بدأت أمس - الاثنين - أضخم تدريبات جوية هندية - أميركية مشتركة حتى الآن، وستستمر لمدة 12 يوما وسط مظاهرات صاخبة اندلعت منذ أيام. وحشد الحزب الشيوعي الماركسي الذي يحكم ولاية البنغال الغربية التى تجرى المناورات فى منطقتها مائة وخمسين ألف متظاهر فى كلكوتا احتجاجا على تنامي العلاقات بين الهند وأميركا وحضرها كل وزراء الحكومة الشيوعية وكبار مسؤولى الحزب فى الولاية. والجدير بالذكر أن الحزب الشيوعي الماركسي متحالف على مستوى الحكومة المركزية مع حزب المؤتمر الحاكم. وقد وضع الحزب الشيوعي خارطة كبيرة للهند فى كلكوتا يلفها أفعى التعاون الهندي الأميركي العسكري. وتجرى هذه التدريبات فى بحر البنغال بشرق الهند بين الوحدات القتالية لقوات البلدين الجوية. ويشترك من الجانب الأميركي 250 عنصرا من الجناح الخامس والثلاثين المتمركز بقاعدتي (ميساوا) و(كادينا) باليابان. وجاءت الطائرات الأميركية المشاركة فى هذه التدريبات من هاتين القاعدتين. ويشترك من الجانب الأميركي طائرات (ف-16) وأنظمة إي-3 المحمولة جوا للإنذار والتحكم فى المناورات. ويشترك من الجانب الهندي 30 طائرة حربية بما فيها عدد من طائرات الميراج 2000 وسوخوي30 والميغ 27. وقد تم إدخال التحسينات على قاعدة ميدنابور الغربية لأجل هذه المناورات. وقد تجمع 3000 شخص من القرى المجاورة خارج هذه القاعدة صباح الإثنين حاملين رايات حمراء وهم يهتفون: «لا لسياسة بوش فى الهند» وغنوا أغنية للشاعر الثوري (سوكانتو) تقول: «العم سام: ليس لك مكان فى الهند» و«الديمقراطية البائسة تتألم». وتقول الأحزاب الشيوعية - وهى عديدة فى الهند - أن التعاون العسكري مع أميركا ليس فى مصلحة الهند وأنه يخدم استراتيجية أميركية كبيرة لإنشاء القواعد العسكرية فى آسيا. وقال الزعيم الشيوعي ديباك ساركار الذي شارك فى المظاهرة خارج القاعدة المحاطة بإجراءات أمنية غير عادية: «من يستطيع أن يؤكد لنا أن القوات الأميركية لن تستولي على هذه القاعدة حين تريد. إن القواعد العسكرية الأميركية موجودة فى 130 بلدا فى أنحاء العالم». وقد سبق للهند وأميركا إجراء أولى تدريباتها الجوية فى منطقة (غواليور) بوسط الهند فى السنة الماضية حين مني الجيش الأميركي بهزائم منكرة أمام القوات الهندية حيث تكبد الجانب الأميركي بمعدل 74 فى المائة من الهجمات الوهمية كما أثبتت الميغ 21 تفوقها على ف-61 خلال تلك المناورات. والمناورات الحالية تشمل تدريبات هجومية والاشتباك فى مناطق بعيدة عن الرؤية المجردة. وتهدف هذه المناورات الى تحقيق التعاون للعمليات المشتركة خلال الهجمات الإرهابية وغيرها من المهام. وستستمر هذه المناورات الحالية الى يوم 19 نوفمبر. وسوف تقيم الأحزاب الشيوعية مظاهرة أخرى كبيرة ضد هذه التدريبات يوم 13 نوفمبر القادم. أما القوى السياسية الأخرى فلم ترفع صوتها فى تأييد أو معارضة هذه التدريبات.