حققت تجربة الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي، في الوقف الإسلامي والتي استمرت لأكثر من عشرين عاماً نجاحاً متميزاً ليس على مستوى المملكة فحسب، ولكن على المستوى العالمي كذلك، وجسدت عدداً من النتائج التي تمثل علامات مضيئة وكاشفة أمام أصحاب المشاريع الوقفية تمكنها من الاستفادة من دروسها لتحقيق الأهداف والغايات التي أرادتها الشريعة الإسلامية والسنة المطهرة، ومن أبرزها تعزيز مجتمع التكافل ومساعدة الأسر والأفراد المحتاجين. ورصد بدر بن محمد الراجحي، رئيس مجلس نظار أوقاف والده الشيخ محمد الراجحي، وعضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الأوقاف بغرفة الرياض خلال اللقاء الذي نظمته اللجنة مساء أمس الأول "الاثنين" أبرز مراحل ومحطات هذه التجربة، بحضور حشد من المهتمين ورجال وسيدات الأعمال والقضاة ورؤساء مجالس إدارات المؤسسات الوقفية يتقدمهم الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض. واستعرض المحاضر مسيرة والده الوقفية تحت عنوان "20 وقفاً في 20 عاماً"، وقال إن والده كان رجلاً عصامياً آمن بأهمية الأوقاف ودورها التنموي، فقرر أن يخوض تجربة كانت فريدة في زمانه، حيث لم تكن ثقافة الوقف سائدة كما هي حالياً، وأن يكون له وقف خاص يشاهده عياناً في حياته، فكانت الانطلاقة في عام 1415ه وخصص الوقف لتحفيظ القرآن الكريم، وبعد مرور عام واحد كانت النتائج محفزة، مما دفع نواة الصرح الوقفي الذي أسسه للتوسع والنمو ليضم حالياً نحو (21) وقفاً نوعياً. وأضاف أن والده عين لهذا الوقف نظاراً أوكل لهم صلاحيات واسعة مما مكنهم من تطويره وتنميته وبنائه بناءً مؤسسياً متيناً، مما ساهم في تضاعف حجم الوقف عما كان عليه منذ تأسيسه، ورصد أبرز المرتكزات التي قامت عليها هذه الأوقاف، وتمثلت في تنوع استثمارات هذه الأوقاف من عقارات، وأسهم، وفنادق، ومزارع، بهدف تخفيف مخاطر الاستثمار في قطاع واحد. وتابع أن المرتكزات شملت كذلك تفعيل دور مجلس الادارة وتوسيع صلاحياته، واستمرارية تنمية الأوقاف بتخصيص 25٪ من صافي الأرباح للاستثمار، والتوسع في مصارف الوقف العام، وقال بدر الراجحي إن من أهم عوامل نجاح تجربة الوقف سن الأنظمة والتشريعات المنظمة للعمل، الاستعانة بخبرات محلية ودولية، وتشكيل اللجان المتخصصة التي تحقق مبدأ الحوكمة الذي انتهجته الأوقاف في عملها، مما ساهم في تحقيق نجاحات لبناء نموذج مؤسسيّ متميز في الأوقاف. وحول أبرز ما حققته الأوقاف خلال مسيرتها قال تسجيل نمو في صافي الأرباح بنسبة 157٪ من المستهدف خلال عشر سنوات، وهو 350% اعتباراً من عام 2011م، وتحقيق 52% أرباحا في مجال الاستثمارات العقارية، و 68% أرباحا في الأسهم، و 130% نموا في أرباح الاستثمار السياحي، كما تعد مزارع أوقاف الشيخ محمد الراجحي من أكبر المزارع على مستوى العالم من حيث عدد النخيل التي تجاوزت 250 ألف نخلة تنتج أجود أنواع التمور. وتابع ان المؤسسة قامت بتأسيس مركز الأبحاث المتخصص في مجال النخيل، والذي قال إنه يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، وقال المحاضر إن الأوقاف تعاقدت مع أحد أكبر المكاتب المحاسبية على مستوى العالم، ثم أدار الدكتور عبدالله العمراني عضو لجنة الأوقاف بالغرفة الحوار بين المحاضر والحضور، حيث أوضح الراجحي في إجاباته أن مشروع هيئة الوقف الحكومية المزمع تأسيسها خرج من مجلس الشورى وأنه ينتظر صدوره من الجهات العليا، مؤكداً أهمية هذه الهيئة في قيادة وتنظيم ودعم فكر الأوقاف وتطبيقاته. ومن جانبه علق الشيخ المطلق بقوله إن الاستثمار في الوقف يطيل عمر صاحبه، وقال إن الاستثمار في الوقف الأشمل والأطول عمراً هو الاستثمار الأكثر نفعاً والأكثر بركة، ولفت إلى ضرورة اهتمام المسؤولين في الأوقاف عن الأوقاف المتعثرة والعمل على إحيائها وتفعيلها لأداء دورها الإنساني النبيل في خدمة المجتمع. جانب من اللقاء الذي عقد في غرفة الرياض التجارية