سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللحيدان: أصدرنا البيان الأول بعد أن غم علينا ليلة الثلاثاء ولم يتقدم أحد يفيد الرؤية أوضح الخلفيات الكاملة لبياني مجلس القضاء الأعلى حول دخول شهر ذي الحجة
تحدث فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان في لقاء تلفازي عن موضوع رؤية هلال شهر ذي الحجة لهذا العام والخلفيات الكاملة للبيانين اللذين أصدرهما مجلس القضاء الاعلى بشأن دخول الشهر وهو ما يتم على ضوئه تنظم الحج وقوافل الحجاج وتحديد الوقوف بعرفات ويوم النحر ويعرف الناس أداء المناسك وأوقاتها. وتحدث فضيلته عن موضع دخول الاهلة بشكل عام ومكانته في الاسلام وضرورة الاعتناء والاهتمام به تعظيما للسنة المطهرة والعمل بها. وتناول فضيلته مكانة الحج في الإسلام وثوابه وأجره وما ينبغي أن يكون عليه المسلم في أداء هذه الشعيرة العظيمة .. والقى لمحة سريعة على أعمال الحج وأداء المناسك. وفيما يلي النص الكامل للقاء الذي القى فيه فضيلته الكلمة التالية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده وخليله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته والتابعين كلهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد فان نبينا صلى الله عليه وسلم بين أصول هذا الدين الإسلامي وفروعه حتى ترك الناس على محجة بيضاء على طريق وأضح في عباداتهم وعلاقاتهم بالآخرين وعلاقاتهم في بيوتهم وأسرهم. نظمت الشريعة شئون العباد في العبادة والتجارة والسلم والحرب فهو نظام عظيم شامل لحاجات البشر وفيه حلول لجميع المشاكل لمن أراد حل المشاكل بصدق ولما يتعلق به بهذا الدين ترتيب الأزمنة والمواقيت يقول المولى عز وجل في محكم الكتاب {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} والصحابة سألوا رسول الله قالوا ما بال الهلال يبدو ضئيلا ثم ينمو حتى يتسع ثم يأتي الى الضعف فأنزل الله يسألونك عن الأهله وبين لهم اهتموا بالشيء الذي تستفيدون منه في أموركم فقال {قل هي مواقيت للناس والحج} فالأهلة مواقيت للناس في عقودهم وتجاراتهم ثم هي مواقيت للعبادات المرتبطة بالزمن المطول كزمن الحج فالله يقول {الحج أشهر معلومات} والصيام شهر رمضان ويقول المصطفي صلى الله عليه وسلم عن الأهلة والهلال «فان غم عليكم - أي أن اختفى ولم يتبين لكم الهلال - فأكملوا العدة» وأما اذا تبين فاعتمدوا الهلال فيقول عن الصيام لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه. والحديث الآخر يقول «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» وفي الأول والثاني يقول فان غم عليكم فأكملوا العدة. ونحن في عامنا هذا عام 1425ه غم عنا الهلال في شهر ذي الحجة نحن أفطرنا على رؤية عدد من الناس لهلال شوال وغم علينا هلال ذو القعدة فلم ير وغم علينا هلال ذي الحجة في اليوم التاسع والعشرين يوم الاحد ويوم الاثنين ليلة الثلاثاء فلم ير. وتهيأت اللجان مع القضاة في المحاكم التي عادة يرى الهلال في نطاقها وخرجت للتحري وترصدها لرؤية الهلال وخرج معهم بعض منسوبي المراصد الاخرى الحكومية ثم انصرفوا من أماكن انتظارهم فلم يروا هلال ذي الحجة ليلة الثلاثاء فغم علينا الهلال وتنظيم الحج وتنظيم القوافل وتنظيم الوافدين وفيما يتعلق بمنافذ المملكة