اتجهت أنظار سكان العاصمة الرياض، لمعانقة التاريخ الذي انطلق بحي البجيري في محافظة الدرعية مستقبلا زواره في يومه الأول وسط حضور كبير من العوائل من الداخل والخارج بعد أن تفضّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بافتتاحه قبل أيام مانحاً بذلك الفرصة للأهالي من داخل الرياض وخارجها للتمتع بمنشآت هذا الحي العمرانية والثقافية والسياحية، وكذلك للمنطقة المركزية التي تشمل خدمات تجارية فضلاً عن توافرها على أماكن وجلسات للمتنزهين، تكتسب جاذبية وجمالاً أخاذاً عبر إطلالها على الحي التاريخي الآخر "حي الطريف"، وكذا متنزه الدرعية والحدائق المختلفة التي تعد متنفساً رائعاً للمتنزهين. ومما ضاعف البهجة والسرور بهذا الحدث الجميل أن هذا الحي مكتمل الخدمات، وتم تهيئته لاستقبال الأهالي على مدار اليوم دونما حاجة للعودة للمدينة في ظل توافر جميع الخدمات التي مازجت بين الخدمات والموجودات ذات الطابع التراثي الصرف، إلى جانب الحديثة التي تلبي رغبات وأذواق جميع قاصدي الحي بمختلف مشاربهم وجنسياتهم. وليس بغريب أن تحظى الدرعية بهذا الاهتمام فهي كما يعرف الجميع تمثل تاريخاً مضيئاً يفخر به كل سعودي فمن خلالها تشكلت اللبنات الأولى لهذه الدولة المباركة، فالدرعية تلك القرية الصغيرة التي أنشأها جدّ أسرة آل سعود قبل نحو خمسة قرون شهدت شهرة واسعة نتيجة المبايعة التاريخية التي تمت بين أمير الدرعية محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على الدعوة الى تطهير عقيدة المسلمين مما اعتراها من شوائب وخرافات. وينطلق البرنامج الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتنفذه بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، من مقومات الدرعية المتمثلة في قيمتها التاريخية والسياسية والثقافية، وتراثها العمراني، وموقعها الفريد على ضفاف وادي حنيفة، لذا اعتمد البرنامج، مبدأ التكامل مع مدينة الرياض، بحيث تكون الدرعية ضاحية ثقافية، سياحية، ترويحية بمستوى عالمي. وأشار المهندس أحمد عبدالله المشعل مدير مشروع تطوير الدرعية التاريخي إلى أن تطوير مشروع البجيري يقع على مساحة 100 ألف متر مربع ويتكون من مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والتي تعنى بالحفاظ على تصحيح الدعوة الاصلاحية التي قام بها الشيخ رحمه الله إضافة إلى ساحة البجيري التي تطل على ضفاف وادي حنيفة ومتنزه الدرعية وتشتمل على 32 محلاً وزعت على 25 مشغّلا مثل المحلات التموينية وآلات الصرف الآلية والمحلات التراثية والمطاعم والمقاهي والجلسات الخارجية للشباب والعوائل كما تم تطوير جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب إضافة إلى ترميم مسجد الظويهرة على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كما أن المشروع يتضمن مواقف أرضية للسيارات تتسع إلى أكثر من 250 سيارة للزوار. وبيّن المشعل أن المشروع سيكون بمثابة منارة ثقافية مشعة وحاضنة لأنشطة فلكلورية وتراثية وسياحية على مدار العام مما سيؤهله ليصبح مركز جذبٍ من الطراز الأول. وأكد المشعل أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ومتابعته لهذا المشروع منذ اللبنة الأولى بالدرعية نظراً لاحتضان الدرعية الميثاق التاريخي بين الامام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله وكونها عاصمة للدولة السعودية الأولى . وناشد المهندس المشعل الزوار بالمحافظة على هذا المشروع العملاق وعدم العبث بما يحتويه من أماكن تراثية وتاريخية وجلسات فالمحافظة على هذا المشروع تعني استمراريته بحلته التي افتتح عليها لأطول وقت ممكن. وبارك أحمد سعيد معيض القادم من منطقة الجنوب لأهالي الدرعية هذا المشروع الضخم بمكوناته التراثية والتاريخية التي تربط بين الماضي والحاضر لتخبر جيل هذا اليوم عما كان عليه آباؤهم واجدادهم. أما حيزان الحيزان فأشار إلى أن نشأة التراث بدأت من الدرعية وانعكاسات هذه المشاريع التنموية على المواطن لا شك أنها كبيرة جداً يجب المحافظة عليها والاستفادة مما تحتويه من معالم تراثية وتاريخية وسياحية وهي بلا شك ستكون مصدر جذب لمن هم داخل الرياض وخارجها خصوصاً في أوقات نهاية الأسبوع والاجازات الفصلية. جلسات عائلية على ضفاف وادي حنيفة عوائل تستمتع بالأجواء واستنشاق عبق التاريخ إطلالة على الماضي مؤسسة وجامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب