يواصل مقاول الحجر أعمال التركيب للواجهات الرئيسية للمبنى وكذلك الأسوار وواجهات الملاحق الأرضية -إن وجدت- وذلك وفقاً للتصاميم المعتمدة للمشروع، والتأكيد دائماً على أن يكون التركيب بالطريقة الميكانيكية باستخدام البراغي وزوايا الحديد المجلفن كما تم الإشارة إليه في الحلقة الماضية ولا ينصح نهائياً بتركيب الحجر أو الرخام أو الجرانيت باستخدام الخلطة الإسمنتية حيث تكون هذه المواد معرضة للسقوط لا قدر الله، كما يجب التأكيد على المقاول بضرورة فرز المواد من حجر وخلافه واستبعاد أي قطعة لونها غير متجانس أو بها ملاحظات، وذلك خلال مرحلة التركيب، من الجيد متابعة التركيب بشكل يومي وعند مشاهدة أي ملاحظة فيتم إبلاغ المقاول بها، حيث إن إمكانية التعديل أثناء التركيب ميسرة وهذا بخلاف التعديل بعد الانتهاء من التركيب فهذا فيه صعوبة وقد يتعذر ذلك. من الجيد أن يطلب مهندس الموقع أو المالك من المقاول عمل عينة للديكورات المستخدمة حول النوافذ وأبواب المداخل، ليتم اعتمادها من قبل المالك أو من يمثله، وهذا الإجراء يزيد من كفاءة العمل وسرعة الإنجاز. قد يلجأ البعض لمعالجة القصور الناتج بالواجهات بعمل نوافذ وهمية، وهذا امتداد لإهمال تصميم الواجهات مع التصميم المعماري خلال مرحلة التخطيط، ولا شك بأن النوافذ الوهمية والتي عادة ما تكون عبارة عن مباني "بلك" يتم تغطيتها بالزجاج لتبدوا بالواجهة وكأنها نافذة، إلا أن لهذا الإجراء سلبيات مستقبلية من تجمع الأتربة والغبار على الزجاج وهنا يتطلب الأمر إحضار سقالة خاصة لأجل تنظيف الزجاج. من الجيد عمل تبطين لحلوق النوافذ بحسب المواد المستخدمة للواجهات، حيث يتم لاحقاً تركيب الألمنيوم للنوافذ على هذه المواد مباشرة سواءً كانت من الحجر أو الرخام أو الجرانيت وخلافها، مع ضرورة وضع خلطة أسمنتية خلف هذه المواد لتجنب تكسرها عند تركيب الألمنيوم. عند وجود واجهات زجاجية بمساحات واسعة للواجهات أو عند استخدام أنظمة الألمنيوم للواجهات مثل الاستركشر وخلافه، فمن الجيد أن يكون هناك تنسيق بين الجهة المنفذة لأعمال الألمنيوم والجهة القائمة بتركيب مواد كسوة الواجهات، وهذا يضمن بإذن الله خروج العمل بشكل جيد وبدون تعارض بين المقاولين أو الموردين للمواد المستخدمة في كسوة الواجهات. إن تحديد مواد التشطيب للواجهات والأسوار قبل البدء بأي عمل من أعمال تشطيب الواجهات، يسهم كثيراً في خفض التكاليف وإنجاز العمل بالوقت المحدد، ويحد كثيراً من عمليات التكسير والإزالة التي عادة ما تنشئ بسبب عدم وضوح الرؤيا لتصميم الواجهات، وكذلك لعدم تحديد المواد المستخدمة لتشطيب الواجهات بشكل نهائي. يجب التأكيد على مقاول التركيب لكسوة الواجهات بعمل الفتحات اللازمة حسب ما هو موجود في واجهات المبنى والأسوار، وذلك لعلب الكهرباء والقسامات والإضاءة، وكذلك العلبة الخاصة بالانترفون والكاميرات عند المداخل. عند وجود حجر بمقاسات صغيرة، فيتم تركيبه باستخدام الغراء، ونحرص على استخدام النوعيات ذات الجودة العالية من الغراء، ودائماً ينصح باقتناء الحجر الذي يكون من الخلف "ظهر القطعة" خشن، وهذا يسهم كثيراً في قوة التصاق الغراء، بخلاف بعض الحجر الديكوري الذي يكون من الخلف ناعم فهنا تماسك الغراء بالحجر ضعيف جداً وقد يتعرض الحجر للسقوط لا قدر الله. يجب الحرص على توظيف الإضاءة بشكل جيد، لا سيما وأن الإضاءة تعمل على إبراز وإظهار جمال وجهات المبنى ليلاً، والتأكيد على ضرورة تحديد أماكن الإضاءة بما يتناسب مع تصميم الواجهة والأسوار ليتم عمل الفتحات اللازمة لها، وفي الوقت نفسه يقوم الكهربائي بعمل التمديدات اللازمة لها. بهذا تنتهي أعمال كسوة الواجهات والأسوار، وهنا يجب مراجعة جميع الأعمال والتأكد من تنفيذها وفقاً للمخططات المعتمدة، وذلك قبل تصفية وصرف مستحقات المقاول النهائية.