تحتاج الى صدور بيان من الدولة علي تحديد دخول شهر ذي الحجة وتحديد الوقوف بعرفة وتحديد يوم النحر ليعرف الناس أداء المناسك وأوقاتها فصدر بيان ذلك عن مجلس القضاء الاعلى بأنه لم ير الهلال ليلة الثلاثاء فاكمل الناس العدة فصار اعتبار دخول شهر ذي الحجة يوم الاربعاء وهو يتفق مع تقويم أم القرى اذ أن تقويم أم القرى يبدأ في يوم الاربعاء شهر ذي الحجة وصدر البيان اذ أن الاماكن كلها اتصلت بمجلس القضاء وأفادوا بأنهم لم يروا الهلال ولم يأتهم من يخبر. ثم في يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة حسب تقويم أم القرى بعد صلاة الجمعة اتصل أحد برئيس بعض المراكز في منطقة القويعية وقالوا قد رأينا الهلال اليوم ليس ثلاثة بل هو أربعة يعني يوم الجمعة فأمروا بالاتصال فاتصلوا بالقاضي فدعاهم بأن يحضروا وكانوا في مسافة نائية عن المحاكم فذهب القاضي .. قاضي الرين في منطقة القويعية وحضروا اليه عند غروب الشمس وحضر من شهد واذا هم رجال عقلاء فاهمون فأدى الشهادة اثنان منهم والذي رأوه ثلاثة بشهادة مفصلة كل واحد شهد بأنه بعد صلاة المغرب ولم يكونا مجتمعين في مكان واحد رأى الهلال يوم الاثنين ليلة الثلاثاء يقول فمكثت انظر أحدهم عشر دقائق بعد أن صليت المغرب ثم انصرفت لم يقل أن القمر اختفى انما يقول أنا انصرفت وصلى الراتبة. والثاني يقول رأيته بعد غروب الشمس بعد أن صليت المغرب وحدي في البرية وجلست أشاهده عند نار أشعلها للتدفئة في الخلاء يقول فجلست أنظر اليه حتى برهة ثم انصرفت. وفي اليوم الثاني أي مساء يوم الثلاثاء كل واحد منهما أدلى بأنه جلس ينظر اليه الى أذان العشاء أي من مساء يوم الثلاثاء فأثبت القاضي شهادتهم وبلغ بها المجلس .. مجلس القضاء الاعلى وبلغ مجلس القضاء الاعلى الجهات العليا بلغ سمو ولي العهد وغيره بأن هذا هو الواقع وأنه ثبت دخول الشهر يوم الثلاثاء لتكون الوقفة في عرفة يوم الاربعاء وليكون يوم النحر يوم الخميس فبادرت الجهات العليا وبادر ولي الامر بالامر بالتوجيه بإذاعة البيان. ونحن في غررنا الاول عندما أعلنا أن يوم الاربعاء أول أيام ذي الحجة ليس اعتمادا الى الحساب وإنما هو اعتماد على إكمال العدة فاننا من يوم أفطرنا على نهاية يوم الثلاثاء أكملنا ستين يوما والشهور العربية الاسلامية لا يمكن أن تزيد عن الثلاثين يوما ولا يمكن أن تنقص عن التسعة والعشرين فان النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الشهر أي الشهر القمري إنما هو اما تسعة وعشرون يوما واما ثلاثون يوما. فلما أكملنا ستين يوما اعتبر أنه غم علينا فأكملنا العدة فصدر البيان فنحن في اصدار بياننا الاول انما فعلنا ذلك عملا بالسنة الصحيحة الثابتة في الصحاح وغيرها ولما شهد من شهد من أهل العدالة والأمانة والمعرفة بأنهم رأوا الهلال ليلة الثلاثاء صدر البيان الأخير الذي أذيع ليلة السبت بأن شهر ذي الحجة دخل يوم الثلاثاء لتكون الوقفة في عرفة يوم الاربعاء وليكون يوم النحر يوم الخميس. ونحن في بياننا الأخير وبياننا الاول متقيدون بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه في قوله جل من قائل {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فهو صلى الله عليه وسلم أمرنا عند اختفاء القمر وتغبيته وظهور حاجب وحصول حاجب يحجب