لازالت ازمة مياه الشرب التي يعاني منها سكان جدة في الكثير من الاحياء مستمرة رغم مضي أكثر من عشرين يوماً على حدوثها.. ولم تحرك ادارة المياه في جدة ساكناً لعلاجها.. او حتى ذكر اسبابها وموعد انفراجها عن الاحياء التي لازالت تعاني من العطش منذ الاسبوع الاول من شهر رمضان.. وحتى هذه الساعة.. حيث يتوافد المواطنون الى موقع مشاريع المياه في طوابير طويلة للحصول على صهريج ماء لملء خزانات منازلهم خلال رمضان. المسؤولون في مشاريع المياه بجدة لزموا الصمت وعدم الحديث عن هذه الازمة واسبابها.. وكأن الامر لا يعنيهم.. رغم معاناة المواطنين في الكثير من احياء جدة التي تغطيها الشبكة.. والتي لم ينتظم فيها فتح المياه منذ بداية شهر رمضان.. حيث لا تتجاوز مدة الضخ واطلاق المياه في بعض الاحياء عن ساعة واحدة في الاسبوع وهو الامر الذي لا يكفي حتى لمجرد بلل جدران تلك الخزانات. مواطنون عديدون في مختلف احياء جدة عبروا عن اسفهم لحدوث مثل هذه الازمة في شهر رمضان وهو الوقت الذي يفترض ان يتفرغ فيه الناس للعبادة.. ولكنهم وجدوا انفسهم مضطرين كل ثلاثة ايام للذهاب الى موقع تعبئة صهاريج المياه في جدة للحصول على صهريج مياه تتراوح قيمتها للمستهلك ما بين 70 - 114 ريالا حسب حجم هذه الصهاريج. وقال المواطن حامد المطيري ان انقطاع المياه عن احياء جدة اصبح يتكرر بشكل مزعج في معظم ايام السنة.. دون اكتراث من مديرية المياه لتأثير هذه الازمة على حياة الناس.. ونفسياتهم.. ويمر الموضوع دون حساب او مسألة عن اسباب الازمة واسباب حدوثها.. وتعريف المواطن بتلك الاسباب.. وكثيراً ما يبرر احد المسؤولين في المياه عندما تحدث تلك الازمات بأنها ناتجة عن زيادة استهلاك الناس للمياه.. رغم ان ذلك المبرر غير صحيح.. وغير منطقي.. ويعد شماعة يعلق عليها هؤلاء المسؤولون عدم مبالاتهم بوضع حلول فاعلة تعالج هذه المشكلة نهائياً بعد التوسعات الكبيرة التي نفذتها تحلية المياه المالحة، وامدت من خلالها جدة بكميات كبيرة من المياه المحلاة. وقال المواطن يحيى حسن ابو الزواند ليس من المعقول ان تظل جدة تعاني من ازمة المياه حتى اليوم.. ولا يمكن ان نجعل من زيادة الاستهلاك مبررا لهذه الازمات لانه مبرر غبي وغير منطقي.. خاصة عندما تصبح الازمة شاملة لمعظم احياء جدة.. رغم ان معدلات الاستهلاك من المواطنين لم تتغير. وعبر المواطن ابو الزواند عن تخوفه وتخوف الكثير من سكان الاحياء المحيطة به من استمرار ازمة المياه حتى خلال ايام العيد بشكل يفقد الناس الاحتفال والاحساس بفرحة العيد بعد ان فقدوا الاحساس بجمال وروحانية رمضان. العديد من المواطنين همسوا بأنهم يعتقدون ان الازمة مفتعلة من اجل تشغيل صهاريج شركات القطاع الخاص والتي يزيد عددها عن «250» شركة تشغل اكثر من «3500» صهريج خاص بنقل المياه المحلاة.. لأنه لو كان هناك عجز في كميات المياه لما تمكنت هذه الصهاريج من الحصول عليها من اشياب مشروع المياه التي لا تتوقف عن ضخ المياه لهذه الصهاريج على امتداد ساعات اليوم؟!.