهج المحمدي الأقوم لضمان حياة كريمة في الدارين . ٭- العمل بالقيم العليا التي جاء بها الإسلام لبناء حضارة إنسانية راقية، والحرص على احترام الكرامة الإنسانية لكل من الرجل والمرأة على التساوي كما قررها القرآن الكريم . ٭- تهيئة الفرص أمام الطالب والطالبة للإسهام في تنمية وتطوير المجتمع الذي يعيشان فيه، وتفعيل دورهما في التنمية التي يشاركان فيها . ٭- تقرير حق الفتاة في التعليم بما يتلاءم مع فطرتها ويعدها لمهمتها التي خلقت لها في هذه الحياة على أن يتم ذلك بكل حشمة ووقار تحت راية تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ٭- تنمية روح الولاء لشريعة الإسلام بالنصيحة لكتاب الله وسنة رسوله، وصيانتهما، ورعاية حفظهما، وتعهد علومهما، والعمل بما جاء فيهما بكل تفان وإخلاص. ٭- تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته ويستشعر بمسؤوليته تجاه بلده، فيعمل على التفاني في خدمته، والسهر على حمايته، والمساهمة في تنميته والدفاع عنه. التعريف بالمكتبة المتنقلة خاضت المملكة تحت قيادتها الرشيدة معركة شرسة، ضروسا، حاربت فيها ثالوث التخلف المرعب المتمثل في الفقر، الأوبئة، والجهل، فشمرت عن ساعد الجد، ومدت جسور تنمية اقتصادية شاملة للقضاء على الفقر، كما أقامت المستشفيات وجهزتها بأحدث الأجهزة التكنولوجية الحديثة للقضاء على الأوبئة . أما بالنسبة لثالث الثالوث والذي يعد أخطرها على الإطلاق، فقد قهرته بإنشاء وتشييد دور العلم والمعرفة للصغار والكبار على حد سواء، فانتشرت المدارس الابتدائية ودور محو الأمية في كل أنحاء البلاد، وأصبح التعليم إلزاميا ومجانيا، لفتح الباب أمام كل المواطنين على مصراعيه كي يتسنى لهم تلقي العلوم والمعارف بكل سهولة ويسر، بهدف تنمية قدراتهم العقلية والجسمانية، وتطوير مهاراتهم الأساسية، ورعاية ميولاتهم ومواهبهم الإبداعية وتحسينها. وقد حققت قيادتنا نجاحات باهرة في معركتها هذه، حتى أصبح بلدنا بحق مركز نور وإشعاع حضاري، يطل على الأمة العربية ويشرق عليها فتستلهم منه وتستقي من خبراته وإنجازاته، لكن هذه المعركة مازالت في حاجة ماسة إلى المزيد من الاهتمام، وإلى المزيد من الموارد البشرية من مختلف الاختصاصات، وإلى ضرورة استحداث سبل أكثر تطورا وفعالية لنشر العلم والمعرفة، طمعا ورغبة في تهيئة فرص التعلم واكتساب المعرفة لكل أفراد مجتمعنا دون أدنى فرق بين قاطني المدن الكبيرة أو الصغيرة أو القرى والأرياف النائية، ودون تمييز بين من تهيأت له فرص التعلم، ومن لم تتهيأ له، بغرض إنجاح سياسة لا مركزية التعليم والمعرفة التي يأمل قادتنا تعميمها على كل ربوعنا العامرة، لتدعيم مسيرة النهضة التنموية الشاملة، ودفعها لمزيد تطور بخطى ثابتة، لكنها سريعة وحثيثة. من هذا المنطلق أصبحت ضرورة تطبيق مشروع «المكتبة المتنقلة» ملحة، وبدل أن يبذل المواطن جهداً في البحث عن المكتبات والكتب، خاصة قاطني المدن البعيدة، وعوض أن يتكبد عناء ومشقة البحث عن العلم خاصة بالنسبة لمن لا يسعه الوقت للتوجه للمكتبات العامة والتفتيش بين رفوفها، وحتى لا يشعر بالعزلة لابتعاده عن مراكز الإشعاع العلمي والمدن المتحضرة، فاليوم العلم يناديه بأعلى صوته بأن «لا عناء ولا نصب بعد اليوم في