كثيراً ما تتساءل الأمهات عن هذا الامر!! فقبل ايام سألتني احدى العزيزات وهي في شهورها الاولى: (هل تتأثر الحالة المزاجية والنفسية للجنين بتأثر حالة الأم المكتئبة حاملاً كانت أو مرضعة)؟؟ والحقيقة ان أغلب الدراسات النفسية التي تناولت العلاقة بين الأم الحامل وجنينها تشير إلى ان مشاعر الحزن والاكتئاب والهموم والقلق التي تنتاب الأمهات الحوامل اثناء فترة حملهن تنتقل بالوراثة إلى الأجنة!! فعلمياً ثبت ان غضب الأمهات الحوامل وقلقهن واستسلامهن لنوبات الاكتئاب التي يمررن بها تزيد من افراز هرمون «الادرينالين» في الدم، وهو بدوره ينقل جميع توترات الأم الحامل إلى جنينها!!. فيحمل هؤلاء الاطفال وراثة الاكتئاب، ويظهر في نفسيتهم هذا الاكتئاب بين الحين والآخر، اما عن طريق البكاء دون سبب واضح، أو بغضب الطفل لأتفه الأسباب، اوسرعة الانفعال، وقد يأخذ صوراً اخرى غير مباشرة كالخجل والانطواء والعدوانية، وعدم الاعتزاز بالنفس .. ولكن هنا يجب ان تتنبه الأم إلى شيء مهم جدا وهو انه لا يعني كون هذا الامر وراثياً انه لا يمكن التغلب عليه، أو ان تستسلم له!!. فالأم هي التي باستطاعتها مساعدة الطفل في التغلب على اكتئابه . وذلك بالحنان والحب والتدليل والعطف بالقدر الذي لا يفسد سلوكيات الطفل.. كما ان هوايات الطفل ومحاولة تنميتها ومساعدته على ممارستها تساعده على التحسن خاصة اذا وجد تشجيعاً ممن حوله في المنزل أو في المدرسة. فهؤلاء الاطفال يحتاجون إلى من يعيد ثقتهم بأنفسهم ليستطيعوا الاعتماد عليها، ومحاولة مساعدته على ان يكون متزناً في انفعالاته، وتعويده بأن يكون له وقت خاص لنفسه، لقضاء تمرين مفضل، أو الاستماع لشيء ما، أو حتى القيام بالاسترخاء، فهذا يفيد في إعادة الاتزان النفسي والمزاجي له. المهم ان تحرص الام على أن لا يكون جنينها مجنياً عليه إذا لم تحاول ان تكون قليلة الانفعال والقلق، وان لا تجعل الأشياء من حولها تؤثر فيها سلبا اثناء فترة الحمل أو حتى الرضاع..