أثارت روية هلال ذي الحجة جدلاً واسعاً وتساؤلات كبيرة حول قيام مجلس القضاء الأعلى بإصدار بيانين مختلفين في تحديد رؤية الهلال. وهو ما حدث الأسبوع الماضي وذلك بعدم تقدم أحد يفيد برؤية الهلال لاثبات دخول ذي الحجة مما جعل مجلس القضاء الأعلى يعتبر ذي القعدة كاملاً ثلاثين يوماً واعتبار يوم الأربعاء هو أول أيام ذي الحجة إلا أنه من خلال شهود ظهروا وأفادوا برؤية الهلال مساء الثلاثاء والتي قيدت شهاداتهم بالمحكمة القريبة منهم وبالتحديد في مركز السيح تم تغيير البيان واعتبار الثلاثاء هو أول أيام ذي الحجة بناء على رؤية الشهود التي تمت تزكيتهم من قبل قاضي محكمة الرين والرفع بشهادتهم للأخذ بها. «الرياض» توجهت لموقع الحدث الذي تمت رؤية الهلال فيه (مركز السيح) وهذا الموقع يبعد عن الرياض غرباً ما يقارب من 300كم مروراً بمحافظة القويعية ومركز الرين حتى الوصول إلى مركز السيح حيث استقبل «الرياض» عبدالرحمن ومحمد فهد القحطاني بسيارتهما الخاصة ثم الاتجاه شرقاً عبر طريق صحراوي تتخلله بعض الأودية والمرتفعات حيث سرنا قرابة (13) كيلو متراً حتى وصلنا مركز السيح وكان في استقبال «الرياض» رئيس مركز السيح الأستاذ نايف بن عبدالرحمن بن دلمة القحطاني. بعد أن بحثنا عن الشاهدين اللذين رأيا هلال ذي الحجة إلا أننا لم نتمكن من مقابلتهما نظراً لسفرهما. «الرياض» التقت برئيس مركز السيح الأستاذ نايف بن عبدالرحمن بن دلمة القحطاني وقال إن مركز السيح يقع جنوب محافظة القويعية بمسافة (90) كيلو متراً ويقع شرق مركز الرين ب (40) كيلو متراً شرقاً. وقال إن السيح يقع على ارتفاع 650 - 660 متراً فوق مستوى سطح البحر حسب إفادة الارصاد الجوية. وقال ابن دلمة إنه نظراً لموقع السيح وارتفاعه فإن رؤية الهلال عند بعض الأهالي سهلة للغاية كل شهر خوصاصاً إذا كان هناك بيان من هيئة مجلس القضاء الأعلى بتحري رؤية الهلال لاثبات دخول شهر رمضان أو عيد الفطر أو دخول شهر ذي الحجة لاثبات الوقوف في عرفة لاهتمام الدولة أعزها الله بذلك الأمر للأهمية للمسلمين عامة. وقال رئيس مركز السيح نايف بن دلمة إنه عندما أعلن مجلس القضاء الأعلى تحري رؤية الهلال حرص الجميع أن يشارك بما أعطاه الله من قوة في البصر إلا أنه لم يتقدم أحد بشهادته فصدر قرار مجلس القضاء الأعلى بأن الوقوف بعرفة يوم الخميس والعيد يوم الجمعة.. وبيّن ابن دلمة أنه في الجمعة بعد أن صدر القرار حضر إلى مقر المركز بعض كبار السن بعد أن أدوا صلاة الجمعة وأفادوا بأنهم شاهدوا الهلال يوم الاثنين ليلة الثلاثاء ورأوه مساء يوم يوم الأربعاء لمدة استمرت الساعة والربع قبل غيابه مما يدل على أن أول أيام ذي الحجة هو يوم الثلاثاء.. ونظراً لثقتي بهم وكبر سنهم ولمعرفتي بما يتمتعون به من رجاحة في العقل وبعد محاورتهم للوصول إلى الحقيقة تبين صدقهم فوجهتهم إلى قاضي محكمة الرين لمقابلته وإثبات شهادتهم لرفعها لمن يهمه الأمر لأن الوضع يتعلق بأمة كاملة وقد تم ذلك بعد صلاة عصر يوم الجمعة الماضي. وأشار ابن دلمة إلى أن الذين تقدموا للمركز بالسيح وأفادوا برؤية الهلال أكثر من ثلاثة شهود أصغرهم عمره خمسة عشر عاماً إلا أن قاضي محكمة الرين اكتفى بشاهدين اثنين منهم وهما من كبار السن اللذين تجاوزا السبعين عاماً من أهالي مركز السيح المقيمين. وقال ابن دلمة إن حرفة الأهالي في الأصل هي رعي الإبل واقتنائها أباً عن جد وفي الوقت الحالي أضافوا حرفة الزراعة نظراً لتوفر الوسائل المساعدة لأنشطة الزراعة دعماً من الدولة. وبيّن أن مركز السيح يقطنه ما يقارب عشرة آلاف نسمة ويتبع للمركز أكثر من (15) هجرة وتوجد أغلب الدوائر الحكومية من مدارس بنين وبنات ابتدائي ومتوسط وثانوي وهاتف جوال وثابت وذلك بفضل الله ثم جهود الدولة أعزها الله التي لا تألو جهداً في توفير ما يحتاجه المواطن في كل مكان. وقال ابن دلمة إن أكثر ما يقلقنا نحن أهالي مركز السيح وكذلك المعلمين والمعلمات الذين يأتون كل يوم لمركز السيح لتعليم ابنائنا وبناتنا هو ذلك الطريق المتفرع من طريق المزاحمية - الرين - وطوله (13) كيلو متراً وإذ نناشد وزير النقل بزفلتة هذه الوصلة التي ستريحناً كثيراً.