الرؤية أن نعمل العدد المكمل للشهر أن نتم العدة ثلاثين يوما وقد فعلنا ذلك فلما جاء ما يكشف الحقيقة ويجلي الامر ويثبت أن الهلال دخل ليلة الثلاثاء عملنا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لما تبين لنا. فنحن في كل الأمرين نحن وولي أمرنا خاضعون للسنة عاملون بها مؤدون للواجب نحوها وهو السمع والطاعة لما قال الله أو قال رسوله صلى الله عليه وسلم لان الخير والبركة والسداد والرشاد وتحقيق عز الدنيا والاخرة إنما هو بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيق محبة الله لنا لا تحقق الا باتباع رسولنا فان ربنا يقول لنبينا صلى الله عليه وسلم {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}. فنحن في عملنا كله انما نطلب ونرجو محبة الله لنا بتحقيق عبادته. وهذه الدولة المباركة السعودية إنما قامت على اعزاز سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتنفيذها والعمل بمقتضاها فقامت ولله الحمد على احقاق الحق وصفاء العقيدة واتباع الشريعة وهذه الشريعة العظيمة التي هي من كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وما فهم منهما وطبق عليهما فيها السداد للأمة والعافية لها والرشد التام الذي لا يتحقق الا بها. فنحمد الله جل وعلا ونشكره على هذا التوفيق الذي وفق حكومة هذه البلاد وأهلها على التقيد بالسنة والأخذ بها والتمسك بأدلتها والعض عليها بالنواجذ وقد قال المصطفي صلى الله عليه وسلم «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». وأن مما ينبغي أن يعتني به ويهتم له تعظيم السنة والعمل بها وفق تعظيمها فيما يتعلق بالأوقات وزمن الحج والصيام أن يتقيد الناس بما دلت عليها وما دلت عليه هو التقيد بالآهلة دخول العبادة وخروجا لها فلا تخرج العبادة المقيدة بشهر تام الا برؤية الهلال دخولا ثم برؤيته خروجا ولا يتحقق أيضا أداء الحج في وقته الذي يريده الله أن يكون فيه الا بأعمال أدلة اثبات الهلال ومعرفته وهذا هو الذي فعلته هذه الدولة وقامت عليها في سالف عهدها وفي حاضر عهدها فله الحمد والمنة وله الشكر على هذا التوفيق. ثم انه بهذه المناسبة المباركة التي أحمد الله وأشكره على تيسيرها فيما يتعلق بالبيان الاول والذي هو اعمال بالسنة عندما لم يتيسر لنا رؤية الهلال ثم في بياننا الاخير عندما ثبت لنا دخول الشهر كل ذلك أولا وآخرا عمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأن من حسن أداء العمل بالسنة التقيد بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ما جاء في كتابه فيما يتعلق بالحج فإن الله يقول {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. الرفث العلاقات الزوجية وربما دخل معها شيء فيما يتعلق بالإثم والفسوق هو سائر المعاصي والجدال حتى في المباحات اذا صرف عن أعمال الحج فهو ممقوت واذا كان جدالا في احقاق وبيان حكم يتطلبه الحج فلا حرج فيه. فينبغي لك أيها الحاج ولنا جميعا أن نحسن تطبيق هذا التوجيه الالهي لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وأن نعتني بما نرجو أن يكون سببا في قبول أعمالنا وانتفاعنا بها بأن يكون الواحد منا حريصا على إرضاء ربه يتقرب الى خالقه بما فرضه عليه ثم يتقرب الى ربه جل وعلا بما هو من نوافل العبادات