الحصول على المعرفة»، ويخفض له جناح الذل من اليسر في التحصيل، ويتوجه إليه محملاً بالكتب المكنوزة بشتى المعارف والعلوم، وبكل أمنيات النجاح تحت مظلة المكتبة المتنقلة، هذه الطريقة التعليمية الحضارية العريقة، الممتدة جذورها من عصور الكنائس الأوربية التي كانت تنظم حملات تعليمية دينية، تهدف أساسا إلى تعليم تعاليم الإنجيل بتقريبه لمريديه، وتسهيل الحصول عليه، ثم انتشرت هذه الطريقة بعدها في كل دول أوروبا إلى يومنا هذا، وتطورت هناك بشكل ملحوظ ملموس، خصوصا بعد معاينة هذه الدول لفعالية هذه الطريقة في نشر العلم والمعرفة، فكرست لها حكوماتها اهتماما بالغا، ومدتها بكل أنواع التدعيم المادي والمعنوي، وخصصت لها كوادر علمية تسهر على نجاح سيرها، ونظمت النشاطات العلمية لدراستها، وبحث سبل تطويريها، وتعميمها أكثر فأكثر. لكنها مع الأسف الشديد ما تزال حديثة النشأة في الدول العربية، إن لم نقل لم تفارق المهد بعد، ولم تخط الخطوات الأولى التي تجعلها قادرة على أن تصبح إحدى ركائز نشر المعرفة وتعميمها بين أوساط الأمة العربية على اختلاف شعوبها، والسبب في ذلك يعود لعدم إدراك الدول العربية لأهمية هذه الطريقة حتى الآن، رغم أن أهميتها باتت جلية مما لا يدع مجالا للشك، لما حققته من إنجازات في الدول التي اعتمدت عليها، بل وأصبحت تمثل عندها رمزا من رموز مصداقية سياساتها في حرصها على إتاحة فرصة اكتساب العلم والمعرفة لكل أفراد مجتمعاتها دون استثناء . أهداف المكتبة المتنقلة يهدف مشروع المكتبة المتنقلة إلى جملة من الغايات ترتسم معالمها في النقاط التالية: ٭ - توفير مصادر المعلومات المتنوعة للمدارس التي لا توجد بها مكتبات مدرسية، وهي في الغالب مدارس (مستأجرة) متواجدة بالأحياء البعيدة عن وسط المدينة، أو بالمدن الصغيرة والقرى والأرياف النائية. ٭- تحفيز التلاميذ على القراءة والاطلاع والاقتناع بأهميتها في تكوين الفرد مع السعي لتطوير مهاراتهم الذهنية واللغوية. ٭- تشجيع التعلم الذاتي، خاصة بالنسبة للذين حرموا من فرصة إتمام دراستهم بمنحهم فرصة التعلم دون أن يؤثر ذلك على عملهم، حيث تكسبهم المكتبة المتنقلة وقتا ثمينا في توصيل الكتاب إليهم وجعله في متناولهم دون عناء. ٭- فتح مجال واسع أمام المرأة الماكثة في البيت، وتشجيعها على التعلم الذاتي والمطالعة الشخصية لتطوير ذاتها وجعلها عنصرا غير سلبي، فتتمكن من استيعاب التغيرات الحاصلة في العالم من عولمة وتقدم تكنولوجي سريع، وتصبح بذلك قادرة على التأقلم مع ديناميكية الحياة العالمية الجديدة . ٭- تدعيم الكتب التربوية بكتب المعرفة العامة ككتب الأدب والقصص، علها تساعد في كسر حاجز الروتين والرتابة التي قد يعاني منها الفرد أحيانا، بفتح آفاق المعرفة أمامه. ٭- نشر ثقافة المطالعة حق للجميع دون سن معين . ٭- كسر حاجز التردد والرهبة من المكتبات لدى أفراد المجتمع، وبصفة خاصة لدى النساء، وجعل الجميع يحتك بالمعرفة والمطالعة من خلال الكتب المتنقلة . ٭- الاستفادة من المكتبة المتنقلة في الإعلان عن التظاهرات الثقافية والعلمية التي تنظمها مختلف الهيئات وتوزيع منشوراتها، كالندوات الخاصة بالتوعية الصحية أو الخاصة بالتوجيه العلمي للحاصلين على شهادات الثانوية العامة، أو