كيف سيدين العراق الشقيق عمل المجموعة الإرهابية في البحرين التي تدربت في كربلاء وبغداد؟ البحرين أبلغت شقيقها العراق بمكان تدريب المجموعة الارهابية ومصادر تمويلها، ومخططها القائم على نسف الاستقرار وقتل الابرياء، وطلبت التعاون لمنع هذه الاعمال الارهابية على ارضها استنادا لعدة مرجعيات تعطي البحرين الحق بالمطالبة بالتحقيق والادانة، ولعل أقربها للدولتين توصيات مجلس وزراء الداخلية العرب التي تؤكد على التعاون في مكافحة الارهاب. البحرين دولة تعرض استقرارها لهزات عنيفة كادت ان تقضي على استقرارها لولا تدخل اشقائها في الخليج ومنعهم اسبابه، ومازالت محاولات زعزعة استقراره مستمرة، وأغلب تلك المحاولات تأخذ شعارا طائفيا، وليس اصلاحيا ليحقق اصحاب الشعار ما يطلب منهم من مراجعهم في الخارج، حتى لو حاولوا تغطية مطالبهم بغطاء مدني إصلاحي، فالشواهد على مسارهم الطائفي كثيرة من قتل إمام مسجد وقتل الشرطة ورفع اعلام دول طائفية لتعميق الحس الطائفي في نفوس المتظاهرين، حيث المطلوب هو الاحتفاظ بالنفس الطائفي الى ما بعد ضرب الاستقرار ليكون هو من يحكم ويحاسب ويمنح الولاء تماشيا مع نموذج التغيير الطائفي في المنطقة. اكتشاف البحرين لتلك الخلية الارهابية مع دلالات موثقة عن مكان تدريبها، حدث لن يتوقف عند هذه الخلية فقط وينتهي مع القبض عليها، فالاعداد للتدريب باشراف حزب الله، يعني ان هذه الخلايا تبنى مؤسسياً منها ما هو عسكري واستخباري ومالي، وعملها سوف يستغرق اعواما، فمكان التدريب موجود والتمويل متوفر والمهووسون طائفيا في تزايد. الهاجس الاول في الخليج هو الهاجس الامني الذي دفع بتحديات شديدة الخطورة والتعقيد الى كل بلد في المنطقة وبيت وانسان، فتداخل بها الطائفي مع الارهابي وصنع خلطة عجيبة يعجز الشيطان عن التفكير بها، خاصة عندما تصبح الطائفية هي من يحكم في بعض بلدان المنطقة، فدول الخليج اليوم مطالبة بتأسيس لجنة بالغة التعقيد في مهامها ومستقلة استقلالا كليا عن اطار الجرائم الاخرى، مهمتها بالاساس تقوم على محاربة الجريمة الطائفية والارهابية، وتقدم تعريفا منضبطا لها، وتحدد اتجاهات تعاونها، وأسلوب عقابها. التفكير الامني في هذه المرحلة منجاة وليس تضييقا على الحريات، ولكنه اعتبار ينبثق اولا من قناعة المواطنين الصالحين الذين ينكرون الاعمال الطائفية ويحاربونها، فالمواطن حريص على استقراره في هذه المرحلة اكثر من حرصه على معيشته، فها هي جحافل حزب الله تتدرب بالجوار وتبعث بشرها الى اهلنا في البحرين. وإن لم يبدع مجلس التعاون في ايجاد حل امني غير مسبوق لدوله فسوف تزحف عليه الشرور من اكثر من اتجاه، باسم الحرية واحترام الطائفية، الى ان تتحول الى حرية تفجير وتكفير، فاللجنة الامنية الخليجية لمحاربة الطائفية والارهاب عمل يتماشى مع تحديات المرحلة.