شكل فوز عدد كبير من المرشحين المستقلين علامة فارقة في الانتخابات السودانية التي ظفر فيها منسوبو حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة عمر البشير بأغلب الدوائر. لكن المفاجأة كانت في فقدان الحزب لدوائر انتخابية كانت في السابق تمثل ثقلاً تاريخياً للاسلاميين في السودان مثل الدائرة القومية رقم واحد "أبو حمد" في ولاية نهر النيل شمال والدائرة القومية رقم سبعة وعشرين "دنقلا" حاضرة الولاية الشمالية اقصى الشمال. وفقد احتفل أنصار المرشح المستقل مبارك عباس في الدائرة "أبو حمد" بتفوقه الكاسح على مرشح الحزب الحاكم محمد البرجوب، بالتجمع في ساحة كبيرة في مدينة "أبو حمد" ونحر الذبائح ما يؤكد التراجع الكبيرة لشعبية حزب البشير هناك. وكانت الدائرة المعنية شهدت تنافسا حاميا منذ بداية العملية الانتخابية على غير العادة في بقية دوائر المؤتمر الوطني، وهي الدائرة مقسومة بين قبيلتي الرباطاب قبيلة مبارك عباس، والمناصير قبيلة البرجوب. لكن اللافت ان ابناء المناصير فضلوا مساندة عباس على ابن جلدتهم البرجوب الامر الذي أدى لفارق شاسع في الاصوات لصالح الأول. وجاء فوز أحد المرشحين المستقلين بالدائرة القومية بمحلية الفشقة بولاية القضارف مفاجئاً، بعدما شهدت الدائرة تنافساً محموماً بينه ومرشح المؤتمر الوطني. وفي دنقلا بالولاية الشمالية تمكن أيضا مرشح مستقل من انتزاع الدائرة من مرشح المؤتمر الوطني بعد حملات لافتة نظمت في المنطقة بين المرشحين.