رفع صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية التعازي والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وإلى أصحاب السمو الملكي إخوة الفقيد وأبنائه والأسرة المالكة الكريمة وللأمة، في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله. وقال سموه: "ودعت المملكة فقيد الأمة الأمير سعود الفيصل، وكان لخبر وفاته وقع أليم على مجتمعنا والمجتمع الدولي، لأننا فقدنا علماً من أهم وأبرز أعلام الأمة، الذي عمل بحكمة وشرف وإخلاص خلال ما يزيد على 40 عاماً في توطيد مكانة عالية ومرموقة للمملكة في المجتمع الدولي والدفاع عن قيمها ومصالحها وخدمة القضايا العربية والإسلامية والأمن والسلام العالميين". وأضاف: "كان رحمه الله رجل إدارة وفكر تطويري نير وصاحب رؤى بعيدة، وأحدث سموه نقلة نوعية في أعمال وزارة الخارجية وسفارات المملكة في العالم، انعكست إيجاباً على خدمة قضايا المملكة والأمة وعززت من مكانة المملكة دولياً وعملت على تطوير الخدمات المقدمة للمواطن السعودي ورعايته في جميع أقطار العالم، وتميز في حقول السياسة الخارجية، وأصبح أحد أهم صانعيها على مستوى العالم". وبين أن الأمير سعود الفيصل شخصية عالمية شاملة استوعبت ما فيه الخير للبشرية، وعده أحد أبرز المهتمين بسلامة البيئة والمحافظة على الحياة الفطرية وتنوعها الإحيائي وطنياً وإقليمياً وعالمياً، لإيمانه أن هذا الموضوع حيوي للمملكة وللعالم أجمع، إذ لاحظ -رحمه الله - منذ أكثر من ثلاثة عقود انحساراً ملحوظاً في التنوع الإحيائي في المملكة من حيث الانتشار الجغرافي وكثافة أعداد الأنواع الفطرية، خصوصاً تلك التي تعد من أهم مكونات تراث الجزيرة العربية الطبيعية. وقال رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية: "رأى سمو الأمير سعود الفيصل أن ذلك الانحسار واحد من أهم مؤشرات الخلل البيئي الذي يتطلب التدخل الفوري على مستوى الدولة والمجتمع والفرد، ومن هذا المنطلق قدم فكرة إنشاء الهيئة السعودية للحياة الفطرية وتطويرها للعناية بجميع ما يتعلق بالمحافظة على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية من إكثار في الأسر وإقامة محميات طبيعية وإعادة توطين أنواع مهمة مهددة بالانقراض والبحث العلمي والتوعية، واستصدار للأنظمة ذات العلاقة في المملكة، وعرض الفكرة على الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله -، الذي احتضن هذه الفكرة وكان الداعم الأول لها". وأشار إلى أن الأمير سعود الفيصل واكب بكل اهتمام وإخلاص مراحل إنشاء الهيئة منذ تأسيسها، وكان قائداً ملهماً ومحركاً أساسياً لإنجازاتها المهمة، وكانت متابعته الشخصية وأفكار سموه النيرة ورؤاه العصرية الثاقبة حاضرة دائماً في سياسات الهيئة وإنجازاتها الوطنية والدولية، وكان ذلك نابعاً من شغفه بحب وطنه وتراثه الطبيعي ونظرته العالمية الشاملة لمتطلبات الزمان والمكان. ووصف الأمير سعود الفيصل، بالفارس النبيل، المحب للهوايات ذات العلاقة بالطبيعية والتراث الطبيعي، إذ برز في مجال الصقارة والقنص بالصقور، وكان من أشهر الصقارين العرب، وترك تلك الهواية التي أحبها ومارسها بشغف على مدى عقود، تقديراً لأهمية المحافظة على الحياة الفطرية، وكنموذج يقتدى به في هذا المجال، مشيراً إلى أن هذا المقام لا يتسع لذكر كل الأعمال الجليلة والإنجازات الحضارية القيمة التي قدمها الفقيد الغالي، وإنما نذكر جزءاً يسيراً من كثير نعرفه عن سموه الكريم ونشهد له به.