قد يخفى على كثير من في الداخل أو الخارج أن المملكة العربية السعودية أكثر الدول حرصاً على رفض الحرب وتجنبها وكرهاً لها وطلباً لتفاديها، وعندما تتمثل هذه الحقيقة في تحركات فعلية ورسمية على مدىً طويل من الزمن يشهد لها القاصي والداني حتى وقع ما اضطرت إليه وما أرغمت عليه وأقدمت مكرهة له وهو خيار الحرب في عاصفة الحزم، حيث إن أي تأخر سيكون مكلفاً أكثر وسط حشد استعماري يبيّت العداء والاعتداء وصولاً للأراضي المقدسة حماها الله. عاصفة الحزم دخلت أسبوعها الثاني وبشائر النصر تلوح في الأفق وظهر الحق وزهق الباطل وأثبت جنودنا البواسل وإخوتهم العرب والمسلمون أن الجسد الواحد مهما اعتراه من الضعف والوهن لكنه لا يموت وبحول الله ستكون هذه الحرب على الباطل حداً فاصلاً بين الضعف والوقوة، قوة الإسلام واتحاد المسلمين أمام دعاة الفساد والخراب من الروم والفرس، لقد سطر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبالعزيز - حفظه الله - بمداد من نور مواقف العزة والكرامة التي هي سمة هذه الأمة وعنوانها أعزها الله بالإسلام ما ان تمسكت به وجعلته دستورها ومنهجها لقد تواتر صدى كلمة الحق في أرجاء المعمورة عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين يوم تولى الحكم معلناً استمرار حكم المملكة على الإسلام منهجاً والقرآن وسنة رسوله صلى الله عليه سلم دستوراً في الوقت الذي يُنال من الإسلام في الشرق والغرب وتشوهه أيادٍ ملطخة بالإرهاب والفساد. إن عاصفة الحق على الباطل كما هي مسلحة يجب أن تكون مناورة مثالية لأفراد المجتمع يمارسون من خلالها التمرين وتلقي الدروس في حماية الجبهة الداخلية واتحادها في وجه كل من يحاول النيل من المجتمع واستغلال الحرب في زعزعة الأمن وما شهدته الأيام القليلة الماضية من استشهاد جند من جنودنا البواسل وهم في مهام المحافظة على الأمن يحتم علينا اسشعار المسؤولية لكل أفراد المجتمع ليقوموا بواجبهم في المراقبة والتحري والإبلاغ عن كل مشهد يثير الشبهة والشك أياً كان المشتبه جنسه ولونه، فالشر لا يعرف جنسية ولا لوناً ولا جنساً لنكون عيوناً ساهرة وحماة بالقول والعمل لوطننا وديننا وأمتنا، كذلك في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي يجب أن نكون حذرين فيما نتلقى وما نرسل من رسائل ومقاطع ومعلومات مدسوسة قد لا نعلم سندها ولا هدفها فنكون ضحية لما يبث من سموم جُنّد لها عملاء معادون لنا يعملون بكل جهد وتفانٍ لزعزعة الأمن وإحداث الفرقة بإثارة النعرات ودعوى الجاهلية المنتنة التي نهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وحذر منها وما تسببه من تفكك للحمة المجتمع ليسهل اختراقه وتدميره.. ودعا - عليه الصلاة والسلام - لإطفاء الفتنة في مهدها وردع كل من يدعو إليها. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.