ليحفظ الله علينا سلوكنا وأعمالنا واتجاهاتنا وتصرفاتنا في حياتنا وليحفظ علينا أمننا فإننا في أمن عظيم هام تفتقده شعوب وفئات من الناس. فعلينا أن نهتم ونحمد ربنا على هذا الامن الذي نعيشه فان الامن مع الايمان أعظم كنز وأعظم ثروة يكتسبها الناس.. علينا أن نحافظ على ذلك بالاكثار من ذكر الله واحسان العبادة لله وقد قال الله في الحديث القدسي الذي رواه البخاري وغيره «وما تقرب الى عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليها ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به». الى اخر الحديث. فاذا احتجنا الى أن يحفظ الله علينا سمعنا وأبصارنا والسنتنا وسائر جوارحنا فلنحقق أداء العبادات المفروضة من صلاة وزكاة وصيام وحج ونتقرب الى مولانا وخالقنا بما يتيسر لنا من نوافل الطاعات فان الانسان لايزال يتقرب الى ربه بنوافل الطاعات من صلاة وصدقات وصيام وتطوع وحج وعمرة واحسان للعباد واكثار من ذكر الله حتى يحبه الله.. والله اذا احب عبدا من عباده حفظه ولم يسلط عليه عدوا بل بارك له في عمره وفي عمله وفيما أعطاه وما أحوج كل واحد منا الى الله أن يحبه الله جل وعلا ومحبة ربنا لنا انما تتحقق بمتابعة نبينا صلى الله عليه وسلم. فنصيحتي لك أيها الحاج أن تعمر أوقاتك المقبلة بالذكر والدعاء والتقرب الى الله ومحاسبة النفس لئلا تزل فإن النفس أمارة بالسوء الا ما رحم ربي واذا حصل زلة وهفوة فبادر الى التوبة والاستغفار فان الاستغفار يمحو الذنب والتوبة تمحو الذنب وربنا يفرح بتوبة عبده ويقول جل من قائل { واني لغفار لمن تاب}. ثم اعلم أن الحج المبرور ليس له ثواب الا الجنة وأن من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كما ولدته أمه هكذا ثبت في الصحيح فاحرص على أن يكون حجك هكذا وتقرب الى الله وفي أيام عرفات في عرفة انما هي ساعات اغتنمها لمناجاة ربك والالحاح عليه في قبول عملك واصلاح مستقبلك واصلاح ذريتك واعزاز دينك ونصرة هذا الدين اعمرها في هذه الاعمال وتضرع الى ربك والهج اليه لعله ان يستجيب فان ربنا يقول { وقال ربكم ادعوني استجب لكم} وان الاكثار من الدعاء والحاحك على خالقك مما يحبه الله فان الله يحب العبد اللحوح في الدعاء ثم اجتهد في الدعاء للمسلمين فان المسلمين في غمة وكرب كبير وهناك شعوب وأوطان ترزح تحت اذلال وظلم وعدوان وقهر فادعو لهم لعل الله أن يكشف كربهم وهناك أمم من الاسلام وغيرهم أصيبوا بكوارث هامة ونكبات عظيمة فادعو الله أن يكشف كرب المكروبين ويفرج هم المهمومين ويغيث المستغيثين. وادع ربك للمسلمين بان تجتمع كلمتهم وان ينتصروا في أمورهم وأن يرجعوا الى ربهم في أمورهم كلها فانك في مواقف هامة يباهي الله جل وعلا بأهل الموقف بعرفات الملائكة ان الناس في عرفات في زي متقارب رؤوسهم عارية وأجسامهم ملفوفة لفا بسيطا ولا يختلف الاثرياء عن متوسطي الحال بل ربما عن الفقراء كلهم يحكون صورة مصغرة للموقف العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين يباهي الله في ذلك الموقف الملائكة ويأمرهم أن ينظروا الى عباده الذين جاءوا شعثا غبرا يرجون رحمته فاحرص أن تكون في ذلك الموقف مستحضرا حالة فقرك وضعفك وشدة احتياجك الى لطف ربك جل وعلا واسأله ثم لا تنس والديك سل ربك أن يغفر للاحياء والاموات