أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني يتعين أن تتم في إطار الدولة بما يضمن إيكالها إلى المتخصصين، ولاسيما في الأزهر الشريف باِعتباره منارة للإسلام المعتدل، وأن تُجرى في إطار شامل يتفاعل مع النفس الإنسانية ومنطق التفكير. وقال الرئيس السيسي، خلال لقائه أمس مع جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري بالمملكة المتحدة بحضور نيافة المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي والدكتور سامي فوزي عميد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، "إن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني ستستغرق وقتا طويلا، ولا يتعين خلالها المساس بثوابت العقيدة وأصول الدين". وأضاف السيسي أن هناك عددا من العوامل التي تتضافر معاً لإنتاج الإرهاب والفكر المتطرف ومن بينها الجهل والفقر والخطاب الديني السيئ، فضلاً عن الانغلاق على الذات ورفض التعرف على ثقافة الآخر، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن تتم إتاحة الفرصة للشباب المصريين للدراسة في الجامعات الغربية، ليس فقط للاستفادة من الإمكانيات التعليمية والتقنية، ولكن للانفتاح على الآخر وتفهم العقليات المغايرة واستيعابها. وفي ذات السياق، أشار الرئيس السيسي إلى أهمية دمج المسلمين المقيمين في الدول الغربية في تلك المجتمعات بما يساعدهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا وتسامحا وقبولا للآخر. وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بأن كبير أساقفة كانتربري استهل اللقاء، الذي حضره ستيفن هيكي القائم بأعمال سفارة المملكة المتحدةبالقاهرة، بتقديم التعازي للرئيس السيسي في ضحايا الأعمال الإرهابية الآثمة، ولا سيما المصريين الذين تم اغتيالهم في ليبيا، وأشار إلى أنه يتابع أوضاع الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط ويدرك عدداً من الأخطار التي يواجهونها لاسيما في الدول التي تشهد اضطرابات مسلحة. ومن جانبه، وجه الرئيس السيسي الشكر لرئيس أساقفة كانتربري، منوها إلى أن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية، فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات إزاء الوطن، مشيرا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر، وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها. وأشاد "ويلبي" بدعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني وتصويب المفاهيم المغلوطة، مؤكداً أن هذه الدعوة تساهم بفاعلية في التقريب بين الناس ومواجهة أحداث العنف والطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة.