تتفاقم المشاكل الادارية يوماً بعد يوم وترتفع الأصوات التي تخرج من داخل محيط الاندية وأسوارها مستغيثة منادية ومطالبة بالانقاذ من الازمة المالية الطاحنة التي جعلت هذه الاندية تستنجد بأصحاب الايادي البيضاء المعطاءة التي تنفق بكل سخاء لبعض الاندية صاحبة الحظوظ الوافرة من الجماهير والدعامات الاجتماعية التي تملك تلك الارقام المالية التي قد لا ينقصها ذلك البذل والصرف المتتالي على كل مرافق النادي من الهياكل الفنية والادارية بينما الاندية الاخرى تعيش تحت خط الفقر والعوز والشحذ الدائم ليل نهار!! ٭ ان الاندية وهي تعيش هذه الحالة المزرية والمخيفة التي قد تؤدي بها الى السقوط في الهاوية العميقة المهلكة نظراً لقلة الدخل العام لها وبتلك الاعانة الضعيفة التي قد لا تكفي ولو لعقد لاعب واحد ناهيك عن مطالبة بعض اللاعبين بمقدم عقود خيالية غير آبهين بعدم قدرة النادي على تسديد بعض رواتب اللاعبين فما بالك بتلك الملايين التي تسمع وتقرأ ان ذلك اللاعب يطالب بها لكي يستمر عقده مع ناديه. ٭ اننا بأمس الحاجة الى وقفة تصحيحية الزامية لتعديل هذا الوضع القائم الذي لا يسر صديقاً ولا يفرح منتمياً لأي ناد بذلك العشق المتأصل من القدم ابان كانت الاندية تعيش على (البركة) وبتلك الاعانات قبل ان تخرج علينا لائحة الاحتراف الذي اعتقد ومن وجهة نظري ان من وضع بنودها لم يدخل المعترك الاداري ولم يلتصق بمطالب اللاعبين الكثيرة والتي لا تنتهي على الاطلاق وهي عديدة ومتعددة لا حصر لها. ٭ ان الذي وضع لائحة الاحتراف في ظل قلة الدخول العامة للاندية قد ارتكب خطأ مهلكاً ومرهقاً لكاهل الاداريين الذين توالى سقوطهم من على كراسي رئاسة الاندية نظراً لعدم قدرتهم على تحمل تلك المصاريف الثقيلة التي تستلزم في هذا الوقت تفاعل القطاع الخاص والبنوك والمؤسسات مع النهضة الرياضية التي تعيشها هذه البلاد وفي ظل التوجه الاصلاحي العام لهذه الدولة الفتية. وبعيداً عن سياسة الخصخصة المنتظرة المدروسة التي تطرق أبوابها لكي تعيش الاندية على دخول ثابتة بعيداً عن تلك الاعانات التي تقلصت الى رقم قد لا يكفي حتى لمصرف لاعب واحد. ٭ لقد تناقلت بعض وسائل الإعلام المقروءة نبأ عزم رئيس نادي النصر الأمير «سعد بن فيصل بن سعد» على تقديم استقالته نظراً لما يعانيه من قلة الدعم من بعض اعضاء الشرف وعدم قدرته على تحمل أعباء هذا النادي الكبير وهو في امس الحاجة الى وقفة صادقة تجعل منه الاداري القادر على قيادة مسيرة النادي بعيداً عن التصاريح التي احترفها بعض الاعضاء الشرفيين الذين يقولون ما لا يفعلون والذين لا يقدمون المساندة المالية اللازمة التي تدعم جزئية النادي للصرف على البنود العامة للميزانية التي قد وضعت بعد دراسة ميدانية بعيداً عن الاقتراض وللتخمين العشوائي. ٭ وأنا أشاهد ذلك البرنامج الذي يقدمه الزميل فهد الدريهم والذي استضاف بعض اللاعبين القدامى الذين تحدثوا عن الماضي البعيد عن طريق اللاعب «عبدالرحمن أبو خشب» والذي قد لعبتُ ضده عدة مرات في ذلك الزمن المليء بالاخلاص وبالانتماء الصادق والعطاء الصادق وقد انتقلت (الكمرة) الى المدرجات لتأخذ آراء بعض الجماهير الاتفاقية وقد تحدث أحدهم عن الاستاذ «هلال الطويرقي» بما لا يمت لسلوك وأخلاقيات هذا الرجل الذي أعرفه معرفة جيدة منذ اكثر من أربعين سنة عندما كان لاعباً في الاتفاق يذود عن مرماه بكل بسالة ثم بعد اعتزاله اللعب قدم فكره وماله ووقته وكل جهده لناديه الاتفاق ولا يمكن ان نصدق ان «هلال» يعمل ضد هذا النادي على الاطلاق فهو الرجل ذو الأخلاق العالية وصاحب الأعمال الصادقة والتوجه السليم وان اختلف مع بعض اعضاء ادارة النادي على بعض الأمور وهذه ظاهرة رياضية صحية وقد قدم المال والفكر لهذا النادي وحرى بالاتفاقيين ان يكرموه وان اختلفوا معه فهو يستحق اكثر من التكريم لما قدم ويقدم للاتفاق كأحد أبناء الاتفاق العريق صاحب الأمجاد والبطولات والله من وراء القصد. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم