"لقد عرفناكم كما عرفكم العالم أجمع على مدى 40 عاماً متنقلاً بين عواصمه ومدنه شارحاً سياسة وطنكم وحاملاً لواءها, ومنافحاً عن مبادئها ومصالحها, ومبادئ ومصالح أمتكم العربية والإسلامية, مضحين في سبيل ذلك بوقتكم وصحتكم, كما عرفنا فيكم الإخلاص في العمل والأمانة في الأداء والولاء للدين والوطن فكنتم لوطنكم خير سفير ولقادته خير معين". بهذه الكلمات، أبرق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله-، وذلك قبل 70 يوماً حينما طلب المغفور له بإذن الله التنحي عن مهامه وزيراً للخارجية، بعد أكثر من 40 عاماً قضاها الفيصل في خدمة بلاده ودينه ومليكه، حاملاً رسالة المملكة للعالم. وأضاف خادم الحرمين الشريفين في برقيته: "تلقينا طلب سموكم إعفاءكم من منصبكم لظروفكم الصحية, وما حمله الطلب من مشاعر الولاء الصادقة لدينكم ومليككم ووطنكم, وهذا ليس بمستغرب على سموكم". وتابع الملك سلمان: "ويعلم الله أن تحقيق طلب سموكم من أصعب الأمور علينا وأثقلها على أنفسنا, إلا أننا نقدر عالياً ظرفكم, ونثمن كثيراً مشاعركم, وإننا وإن استجبنا لرغبة سموكم وإلحاحكم غير مرة، فإنكم ستكونون -إن شاء الله- قريبين منا ومن العمل الذي أحببتموه وأحبكم، وأخلصتم فيه وبذلتم فيه جهدكم بلا كلل ولا ملل, تتنقلون من موقع إلى آخر، تخدمون فيه دينكم ثم وطنكم في مسيرة حافلة بالنجاح ولله الحمد, سائلاً المولى القدير أن يمنّ على سموكم بدوام الصحة والعافية, وأن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على دروب الخير خطاكم". وما أبرق به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- للأمير سعود الفيصل، عبر به –أيده الله- عن مشاعر الشعب السعودي كافة، مشاعر صادقة قالها الصغير والكبير مع المزيد من عبارات الثناء والمديح، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي فور تنحي "الفيصل" من منصب وزير الخارجية، وهو ما قدره المغفور له بإذن الله لخادم الحرمين الشريفين، حينما صرح أنه "يحمد المولى عز وجل أن شرفنا بخدمة بلد الحرمين الشريفين وزيراً لخارجيتها وعلى مدى 40 عاماً، رافعاً أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يحتسبني من المجتهدين الذين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا نالهم أجر الاجتهاد" «نحمد المولى عز وجل أن شرفنا بخدمة بلد الحرمين الشريفين».. آخر ما قاله «الفيصل» وتابع الفيصل: "إن أسمى آيات الشكر والامتنان والاحترام، تظل عاجزة عن التعبير عما يجول في خاطري لمضامين رسالة مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما غمرني به -حفظه الله- من كلمات أحسبها تعبر عن كرم نفسه وأصالة معدنه، أكثر مما يستحقها شخصي المتواضع، وأكبر من جهد المقل الذي صاحب عملي وزيراً للخارجية، ولا غرو فقد علمنا الملك سلمان الوفاء للوطن والمواطنين، ولكل من ساهم -ولو بجزء يسير- في خدمة بلادنا العزيزة، وسوف أظل الخادم الأمين لهذا الوطن ولسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فيما شرفني به من مهام، مستمداً العون من الله عز وجل، مستنيراً بالتوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة أيدها الله بتوفيقه وسداده". ولم ينسَ "سعود الفيصل" أن يتقدم للشعب السعودي الذي غمر سموه بعبارات الحب والثناء، قائلاً : " تابعت ببالغ الحب والود والتقدير المشاعر الفياضة والكلمات النبيلة والثقة الكريمة التي غمرني بها أبناء وبنات الشعب السعودي الكريم، سواءً كان ذلك عبر وسائل الإعلام أو الرسائل الشخصية، وأخص بالذكر مواقع التواصل الاجتماعي التي حملت معها جميل العبارات ودفئها، وكان لها عظيم الأثر في نفسي، وأبت إلا وأن تكون أشبه بالوسام الذي أرجو أن أكون جديراً به"، وأضاف سموه –رحمه الله-: "وأعظم ما أملك أمام هذه المشاعر الجميلة التوجه بالدعاء للمولى عز وجل أن يديم على هذا الوطن المحبة بين أبنائه ولحمته الوطنية، ويحفظ له أمنه واستقراره وازدهاره في ظل قيادتنا الرشيدة". كما لم ينس الأمير الوفي سعود الفيصل –رحمه الله- في هذا الموقف وهو يغادر الوزارة زملاءه في الخارجية الذين عمل معهم طوال 40 عاماً، فخاطبهم قائلاً: "ولا بد لي قبل أن اختتم، أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير والعرفان لكافة زملائي بوزارة الخارجية، الذين عاصرتهم منذ بداية عملي في الوزارة وحتى مغادرتي لها، وبذلوا الغالي والثمين -ولا يزالون- في خدمة هذا الوطن ورفعته، وتمثيله على النحو الذي يليق به، وأن أشد على أيديهم مصافحا بعبارات بارك الله فيكم وفي جهودكم وكثر الله من أمثالكم". "الفيصل" الرجل الوفي لبلده ولدينه وملكيه طوال 40 عاماً، يقابله الشعب السعودي بالوفاء نفسه عبر مشاعر صادقه وجياشه غزت مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان خبر وفاته –رحمه الله-، فأمتلأ موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعبارات الترحم لفقيد الوطن، وبصور وأبيات شعر حملت في طياتها امتنانا كبيرا لجهود الأمير سعود الفيصل، الذي كف عن الركض في المجال السياسي مجبراً نتيجة المرض الذي غالبه الأمير حتى غلبة مشيئة الله عز وجل، ليلقى "الفيصل" وجه رب كريم بعد 70 يوماً فقط من تركه لمهام وزير الخارجية، بعد 40 عاماً قضاها في خدمة المملكة وقضايا الأمتين العربية والإسلامية. خادم الحرمين يشيد بجهود الأمير سعود الفيصل لخدمة وطنه وأمته الصورة الأكثر تداولاً.. سعود الفيصل مع ملوك السعودية