الخاصة بالتوجيه المهني للحاصلين على شهادات البكالوريوس، كما يمكن الاستفادة منها للترويج لحملات التوعية الخاصة بمختلف المناسبات كاليوم الوطني مثلا، والأيام التثقيفية كاليوم الخاص بقانون المرور، واليوم الخاص بالدفاع المدني، والأيام العالمية كاليوم العالمي للمرأة، واليوم العالمي لمحاربة الإيدز، واليوم العالمي لمحاربة المخدرات، وغيرها من الأيام العالمية الأخرى. ٭- توصيل الكتب للفئات الاجتماعية المتوسطة والضعيفة الدخل، بغرض فتح آفاق المطالعة والمعرفة أمامهم . ٭- التقرب من مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيصال الكتب المتنوعة المعارف لهم، والملائمة لحالاتهم الخاصة، لتحسيسهم بأهميتهم في المجتمع، وفك العزلة الثقافية عنهم . ٭- التقرب من المرضى بحط الرحال بالقرب من المستشفيات بغرض التخفيف من حدة ألمهم، وطرد الوحشة القاتلة التي يعانون منها داخل المستشفيات بإدخال بعض الغبطة والسرور على قلوبهم الحزينة، خاصة الفئة الخاضعة لبرامج علاج طويلة المدى، بإيصال كتب الترفيه المتنوعة لها من كتب أدبية، قصصية، وكتب الرسم مثلا للأطفال حديثي السن جدا. تمويل المكتبة المتنقلة ودعمها لا يخفى على ذي بصيرة أن هذا المشروع التعليمي التثقيفي الحضاري الضخم يحتاج إلى إمكانات بشرية ومادية معتبرة، لذا فالشائع المعمول به في الدول الأوربية هو اشتراك العديد من الجهات الحكومية لتمويلها، لذا نوجه نداءنا لهيئاتنا الحكومية والقائمين عليها لأخذ هذا المشروع بعين الاعتبار، والحرص على نجاحه، لما فيه من خير كثير سيعود على الجميع بإذن الله، كوزارة الثقافة والإعلام، وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد، ووزارة الداخلية، والمكتبات والمراكز الحكومية كمكتبة الملك فهد الوطنية مثلا، وجامعاتنا الزاهرة الإحدى عشرة، وغيرها من الهيئات الحكومية، والجمعيات الثقافية والتعليمية المتعددة المشارب والاختصاصات. فنحن نناشد هذه الهيئات بإلحاح لرغبتنا الشديدة في نشر المعرفة ورفع المستوى الثقافي لأبنائنا وبناتنا، لجعلهم مؤهلين أكثر للحاق بالركب الحضاري الذي تتسارع إليه الأمم لتقوية ساعد دولتنا بهم، وتثبيت خطاها في سعيها المنشود في طريق التنمية التي خطت منها خطوات عملاقة، وتسعى عازمة لتحقيق المزيد منها. ونحن ندرك أنها لن تبلغ هذا الهدف إلا بمساندة أبنائها لها في ذلك، مما يدعونا لمناشدة رجال الأعمال السعوديين من داخل المملكة وخارجها إلى تبني هذا المشروع الثقافي الضخم، أو تدعيمه على الأقل. فنحن إذ نناشدهم، إنما لإيماننا الراسخ بروح المبادرة التي عهدناها منهم، وهمتهم العالية بوقوفهم وقفة رجل واحد بكل قوة ورباطة جأش كلما تعلق الأمر بمشروع وطني فيه خدمة للوطن والمواطنين أجمع. دون أن ننسى مناشدة هيئاتنا الإعلامية والساهرين عليها على اختلاف وسائلها كالقنوات التلفزيونية، الإذاعية، الصحف، والمجلات المتنوعة والكثيرة لدعم هذا المشروع ماديا وإعلاميا، وإيصال تصوره وأهدافه النبيلة للجهات الحكومية القادرة على تبنيه وتمويله ودعمه بأي صورة من صور الدعم. فنحن نتمنى أن تقوم هذه الهيئات بإنجاز حصص ثقافية، موائد مستديرة، أو دراسات تتناول هذا المشروع بالمناقشة والطرح، وذلك باستضافة