نترقب جميعاًً قدوم يوم العيد الصغير والكبير ونعيش لحظاته بسعادة وفرح، وأحلى ما في العيد أننا نرى الابتسامة على وجوه الجميع، فالصغير ينتظر العيد بلهفة وشوق لكي يفرح ويلعب ويحظى بالعيدية من أهله وأقاربه، والكبير ينتظر العيد لكي يسعد ويأنس بتواصله مع أهله وإخوانه وأصدقائه وزيارة أرحامه وأحبابه. إن الفرح والتفاؤل وإشاعة روح الألفة والمحبة بين القلوب هي أصل العيد، والفرح مهارة تربوية يتلقاها الطفل من صغره فيعرف كيف يعبر عن مشاعره تجاه المناسبات الجميلة، فيفرح وقت الفرح ويحزن وقت الحزن ولكن المحروم هو ذلك الإنسان الذي لا يعرف كيف يفرح أو يبتسم، فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان يحمل هموم الأمة وكان جاداً ومع ذلك كان أكثر الناس تبسماً وسعادة وتفاؤلاً. إلا أنه تحدث بعض المنغصات التي تحول العيد على أفراد الأسرة من فرحة إلى حزن ومن سعادة إلى خيبة أمل، كأن يستقبل الأب أبناءه بالصراخ والعصبية في صباح أول يوم العيد فيتوتر أفراد البيت ويؤزم العلاقة وينكد عليهم الحياة، أو أن يختلف الوالدان على برنامج الزيارة العائلية، أو أن يسافر الأب مع أصحابه وأصدقائه ويترك عائلته وأبناءه وحدهم وكأنهم أيتام من غير أب، فيكون العيد في هذه الحالة لا طعم له ولا لون. كل عيد وأنتم في سعادة وفرح وتفاؤل وتقبل الله طاعتكم.