دعا نحو 80 طبيباً بيطرياً (عاطلاً) المسئولين الى النظر في أمر توظيفهم بعد أن أوصدت الأبواب في وجوههم وبات حلم التوظيف يتبخر يوماً بعد آخر، وناشد عدد من الأطباء خلال زيارة قاموا بها لمكتب «الرياض» في الأحساء المسؤولين أن يساعدوهم بعد أن أصبحوا بدون مصدر رزق يقتاتون منه بعد أن أكملوا دراستهم الطبية لمدة خمس سنوات كانوا ينامون ويستيقظون على حلم المستقبل ويتمنون الحصول فيه على وظيفة تمكنهم من فتح بيوت لهم وتكون مصدر سعادة كبقية أقرانهم من بقية التخصصات الأخرى. البطالة والتأثير النفسي الدكتور البيطري منير المرزوق أكد أن نفسيته وزملاءه متعبة جداً معللاً ذلك بقوله: حقيقة كنا وطيلة الخمس سنوات من دراستنا للطب البيطري بجامعة الملك فيصل نحلم في بلوغ يوم التخرج لنحصل على وظيفة نؤمن بها مستقبلنا بعد الله إلا أن ذلك لم يحصل بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر ما أوصله الى حد الصدمة النفسية - على حد تعبيره -! الاطمئنان في الحصول على الوظيفة هو الذي دفع الدكتور أحمد الجابر (عاطل ويعمل بوظيفة مؤقتة ومرتب 1500 ريال) للزواج، ويشير: لقد رزقت بطفل وكنت سعيداً جداً إلا أن سعادتي تلك تبددت بعد تخرجي وجلوسي هكذا دون وظيفة منذ سبعة أشهر، لم أترك خلالها شركة إلا وطرقت بابها دون جدوى، وما يزيد من آلمي وحزني أن خلفي أسرة تنتظر مني أن أنفق عليها!! الدكتور حسين بو دريس وعلي الهفوفي ومحمد الكاظم أبدوا تعبهم وشعورهم باليأس في الحصول على وظيفة، وأشاروا إلى أنهم تقدموا للخدمة المدنية أكثر من مرة دون جدوى معربين عن إصابتهم بالإحباط جراء مرور عدة أشهر دون ظهور أي بوادر في توفر وظائف لهم. تهميش من القطاع الخاص الدكتور عبدالله القطان أكد أنه ومن خلال جولته التي كان يبحث عن وظيفة وصل إلى نتيجة مفادها أن الطبيب البيطري لا يجد أي تقدير من قبل القطاع الخاص الذي يرفض تماما قبول الطبيب البيطري السعودي في حين أنه يقبل بالطبيب الأجنبي حتى وإن كان أقل مستوى وذلك في خطوة تشكل تحد واضح للسعودة التي تبنتها الدولة رعاها الله، وأضاف الدكتور عبدالله: تجد شركات الألبان والدواجن تمتلئ بالأجانب وحين يتقدم السعودي يشترطون عليه شهادة الماجستير في الوقت الذي يقبل فيه الأجنبي ويسقط شرط الماجستير؟! من جانبه يضيف الدكتور محمد العمران فيقول: المسألة تعدت قبول الأجنبي ورفض السعودي، بل أن الأجنبي بدأ يمنح دورات متقدمة في مجال عمله على حساب الشركات السعودية ويمنح مرتبات عالية جداً لا يحلم حتى السعودي في الحصول عليها، وحين يتقدم الدكتور الشاب السعودي يطلب منه شهادة خبرة، فكيف لي أن آتي بهذه الشهادة وقد أغلقت أبواب الشركات والدوائر الحكومية أمامنا!! وتساءل العمران: ماذا لو منح الشاب السعودي نفس الفرص التي أعطيت للأجنبي ألن يكون مساوياً له بل ربما أفضل! ووجه الدكتور احمد الجابر سؤالاً للشركات: كيف تعطون الأجنبي كل تلك الميزات في حين أن أبن الوطن يقف هكذا عاطلاً عن العمل؟! وألفت الدكتور حسين بودريس المسئولين الى أن بعض شركات الألبان ولكي تحصل على موافقة المسئولين في مكاتب العمل تقوم بتوظيف طبيب بيطري سعودي وتقوم بالرفع لمكتب العمل على أساس أنها وظفت سعوديين في الوقت الذي يوجد فيه 6 أطباء أو أكثر أجانب، داعياً معالي وزير العمل إلى الالتفات الى هذا الجانب الهام والذي فيه تحايل على اشتراطات السعودة. 70٪ من الأمراض مصدرها حيواني الدكتور علي الهفوفي تمنى أن يستثمر وبقية زملائه الخريجين ما تعلموه في خدمة الوطن، ونبه إلى أن كافة الجهات الحكومية والشركات بحاجة ماسة للطبيب البيطري ولم نصل بعد إلى الاكتفاء الذاتي، ويقول الدكتور محمد العمران: من المعروف أن الطب البيطري هو علم مكمل للطب البشري، سيما إذا عرفنا أن 70٪ من الأمراض التي تصيب الإنسان مصدرها حيواني، وبين العمران أن هذه النسبة من شأنها أن تدفع المسئولين أن ينظر نظرة فاحصة إلى الطبيب البيطري من جانبه ذكر الدكتور عبدالله القطان بالأمراض التي تتناقل بين الإنسان والحيوان بمرض حمى الوادي المتصدع الذي أصاب إحدى مناطق المملكة ودور الطبيب البيطري في مكافحة هذا المرض، وأكد الدكتور محمد الكاظم ومنير المرزوق ومحمد العمران بأن كثيرً من الدوائر الحكومية والموانئ والمنافذ البرية في أمس الحاجة للأطباء البيطريين وفق ما أكده لهم العديد من مديري تلك الجهات إلا أن الخدمة المدنية لا تؤمن لهم الأطباء لبيطريين الذين يحتاجونهم.