أكد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة أن التدخل العسكري في اليمن بيّن أن المملكة ستقف في وجه إيران، وأن الدول العربية قادرة على حماية مصالحها من دون قيادة الولاياتالمتحدة. وقال سموه في مقابلة مع وكالة الأنباء "رويترز" أمس: "العملية العسكرية التي قادتها المملكة في اليمن حققت أهدافها، وقد تكون مثالاً لتحالفات عربية أخرى مستقبلاً تهدف لإرساء الاستقرار في المنطقة العربية". وحول إنكار إيران دعم الحوثيين عسكرياً ومادياً وانتقادها الحاد المملكة أجاب سموه، موضحاً: "إيران يجب ألا يكون لديها أي تدخل في الشأن اليمني فهي ليست جزء من العالم العربي، وقد اشعل تدخلهم عدم الاستقرار، وخلق الفوضى في هذا الجزء من العالم، كما شهدنا في الأحداث التي حصلت بسبب سياستهم الخبيثة؛ لذلك نرى الآن قيام قوات التحالف وبروز سياسة خارجية جديدة، ونحن نريد أن يكون العالم العربي خاليا من أي تدخل خارجي، وبإمكاننا التعامل مع مشكلاتنا". واضاف سموه أن عاصفة الحزم وضعت حداً للتصور بأن المملكة غير قادرة ولا تمتلك الشجاعة لاتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة. وعن الدور الذي لعبته الولاياتالمتحدة قال سموه: "عقيدة أوباما واضحة جداً"، مضيفاً أن الصداقة التي تربط البلدين تاريخية وسوف تستمر "ومع هذا على المملكة أن تفرض وجودها وكذلك الدول العربية يجب أن تكون الجهود جماعية". وعن المرحلة الجديدة التي تشهدها الحملة أجاب سموه، مؤكداً أن التحالف أعلن انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، لكن ذلك لا يعني توقف استمرار العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أن الحملة الآن دخلت مرحلة جديدة، وهذا ليس وقف إطلاق النار، ولكن العملية الآن تحولت من حملة عسكرية استراتيجية إلى واحدة من شأنها أن تراقب وتدعم الاتفاق السياسي الجديد الذي يجري التفاوض بشأنه حالياً بناءً على قرار الأممالمتحدة. وفي نهاية الحديث أكد سموه أن الخلاف ليس طائفياً، بل حول السياسات الخارجية، موضحاً: "لدينا مشكلة مع سياسة (إيران) الخارجية، وعندما نتعامل مع إسرائيل، على سبيل المثال، لدينا مشكلة مع سياستهم، ولكن ليس لدينا مشكلة مع ديانتهم؛ على حد سواء مشكلتنا مع إيران هي مع سياستهم الخارجية".