اعتاد ابن وسط وشمال وجنوب جزيرة العرب على المبالغة والغلو في إكرام الضيف بذبح خروف أو أكثر. وأرى أن تلك العادة أو الممارسة أو الطبع قلّت عما كانت عليه قبل قرن من الزمان. ومن الأسباب التي استنتجتها مساهمة الحياة المعاصرة بما تضم من غلاء ويد عاملة بالعزوف عن إقحام الذبيحة بصحبة الكرم. كذلك تبين للجيل الجديد أن ما يذهب إلى حاوية النفايات أكثر مما يذهب إلى البطون. وأرى أيضاً أن انتشار ثقافة الحمية صنّفت الخراف ضمن اللحوم الحمراء التي لا يناصرها الطب الحديث. وعلامة الذبيحة رأس الخروف وليته (كان سكان جزيرة العرب يحتاجون إلى الدهون كمصدر طاقة بدنية). ولِيَة الخروف تحوي كمية عالية من الشحم. وجاءت مصطلحات وأمثال مثل "يدَسّمْ" شاربه كناية عن وجود شحوم. وقال شاعر يمتدح رجلاً يسكن الخُبر في بدايات عصر البترول: الخيّر اللي بالخْبَرْ له محلّ (ي) طَلْقٍ حْجاجهْ بالمسيّر يهَلّي صاحبْ دْلال او جلسةٍ ما تْملّي مع سفرةٍ واسماط واذناب خرفان واكتفى الشاعر بذكر لية الخروف كعلامة كرم: لتدسيم الشوارب، ولكنه نسي الاعتراف بالهامور والأنواع الأخرى من السمك الجيّد الذي اشتهر بشيّه أهلنا في المنطقة الشرقية. وتوارثنا العادة من القدم حيث كان قاطن الجزيرة لا يرضى عن لحم الضان بديلاً. وقالت الجمعية الأميركية للغذاء: إن "على الناس أن يفهموا أننا أجرينا ما يكفي من الدراسات وظهر لنا أنه يجب على طالب الصحة التخفيف من أكل اللحوم وليس الامتناع عنها كلياً.. لأنها تحتوي على الحديد والزنك، والسيلينيوم، وفيتامينات ب، وكلها ضرورية للجسم". وأوصت الجمعية الناس بأكل اللحوم البيضاء والأسماك، والفاصولياء والبيض وكلها مواد غنية بالبروتين، بدلاً من اللحوم الحمراء والمصنعة، مضيفة أن على الناس أن لا يعتقدوا أن هذه الدراسة تعني أن أكل اللحوم الحمراء يؤدي إلى الوفاة، وإنما هناك علاقة بينهما. لمراسلة الكاتب: [email protected]