قالتها العرب قديماً: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا والعظماء ذوو حزم ويتحركون مبكراً ليقينهم أن معالجة العقبات في بداياتها أسهل بكثير من معالجتها بعد استفحالها وعلى هذا ينظر ل "عاصفة الحزم" أنها جاءت في الوقت المناسب وبالقوة المناسبة وقبل استفحال هذه الفتنة التي أشعلتها إيران في اليمن، ولا أدل على صواب ومناسبة هذا القرار الحاسم والحازم أن أهل اليمن رحبوا به قبل غيرهم من شعوب الخليج، ما يؤكد أن فتنة هؤلاء المفسدين قد استفحلت وهي لن تتوقف في اليمن حيث دلت التجارب أن إيران وعملاءها في المنطقة ما دخلوا منطقة إلا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وهم كالطاعون الأسود الذي يهدم ولا يبني، ويخرب ولا يعمر، ويفرق ولا يجمع، ويفسد ولا يصلح، ويأخذ ولا يعطي، ومن يتابع سيرتهم في العراق وسوريا ليوقن أن هؤلاء القوم يستحلون الحرمات ويرتكبون الموبقات والفظائع ولا يمنعهم من ذلك وازع من دين، ولا رادع من خلق، ولا رقيب من ضمير، ولا مانع من إنسانية، ولا حسيب من دولة. ومن يتابع أفعال الحوثيين مع أهل اليمن يوقن بهذه الحقائق وبأنهم بالغوا في البغي والظلم إلى الدرجة التي تستلزم تدخل المخلصين وتحركهم، وهنا كان القرار الحاسم من صاحب الرأي والرؤية وحكمة القول والعمل، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله. ما هناك من يتمنى الحرب ولكن اللبيب قد يجبر عليها لاستئصال ورم أو معالجة وضع، وسيظل هذا القرار الحازم الذي اتخذه خادم الحرمين في مثل هذا الوقت العصيب نبراساً تتناقله الأجيال وتاريخاً يروي حكايا الأبطال، فنسأل الله القدير رب العرش العظيم أن يسدد رميهم وينصرهم ويثبتهم، وكلنا فداء للوطن "فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون" والعاقبة للمتقين.