مسؤولين من مختلف الجهات الحكومية، رجال أعمال، ومثقفين مختصين في هذا المجال، للاطلاع على آرائهم حول هذا المشروع، وتقريبه لهم ببيان أهدافه العديدة ، ثم رصد مدى قابليتهم لتبنيه ودعمه . كما لا يفوتنا توجيه نداء لوزارة التعليم العالي التي ستسهر على تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي سيقام بمشيئة الله في الفترة الممتدة بين 22 محرم و2 صفر 1428 ه، لنلتمس منها بمناسبة هذه التظاهرة العلمية الثقافية الهامة طرح فكرة مشروع المكتبة المتنقلة كأحد النشاطات الثقافية التي سيتم تنظيمها بإذن الله خلال التظاهرة، أو كورقة عمل ضمن أحد هذه النشاطات، للحديث عنها في محاضرات أو ندوات، قصد تقديم فكرة المشروع، مناقشتها، وعرضها على أكبر عدد من المشاركين، لأننا نأمل أن تكون هذه المناسبة فرصة طيبة لتجمع أكبر عدد من المسؤولين من رجال الفكر والثقافة، رجال الأعمال، رجال الإعلام، دور النشر العامة والخاصة، المكتبات العامة، والعديد من ممثلي الجمعيات المختلفة الاهتمامات، وهذا ما سيجعل منها محفلا ثقافيا يمكن من خلاله عرض المشروع والترويج له، ونحن جد متأكدين من مسارعة الكل دون توان للموافقة عليه وتدعيمه، ومن أنهم سيهبون هبة رجل واحد لإخراجه من طور الفكرة إلى طور التطبيق، لما فيه من فوائد جمة ستعود على بلدنا بكل خير جيلا بعد جيل . كانت تلكم نظرة موجزة عن مشروع المكتبة المتنقلة على تنوع هياكلها وتعدد أهدافها، مع تأكيدنا على ضرورة الاهتمام بهذه الطريقة التعليمية العريقة المتجددة في هذا العصر بثوب تكنولوجي ملائم، فقديما كانت قوافلها تجوب الفيافي على قدميها أو على الجياد، واليوم يمكنها التنقل بوسائل نقل أكثر راحة وأكثر سرعة معدة بأحدث التجهيزات لإيصال المعرفة ونشرها من أقصى حدودنا الشمالية إلى أقصى حدودنا الجنوبية، ومن أقصى حدودنا الشرقية إلى أقصى حدودنا الغربية، تحقيقا لسياسة لا مركزية التعليم والمعرفة تحت شعار «المطالعة ... حق للجميع» بهدف استكمال سيرنا في طريق التطور الحضاري والتنمية الشاملة دون تمييز بين الجنسين، ولا بين الأفراد أو أماكن تواجدهم، وبذلك يصبح لبلدنا حق الريادة في التعليم، ويؤكد بقاءه كمركز إشعاع علمي ديني تستنير به باقي الدول العربية السائرة في طريق النمو، لأنه كان وسيظل منبرا دعويا رائدا في تحقيق الرسالة المحمدية الخالدة مستنهضا عبر العصور همم هذه الدول لأن تكون بحق أمة العلم والقرآن، تلك الأمة التي نزل إليها أول خطاب من ربها عز وجل من فوق سبع سموات مجلجلا، ويحمله بين جنباته الملك جبريل عليه السلام ، فينزل به على قلب أفضل البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فيلقنه إياه، ويبلغه أمر ربه، ويحثه ومن بعده من أبناء أمته على وجوب القراءة والتعلم والحرص عليهما، فيجهر به الحبيب المصطفى مناديا بالآية السرمدية الخالدة، رافعا صوته على رؤوس الأشهاد بقوله تعالى : {إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم} (سورة الفلق). فلنقرأ، ولنتعلم، ولنعلّم، ولننشر المعرفة بكل الوسائل المتاحة بين أيدينا بما فيها وسيلة المكتبة المتنقلة، لنكون بحق خير خلف لخير سلف. ٭ الملحق الثقافي المكلف والمشرف الدراسي على الطلبة في الجزائر