أيقظ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء هذا الموضوع الحيوي لأذهان الجميع، ودعا إلى (التجنيد الإجباري) في خطبة الجمعة قبل الماضية ومما قال سماحته (..لا بد أن نهتمّ بشبابنا ونهيئهم، والتجنيد الإجباري إذا وُفّقت الأمة له سيُساهم في إعداد الشباب لأداء المهام..) (.. نعيش في نعمة الأمن وهي نعمة يحسدنا عليها الآخرون، ومن باب شكر النعمة أن يكون شبابنا في حالة استعداد دائم للدفاع عن الدين والوطن، من خلال تدريبهم عبر التجنيد الإلزامي..) (..لا بد من الاستعداد والتسلّح الدائم لمقاومة أي شيطان، والتجنيد الإجباري لشبابنا أمر مهم ومطلوب؛ لتكون لنا قوة لا تُغلب، مُدرّبة تدريباً جيداً) وحذّر سماحته من الأعداء الذين يريدون إفساد ديننا وأخلاقنا واقتصادنا وتدمير حياتنا. قلت: جزى الله شيخنا خير الجزاء على هذه الدعوة الحازمة، فإن أكثر من (شيطان) يهدّد وجودنا في هذا العالم المضطرب المليء بالدسائس والعنف، والذي لا مكان فيه للضعفاء، ومع أنّ أكثر شبابنا فيهم بسالة وشجاعة وخير إلّآ أن عدم تطبيق التجنيد الإجباري يجعل كثيرين يستسلمون للدعة والترف والكسل وعدم العمل، وهذه الأدواء ماأصابت مجتمعاً إلا دمّرت اقتصاده وأضعفت أفراده وجرت معها أمراض اجتماعية خطيرة، لهذا اقترح أن يُستبدل (حافز) بالتجنيد الإجباري وبدل ألفي حافز يُعطْى المُجنَّد ثلاثة، لكي ينبذ شبابنا من الجنسين الترف والخمول والكسل ويتسلحوا بالقوة والقدرة على الدفاع عن الدين والوطن ويكونوا درعاً ضد مكائد الأعداء في ساحات الحروب وفي الدفاع المدني، وليقتصر حافز على من لا تنطبق عليهم شروط التجنيد الإجباري إمّا لمرض أو لأنه وحيد والديه، أما صرف (حافز) لكل عاطل باحث عن عمل فهو أقرب الى تكريس الخمول منه إلى التحفيز، بينما التجنيد يربّي شبابنا على الجد والنشاط ونبذ السهر وقلة السفر والقيام قبل الفجر وتأدية التمارين العسكرية والرياضية التي تقوي الروح والجسد وتحارب السمنة الفاشية والترف والرخو والكسل الممقوت والاعتماد على الوافدين والخدم وكثرة السفر وتأخر الزواج، وهذه أمراض تصيب النسيج الاجتماعي بالتهتك والتعود على الاعتماد على الآخرين والذين لا يمكن ولا يصح الاعتماد عليهم في الحروب وفي جلائل الأمور. حتى شابات الوطن ينبغي تدريبهن على (التمريض) أسوة بنساء المسلمين في تاريخنا المجيد فقد كن يداوين الجرحى في المعارك ويساعدن في الحض على الحماسة والشجاعة والذود عن حمى الدين والأرض والعرض، والقدرة على تربية أولادهن تربية قوية قويمة. نظام (خدمة العَلَم) طُرِح من سنين وحان الآن تطبيقه على أرض الواقع فإن فيه من المنافع الدينية والوطنية والاقتصادية مايفوق الوصف. أمّا البطالة فلن يحلها حافز بل حلها الصحيح قصر (مهنتي البائع وسائق الأجرة) على السعوديين فقط، وتصحيح النظرة للحرف اليدوية وعمل الممرضات احتراماً، وتيسير القبول في الطب والهندسة والتمريض، وتعديل مناهج التعليم بما يُلبِّي سوق العمل.. إن التحديات التي تواجهنا تستوجب التصدّي القوي على أرض الواقع وفي مقدمة ذلك إلزامية التجنيد.