في شهر نوفمبر 1995م وقعت أول عملية إرهابية "منظمة" في المملكة وذلك في مدينة الرياض وراح ضحيتها (7) أشخاص وإصابة أكثر من (60) شخصاً وقبل هذه العملية بسنوات حدث انفجار عبوات متفجرة وضعت في حاويات نظافة في شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مدينة الرياض. اليوم وبعد عشرين عاماً على تلك الحادثة الإجرامية حدثت عملية إرهابية جديدة راح ضحيتها (21) وإصابة (106) من الأبرياء المواطنين وذلك في عملية انتحارية نفذها أحد الإرهابيين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قرية القديح بالمنطقة الشرقية وما بين حادثة الرياض في عام 1995م وحادثة القديح شهد الوطن كماً كبيراً من العمليات الإرهابية الإجرامية في بعض مدن المملكة راح ضحيتها للأسف الشديد العديد من الأبرياء من المواطنين والمقيمين بين قتلى ومصابين.. ومن خلال هذه السنوات العشرين ومن خلال هذا الكم الكبير من العمليات الإرهابية تأكد لنا في هذا الوطن أن هذه الحرب الإرهابية تعمل وفق تنظيم متكامل من حيث الإعداد والتخطيط والتنفيذ وهذا التنظيم تأكد أنه تنظيم على مستوى دولي استخباري محكم من كافة الجوانب وتثبت حقيقته يوماً بعد آخر!! تأكد أننا نحتاج اليوم إلى آلية تعامل ومواجهة مختلفة مع هذا "المخطط" الذي يحاك ضد هذا الوطن وشعبه من خلال هذه العمليات الإرهابية الإجرامية.. نعم نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى عمل مختلف وغير مسبوق في كل جوانبه.. نحتاج إلى "عاصفة تضحية" في سبيل هذه المواجهة.. نحتاج إلى قرارات جريئة وحاسمة.. نحتاج إلى الانتباه إلى الفئات الصامتة.. والفئات المتقلبة.. فالوضع اليوم لا يحتمل المزيد من هذه المجاملات.. والخطر القادم لا يتحمل السكوت والمزيد من التنازلات فالمسألة مسألة أمن مجتمع.. وأمن وطن وتصحيح سمعة عقيدة ودين.. نعم نحتاج إلى خطط عمل تكفل لنا "اجتثاث" كل منابع وبذور "تفريخ" هذه العناصر الإرهابية التي كنا نتوقع أننا وخلال العشرين عاماً أننا قضينا على منابعها ومصادرها وتنشئتها في كل المواقع!! نحتاج اليوم إلى كشف كل الأغطية.. نحتاج إلى هدم كل الأسوار التي تحجب كل عمليات "التفريخ" نحتاج إلى التفتيش "بدقة" عن تلك المنابع والمصادر والمصانع لكل أوجه التطرف والإرهاب في المنازل وفي المدارس وفي الجامعات وفي المساجد وفي الجوامع في الكثير من وسائل الإعلام.. وفي كل الأجهزة الإدارية.. وفي المستشفيات.. فمن المؤكد بل من الواضح أن في تلك المواقع أحضاناً آمنة وخصبة تعمل على إنتاج وإعداد مستمر لتلك العناصر.. اليوم تأكد لنا أن هناك معامل خفية "منظمة" تختطف الناشئة البريئة من الأسر تحت مبرر التعليم الديني وتغسل أفكارهم بدقة متناهية وتصنع منهم قنابل موقوتة لقتل الأبرياء وزعزعة الأمن في هذا الوطن تحت ذريعة الجهاد والوعود بالحور العين.. المهمة صعبة وشاقة.. ومؤلمة جداً ومزعجة.. ولكنها مهمة مطلوبة وبأعلى وأسرع درجة فالمسألة.. مسألة أمن وطن.. والتضحيات في سبيل أمن هذا الوطن الغالي مطلب عاجل مهما كان حجمها ودرجة تنفيذها ومهما كانت صفتها الاعتبارية والاجتماعية.. الوضع الراهن ومستقبل الوطن يحتاج إلى هذه الإرادة المختلفة في المواجهة!! فقبل عشرين عاماً كانت ولادة هذه العناصر التي نفذت عمليات القتل في القديح وقتل رجال الأمن وهذا يؤكد أن معالجة خطط التطرف والإرهاب والاختطاف تسابق كل الحلول.. لذلك فالمطلب تعامل مختلف.. حسم مختلف وصارم لتدارك ما يمكن تداركه إن شاء الله. حفظك الله أيها الوطن من كل مكروه وأدام عليك نعمة الأمن والاستقرار والرخاء رغم كيد الحاسدين!!