إن بلادنا وهي تشهد هذه النقلة المباركة من الحزم والعزم والتوجه الى المسار الصحيح والذي يدركه القاصي والداني في استراتيجية واضحة محددها الأساس (مصلحة الوطن والمواطن) ما يحتم نزاهة وأمانة جميع المسؤولين وفي كافة القطاعات دون استثناء وبلا خوف او تخويف وبعيدا عن المحسوبيات او الاعتبارات الأخرى. ويأتي وضوح الهدف لدى القيادة ولله الحمد والحزم في الوصول اليه وتحقيقه وهو خارطة الطريق في الاتجاه السليم بإذن الله للقضاء على الفساد ودفنه في مهده ومحاربة المحسوبيات والواسطة انطلاقا من مبدأ البقاء للأصلح والأنفع للبلاد وعموم العباد، ومؤشر للعدالة والانجاز ومحقق للبناء المميز الذي تساهم كل لبنة فيه في تشييد وطن نستحق العيش فيه. وهناك حقيقة إدارية جميعنا يدركها، إذا صلح المسؤول في إدارته صلح من تحته من الموظفين، فنسمع كثيرا عن أمانة فلان ونزاهة فلان، ولكن هناك ممارسات غريبة تحدث تتعارض مع هذه الأمانة والنزاهة، وبميكرسكوب فاحص نجد ان أسباب هذه التجاوزات تأتي على شكل تلويح او تلميح او تهديد مبطن او توصية من أولئك الذين يمارسون التشبيح والتخويف رغم أنهم بعيدون عن اتخاذ القرار او التأثير فيه، ولكن الخوف الذي يسكن بعض المسؤولين وتشبثهم في كراسيهم وعضهم عليها بالنواجذ هو ما يدفعهم للاذعان الى هذه الضغوط وقبولها بل وتجاوز كل المحظورات والعقبات الى البحث في دهاليز الأنظمة وثغراتها لتمرير هذه التجاوزات خوفا على مناصبهم لأنهم لم يصلوا اليها وللأسف بجدارة، لم يصدقوا أن جلسوا على هذه المقاعد الوثيرة وسيفعلون المستحيل ويتجاوزون كل العقبات ويتنازلون عن الأخلاقيات كي لا يقوموا منها، ولو أدركوا الحكمة القائلة لو دامت لغيرك لما وصلت اليك لما فعلوا فعلتهم ولما أذعنوا لمن هدد وتوعد وألمح او صرح، ولكانت انجازاتهم هي من يبقيهم فاعلين محققين ذواتهم أمانة ونزاهة وشرفا. نخلص من ذلك الى انه متى ما كانت شجاعة المسؤول وقوته في اتخاذ القرار الصائب المدروس بل وصرامته في القضاء على التجاوزات دون الخوف على كرسيه هي ديدنه سيحقق النجاح بل والدعم من كافة الأصعدة وأولها القيادة الرشيدة.. والسلام..