صدر حديثا عن دار المدى للثقافة والفنون بدمشق ديوان شعري جديد للشاعر العماني المعروف زاهر الغافري، ويعتبر هذا الديوان هو الخامس للشاعر الذي اصدر من قبل، ومنذ مطلع الثمانينات، اربعة دواوين هي على التوالي: «أظلاف بيضاء»، «الصمت يأتي للاعتراف»، «عزلة تفيض عن الليل»، «أزهار في بئر». الغافري هو من مواليد العام 1956م في سلطنة عمان. اقام في كل من العراق، والمغرب، والولايات المتحدةالأمريكية فترات طويلة، وهو يقيم حاليا في السويد، ويبدو ان هواجس الاغتراب والحنين قد تسربت الى قصيدته التي توحي للقارئ بأن ثمة امرا غامضا، غائبا وراء الظلال الكثيفة للكلمات، وعصيا على الكشف يبحث عنه الشاعر لكنه لا ينجح في الوصول اليه. لكن، ومع ذلك، فإن ديوان «ظلال بلون المياه» الذي يضم سبع قصائد، ولا تتجاوز صفحاته المئة صفحة، يقول الكثير عن الألم، والحب، والأسفار، والخيبة، والحنين، وألم الفراق، وهو في كل هذه التنويعات يكشف عن دواخل شاعر يتمتع بشفافية عالية، وبإحساس مرهف ازاء الحياة والخسارات، والاخفاقات الكثيرة، يقول في «قصيدة الأب»: لن انخدع مرة اخرى يا أبي. سأقود حياتي الى حافة الينبوع، وأنام على العشب وأنظر الى رحيل السحب الى بستان الجحيم. أجل، الليل خذلني يا أبي. خذلني ليل الزمن وأنت تستعد للعبور الى الشاطئ الآخر.