من ذريتك سل الله أن يصلحهم ويهديهم.. المظلومين سل ربك أن ينصرهم ويقيل عثراتهم ويكشف غمهم.. المقهورين في البلاد الاسلامية سل ربك أن ينصرهم وينتصر لهم وينتقم من ظالميهم سل ربك جل وعلا فان ربك يجيب دعوة الداعي اذا دعاه. ربنا جل وعلا يأمرنا أن ندعوه فنحن تعرضنا لنفحات مباركة وزمان مبارك.. ثم انصح كل واحد ألا ينصرف من عرفة الا بعد الغروب فاذا غربت الشمس انصرف ومن انصرف قبلها فليبادر بالرجوع إليها فاذا رجع فلا شيء عليه وان لم يرجع وانصرف من عرفة قبل الغروب فانه تترتب عليه فدية وهي ذبيحة لفقراء مكة أما لو رجع ولو في منتصف الليل لم يلزمه شيء. والسنة الصلاة في عرفات الجمع والقصر تصلي الظهر ركعتين وتصلي العصر ركعتين ثم يجمع بينهما ثم بعدهما يتفرغ الانسان للمشاهدة والافضل أن يكون اتجاهك للقبلة حتى ولو كنت في أي مكان. ثم في مزدلفة اذا وصلتها قبلها احرص على الرفق في السير لامزاحمة لا مسابقة وانما هو انشغال بذكر الله جل وعلا. ثم في مزدلفة السنة أن تصلي المغرب والعشاء جمعا وتقصر العشاء اذ أن المغرب لاتقصر ثم في الصباح الانصراف في السنة قبل طلوع الشمس لكن يجوز لمن معهم نساء أو أطفال أو مرضى أو كبار سن أن ن ينصرفوا بعد منتصف الليل فمن انصرف بعد منتصف الليل فلا حرج عليه والافضل الى ما بعد صلاة الفجر اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم ان أول عمل يعمل في يوم العيد في منى أن يبدأ برمي الجمرة جمرة العقبة سبع حصيات يكبر واذا وصلها توقف عن التلبية وكبر مع كل حصاة الله اكبر فاذا انتهي عاد وبادر الى نحر هديه وحلق رأسه ثم طواف الافاضة هذه الاعمال الرمى الحلق والذبح وطواف الافاضة أربعة من قدم شيئاً منها على بعض فلا حرج.. يحصل التحلل الاول برمى الجمرة وحلق الرأس والذبح وبالرمى والحلق يحصل التحلل الاول وهو جواز لبس الملابس والطيب وقص الشعر وتقليم الاظافر واذا جمع الى ذلك طواف الافاضة حل له التحلل كله وهو أن يكون كحالة قبل أن يحرم. ثم في بقية الايام اعتن أيها المسلم بالاشتغال بذكر الله جل وعلا ولاتنسى الاكثار من الدعاء في كل موقف فانك في أماكن مفضلة ورحاب مباركة وجموعا هائلة كلها ترجو رحمة الله فاغتنم ذلك. أسال الله جل وعلا بأسمائه وصفاته أن يحقق للمسلمين ما يرجونه من ربهم جل وعلا من النصر والتمكين والتأييد والصلاح والفلاح وان يحفظ لهذه المملكة أمنها ويصونها عن كل شر ويحقق لها الامن التام والسعادة وان يوفق ولاة أمرها ويجازيهم اجمل الجزاء وأعلاه واجله على ما يقدمونه للحجيج وما يحققونه للقاطنين في هذه البلاد من أهلها والوافدين عليها وان يثيبهم اجزل الثواب ويبارك لهم في أعمالهم ويصلحنا واياهم ويهيئ لنا جميعا من امرنا رشدا وان يحقق للمسلمين في كل مكان الامن والامان والثبات على الحق وتحكيم الشريعة. ثم انصح كل حاج اذا عاد الى أهله ووطنه أن يفتهم انه حج وأنه يرجو أن تكون كفرت ذنوبه وحطت خطاياه أن يستقبل عمرا جديدا بعمل صالح وتوبة متكررة ومحافظة على شعائر الدين وأداء الفرائض الصلوات الخمس وتجنب المحرمات من سكر وزنا وسائر المحرمات ويتذكر انه قد خلع باذن الله كل الخطايا والسيئات فليستقبل عمرا جديدا.. هذا واخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وصحبة وسلم تسليما كثيرا.