حملت الدولة على عاتقها توفير الرعاية الصحية المجانية لموطنيها وفقاً لما نصت عليه المادة الحادية والثلاثون من النظام الأساسي للحكم ونصها "تعنى الدولة بالصحة العامة، وتوفر الرعاية الصحية لكل مواطن" وسعياً لإنفاذ حق الرعاية الصحية والعلاج المكفول لكل مواطن سعت وزارة الصحة قبل قرابة سنتين لتدشين خدمة نوعية من خلالها يتاح لأي مريض لم يتوفر له العلاج خصوصاً في الحالات الإسعافية والطارئة أن يعالج في المستشفيات الأهلية على حساب الدولة بعد أن يتواصل أو أحد أقاربه على الهاتف المجاني "937" المخصص من قبل وزارة الصحة لاستقبال جميع الاتصالات الواردة من المرضى فيما يخص الجانب الصحي الذي تعنى به الوزارة واستقبال ورصد بلاغات المرضى والعمل على إنجازها بأسرع وقت في أي زمان ومكان في أنحاء المملكة ومتابعتها وفقاً للمعايير الدولية وتقديم الاستشارات الطبية من خلال أطباء يعملون على مدار الساعة وتقديم النصائح والإرشادات والهامة لحالات التسمم واستقبال جميع الشكاوي والملاحظات وفقاً لما هو معلن على الموقع الإلكتروني للوزارة. وقد كانت لي تجربة خاصة حينما تواصلت معهم بعد تعرض أحد الزملاء –شفاه الله وعافاه– لجلطة مفاجئة أدخل على إثرها للعناية الفائقة بأحد المستشفيات الأهلية الخاصة بالرياض، فبعد اتصالي على الهاتف 937 طلب الموظف تزويده بتقرير طبي عن الحالة وإرسالها على الفاكس مع صورة البطاقة الشخصية، وبعد أقل من ساعة تواصل معي موظف المتابعة التابع للوزارة ليخبرني بوصول البلاغ وتحويله لمديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، ليتواصل معي في صباح اليوم التالي موظفاً من الشؤون الصحية بالرياض يطلب مراجعة إدارة الشؤون المالية لاستلام خطاب موجه للمستشفى الأهلي الذي يعالج به الزميل يتضمن تسجيل كلفة معالجة المريض على حساب الوزارة لحين شغول سرير للمريض في أحد المستشفيات الحكومية. هذه الخدمة الجلية التي تقدمها الوزارة بكل يسر وسهولة "ودون محسوبيات" لكون الدارج في ظل عدم قدرة المستشفيات الحكومية على استيعاب الحالات الإسعافية وتأمين الخدمات الطبية لها أن المريض الذي يحتاج لتنويم يستعطف ويستجدي في بعض الأحيان من يتوسط له هنا وهناك كي يحصل على سرير في المستشفيات الحكومية، وخدمة 937 الراقية التي تقدمها وزارة الصحة تحتاج إلى مزيد من النشر والإعلان والتثقيف ليعرف كل مواطن أن الوزارة تتكفل بعلاجه في المستشفيات الخاصة في الحالات الطارئة والإسعافية على وجه الخصوص إذا توجه لأحد المستشفيات الأهلية وشخصت حالته وتواصل مع 937 ليحصل على حقه المكفول له نظاماً.