يتوجه اعضاء حزب العمل الاسرائيلي اليوم الى الجولة الاولى من الانتخابات التمهيدية لانتخاب رئيس جديد للحزب، حيث تحتدم المنافسة بين رئيسه الحالي شمعون بيرس ذي الاصول الغربية ومنافسه الابرز رئيس اتحاد نقابات عمال اسرائيل «الهستدروت» عمير بيرتس ذي الاصل المغربي. وقد اظهر استطلاعان للراي نشرا امس قبل يوم واحد من الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل تغلب شمعون بيرس، حيث اظهر استطلاع للراي اجرته صحيفة «يديعوت» حصول بيرس على 49 ٪، مقابل 38 ٪ لعمير بيرتس. واظهر استطلاع آخر نشرته صحيفة «معاريف» تفوق بيرس ب 49 ٪، مقابل بيرتس الذي حصل على 30 ٪. اما المرشح الثالث للحزب وهو بنيامين بن اليعازر فقد حصل على نسبة متدنية تراوحت ما بين 9 و10 ٪.وكانت المنافسة بين بيرس وبيرتس على أشدها ومتقاربة جدا في الاستطلاعات، حتى يوم امس، حيث انقلب الميزان لصالح بيرس اثر توصله الى صفقة مع متان فلنائي الذي صادقت الكنيست بالامس على تعيينه وزيرا في حكومة شارون، حيث انسحب فلنائي من المنافسة مقابل وعده بمنصب الرجل الثاني في حكومة يشكلها بيرس، وحصوله على حقيبة الأمن.وقد هاجم بيرتس، بكل شدة هذه الصفقة، امس، معتبرا انها تأتي لانقاذ شارون وليس لدعم بيرس، وتوجه الى اعضاء حركة القرى التعاونية (الكيبوتسات) الذين اعتبروا مصدر دعم رئيسي لفلنائي كي ينضموا اليه، في ما اسماه «الانقلاب الاجتماعي وبناء مجتمع ديموقراطي اشتراكي».وتشهد الساحة الاسرائيلية جدلا واسعا حول امكانية فوز بيرتس الذي برز دوره الكبير مدافعا عن الطبقة العاملة خلال السنوات الماضية ويحظى بشعبية واسعة في المجتمع الاسرائيلي، وبين بيرس الذي مني خلال مسيرته السياسية بالهزيمة تلو الاخرى خاصة في منافسته السياسية مع الخصم التاريخي حزب الليكود. ويعود سبب الجدل الى اصول كل منهما، حيث استحوذ يهود غربيون بمواقع عليا في الدولة بما فيها رئاسة الحكومة والجيش، وهيئة الاركان وجهازي المخابرات الخارجية «الموساد» والداخلية «الشاباك» وغيرها. وفي مقالة له قال يوئيل ماركوس المعلق الدائم في صحيفة هآرتس : «لم يكن في اسرائيل حتى يومنا هذا رئيس وزراء شرقي. مرت 36 عاما الى أن أصبح لدينا أول رئيس هيئة اركان شرقي (موشيه ليفي)، ومرت 56 عاما الى أن عُين رئيس موساد شرقي، وحتى هذه اللحظة لم يصل الى رئاسة «الشاباك» أي رئيس شرقي».وراى ماركوس انه «إذا حظي بيرتس بالنصر في الانتخابات التمهيدية فسيقود حزب العمل الى المعارضة لبناء بديل لليكود. الحياة في المعارضة ستوفر لبيرتس فترة مراكمة الطاقات الكافية للنضج كقائد يُحدث الانقلاب والهزة المطلوبة لحزب العمل».