من الصعب أن يتخلى المصريون عن عاداتهم وطقوسهم في عيد الفطر المبارك، وخصوصاً تناول الكعك المحشو بالملبن والمكسرات، وقد اعتاد المصريون منذ آلاف السنين (قبل الاحتفال بعيد الفطر) أن يكون كعكهم منقوشاً بنقوش مختلفة تشبه صورة الشمس، ولا تزال هذه العادة موجودة حتى اليوم، وكثير من الأسر تقوم بصناعة الكعك في المنازل، ولكن مع ضيق الوقت صاروا يفضلون شراءه جاهزاً. وقد واصل المصريون إقبالهم هذا العام على شراء الكعك رغم ارتفاع أسعاره بشكل ملحوظ عن العام الماضي نتيجة لارتفاع أسعار المكسرات. فعلى الرغم من ثبات أسعار الصرف واتزان الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية؛ فإن هذا العام قد شهد ارتفاعاً في أسعار المكسرات عن العام الماضي بنسبة تتراوح بين 20٪ في بعض الأصناف و100٪ في أصناف أخرى كالبندق على سبيل المثال الذي قفز سعر الكيلوجرام المقشور منه إلى حوالي 90 جنيهاً من 45 جنيهاً في العام الماضي. ولا يبدو سبب منطقي لارتفاع أسعار المكسرات كالفستق واللوز والبندق وعين الجمل وغيرها، حيث إن أغلبية أصنافها يجري استيرادها من الخارج، وكان منطقياً أن تظل أسعارها ثابتة مع ثبات سعر الصرف. وقد اضطر الكثيرون إلى الاكتفاء بكميات ضئيلة من المكسرات الفاخرة، والاعتماد على الفول السوداني (رخيص السعر) في حشو الكعك والحلوى الرمضانية كالقطائف والكنافة! ويشار إلى أن الأبحاث الطبية الحديثة قد أثبتت أن تناول المرء مقادير معقولة من المكسّرات بشكل منتظم من شأنه تقوية جهازه المناعي، ووقايته من الإصابة بالعديد من الأمراض، على رأسها مرض السكري. أما الإفراط في تناول المكسرات، فقد يقود المرء إلى البدانة وغيرها من الأمراض الخطيرة. وبعد شهر كامل من الزحام والاختناق المروري في شوارع القاهرة طوال ايام رمضان ، اخيرا التقطت القاهرة أنفاسها في أيام عيد الفطر المبارك وأصبحت شوارعها خالية تقريبا من المارة إلا في بعض الأماكن المحيطة بالحدائق العامة وكورنيش النيل ، حيث هرب الكثيرون إلي الريف (مسقط الرأس) لقضاء العيد بطقوسه المعروفة والمحفورة في ذاكرة أهالي الريف وكذلك سافر البعض إلي بعض المدن الساحلية ومنها شرم الشيخ التي أصبحت كاملة العدد ، في حين فضل البعض الجلوس في المنازل لاستقبال الاقارب ومشاهدة التليفزيون. فخلت الشوارع وهدأت عاصفة الزحام التي كانت قد وصلت ذروتها في آخر ايام رمضان نظرا للزحام حول محلات بيع الملابس ومستلزمات العيد.. ومن يرى القاهرة ليلة العيد لا يعرفها صباح اليوم التالي وكأنها مدينة أخرى تعود إلي فترة الثلاثينيات حيث الشوارع هادئة والسيارات قليلة والنظافة تحتل مقدمة المحلات والبيوت!