رجحت مصادر مقربة من لجنة التحقيق الدولية فى جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى أن ينطلق رئيس اللجنة القاضي ديتليف ميليس الذى عاد الى بيروت أمس الأول فى اتجاه الملف السورى من التحقيق بعد عطلة عيد الفطر.. غير أنها أشارت الى انه قد لايذهب الى دمشق وانه سيستدعى من يريد الاستماع اليهم من شهود سوريين الى مقره فى المونتيفيردي ببيروت. وذكرت صحيفة (النهار) فى عددها الصادر امس الأربعاء ان معلومات متصلة بالتحقيق فى جريمة اغتيال الحريري أفادت بأن تقدما تم احرازه على المستوى المحلي فى الاستجوابات المستمرة التى تقوم بها اللجنة الدولية للتحقيق. وأشارت الى أن السجين السوري نضال حكمت سلوجك الذى تم نقله من محبسه في قضاء بنت جبيل الى مقر اللجنة الدولية في المونتيفيردي ببيروت كان أعرب عن رغبته في الادلاء بمعلومات حول هذه القضية أمام اللجنة.وأوضحت المعلومات ان سلوجك لايزال قيد الاستجواب منذ 48 ساعة مما يعني ان هناك ما يشير الى ان لدى اللجنة ما يوكد اهتمامها بما يدلي به. يذكر ان السجين السوري الموقوف منذ اشهر في سجن بلدة تبنين بجنوب لبنان كان قد ارتكب جريمة قتل مدينة صور. سوريا تستطيع التغلب على اي عقوبات وقال عبدالله الدردي نائب رئيس الوزراء السوري في تعليقات نشرت امس الاربعاء إن سوريا واثقة في قدرتها على التغلب على أي عقوبات قد تفرض عليها فيما يتصل بمقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وقال الدردي لصحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية إن سوريا شكلت فريق أزمة اقتصاديا للتخطيط «لكل السيناريوهات» المحتملة. لكنه اضاف انه واثق من أن بلاده ستتفادى العقوبات بتعاونها مع التحقيق الذي تجريه الاممالمتحدة في وفاة الحريري في تفجير في بيروت في فبراير (شباط) الماضي. ووافق مجلس الامن الدولي بالاجماع يوم الاثنين على قرار يأمر سوريا بالتعاون بشكل كامل مع التحقيق في مقتل الحريري أو مواجهة «إجراءات اخرى» محتملة. وحذف تهديد صريح بعقوبات اقتصادية من مشروع القرار في اللحظات الاخيرة. ونقلت (الفاينانشال تايمز) عن الدردي قوله «منتهكو العقوبات موجودون في كل مكان... هناك شركات امريكية تتأسس في كندا للبيع إلى سوريا. «ليس هناك أي ذعر في البلد. الليرة السورية تعرضت لضغوط لكننا تمكنا من احتوائها والسيطرة عليها بشكل متقن. انها علامة على الثقة.» وقال إن سوريا ستتعاون مع تحقيق الاممالمتحدة لتعزيز التأييد لها من الصين وروسيا والجزائر. وأورد المحقق الالماني ديتليف ميليس الذي يرأس فريق محققي الاممالمتحدة اسماء مسؤولين سوريين كمشتبه بهم في مؤامرة قتل الحريري. وتنفي سوريا أي دور في قتل الحريري وبدأت تحقيقا من جانبها في مقتله. وأجبرت الاثار المترتبة على وفاة الحريري سوريا على سحب قواتها من لبنان في ابريل نيسان بعد أن ظلت هناك 29 عاما. من جانبه انتقد حزب الله الشيعي القرار الدولي 1636 الذي يحض سوريا على التعاون التام وغير المشروط مع التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري على انه «اداة» لتنفيذ السياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط. وقال الشيخ نعيم قاسم الرجل الثاني في الحزب لصحيفة (البلد) اللبنانية الصادرة امس «ان حزب الله ينظر الى القرار 1636 على انه جزء من المنظومة السياسية التي تريد ان تستفيد من كل المنافذ لرسم الخريطة في المنطقة على القياس الاميركي». وحذر الشيخ قاسم، نائب الامين العام لحزب الله، من «تحول لبنان وقضاياه المركزية اداة تنفيذية للمشروع الاميركي». واعرب عن خشيته من ان يكون التوجه هو «حشر سوريا لدفعها في اتجاه رفض بعض متطلبات (القرار) مما يشكل ذريعة لمزيد من الاتهام والضغط» وقال «في حال سلوك هذه المنهجية فستكون هناك على الارجح تعقيدات وسيزداد المأزق وسيطفو التسييس على ما عداه». الكويت ترحب بالموقف السوري افادت الوكالة الكويتية الرسمية ان وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح السالم الصباح اعرب لدى عودته من دمشق يوم الثلاثاء عن ارتياحه «للخطوات» التي ستقوم بها سوريا للتعامل مع القرار 1636 الذي يطالبها بضرورة التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. واوضحت الوكالة ان الوزير الكويتي اعرب اثر لقائه الرئيس السوري بشار الاسد عن «سعادته بالخطوات التي ستقوم بها الحكومة السورية في القريب العاجل بشأن» القرار الدولي الذي حثها على التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية التي نشرت في تشرين الاول (اكتوبر) تقريراً تضمن اشتباها بمسؤولين سوريين رفيعي المستوى. الصين تحذر من فرض عقوبات في بكين حذر لي شاوشينج وزير الخارجية الصيني من فرض أي عقوبات ضد سوريا وقال ان أي عقوبات من قبل مجلس الامن ينبغي ألا تقرر الا تحت مواقف محددة جدا. جاء ذلك في بيان له أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الامن حذر فيه أيضا من أن أي قرارات متسرعة سوف يكون من شأنها تعريض الاستقرار بالشرق الاوسط لمزيد من المخاطر. وأضاف وزير الخارجية بالقول انه (في ظل هذه الظروف فانه من غير الملائم للمجلس أن يصدر حكما مسبقا لنتيجة التحقيق ويهدد بفرض عقوبات ولن يكون ذلك مساعدا). ونبه الوزير الى اهمية أن يؤخذ في الاعتبار تعقد مسألة الشرق الاوسط واحترام حقوق كل دولة.. معربا عن امله في أن يتم اجراء التحقيق الخاص باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري بطريقة عادلة ومفتوحة وأن تعلن نتائجه بأسرع ما يمكن. روسيا تطالب سورياالامتثال للقرار الدولي ومن جانبه طلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من سوريا الامتثال لقرار الاممالمتحدة الذي يدعوها الى التعاون في التحقيق الدولي حول اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري. وقال لافروف في مقابلة بثتها مساء امس شبكة روسيا التلفزيونية ان «المسألة السورية» ما زالت مطروحة لأن على سوريا ان تلبي الشروط الواردة في قرار الاممالمتحدة. واضاف «آمل في ان يستخدم السوريون الوقت المتاح لسوريا -لجنة التحقيق تنهي عملها في 15 كانون الاول (ديسمبر) - لتلبية شروط القرار». ووصف ب «القرار الصحيح» عزم سوريا على انشاء لجنتها الخاصة لمساعدة لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة.