وصل ضخ مياه التحلية بأشياب المثناه (الشيب المركزي) بمحافظة الطائف إلى مستواه الأدنى خلال العام الحالي في ظل شح المياه الذي تعاني منه المدينة وضواحيها هذه الأيام ولا تستطيع 17 شيباً متاحة للضخ تعبئة سوى 35 صهريجاً متنوع الحمولات (11-18 طناً) في الساعة وتعمل جميع الأشياب على مدار الساعة لتغطية الطلب على مياه الشرب مما يعني أنه لا يمكن سوى توفير 840 وايت ماء للأهالي في اليوم الواحد بينما تتجاوز الحاجة اليومية للسكان 4000 رد من المياه وهناك نسبة عجز تقدر نسبته ب 80٪ من الحاجة الفعلية للمياه بالمحافظة ولا يمكن للأشياب إنتاج سوى 20٪ من الاحتياج الحالي، وأبدى الأهالي تذمرهم من قيام فرع وزارة المياه بالطائف بتنظيم عملية ضخ مياه التحلية للأحياء المخدومة بالشبكة بحيث يحصل كل حي لحاجته من المياه كل 20 يوماً وهي مدة طويلة ولا تكفي الكميات التي تضخ في الخزانات السفلية للعمائر أكثر من أسبوع واحد ويبدأ بعدها السكان بحثهم عن وايتات المياه ويحصل كل شخص على رقم عند مراجعته للأشياب للحصول على وايت ماء صالح للشرب وتستغرق عملية الانتظار ساعات عدة تحت ظلال محدودة تمنحها (الهناجر) الحديدية الصدئة بموقع الأشياب ويتزاحم عليها المواطنون في ساعات النهار حتى لا تهدر طاقاتهم لفحات الشمس والغبار المتطاير الذي تعبق به الأجواء المحيطة. هذه الأوضاع ساهمت في نشوء سوق رائجة لمياه الآبارغير الصالحة للاستهلاك الآدمي نظراً لارتفاع نسبة الملوحة فيها واحتوائها على شوائب جراء قيام بعض أصحاب وايتات نقل مياه الآبار بتعبئتها من بعض الأودية والمستنقعات وبيعها للأهالي مما يوسع ظاهرة بيع المياه الملوثة وقد ينجم عن ذلك حدوث مشاكل صحية تؤثر على المستهلكين، في جنوبالطائف ارتفعت الأسعار لمياه الشرب إلى مستويات قياسية حيث تجاوز سعر الوايت (11 طناً) 120 ريالاً للمواقع القريبة من أشياب سديرة علماً بأن السعر المحدد من وزارة المياه 75 ريالاً للوايت ويرتفع السعر كلما ابتعد موقع المستهلك باتجاه القرى الجنوبية التي تنتشر على جبال السروات، حيث تتفاوت الأسعار ما بين 200-400 ريال ويعيش أهالي القرى هاجس نقص المياه اسوة بأهالي المدينة، وقد وصل استغلال بعض ضعاف النفوس مداه ببيع المياه المخصصة لأعمال البناء كمياه صالحة للشرب للاستفادة من الإقبال الكبير على صهاريج المياه من المواطنين والمقيمين. أصحاب العمائر التي تحت الإنشاء تضرروا من مشكلة نقص مياه الشرب لأن أصحاب وايتات الآبار لم يعودوا يبيعون الرد ب 50 ريالاً، كما اعتادوا عليه بل تنامى السعر إلى سعر المياه المحلاة ولا يمكن الحصول على الكميات المطلوبة على الدوام، ويخشى الأهالي استمرار الأزمة القائمة بجميع محافظات منطقة مكةالمكرمة واستفحال المشكلة مع اقتراب موسم الحج للعام الحالي نظراً لأن خزانات مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تحتاج إلى تعبئة وبالتالي قطع المياه من جدةوالطائف والمحافظات المخدومة بشبكة التحلية لبعض الوقت وتخفيض كمية الضخ لمستويات أقل من المستوى الحالي.