مرة جديدة تتعرض دمشق لعمل تخريبي تتهم فيه السلطات السورية على لسان وزير داخليتها اللواء غازي كنعان (الموساد) الإسرائيلي كون المستهدف كان أحد كوادر حركة (حماس) الذي ما يزال مجهول الهوية ففي الوقت الذي أكدت مصادر فلسطينية أن المستهدف هو صالح أبو حمدان أكدت جهات أخرى أن المستهدف مصباح أو صالح أبو حويلة وجهات أخرى أكدت ل «الرياض» أن الاسم هو (سمير) ورفضت تقديم أي تفاصيل حول الكنية، وبغض النظر عن الاسم فإن المستهدف فلسطيني الجنسية وبالتحديد من كوادر (حماس) ومحاولة اغتياله بالغة الدقة وهي تشبه إلى حد بعيد عملية اغتيال عز الدين الشيخ خليل منذ حوالي ثلاثة أشهر في حي الزاهرة بدمشق حيث وضعت العبوة الناسفة تحت مقعد السائق محولة إياه إلى أشلاء ما يؤكد أن تنفيذ عملية المزة مخطط لها لكنها فشلت بسبب التوقيت حيث خرج المستهدف وعائلته المؤلفة من زوجته وطفلة عمرها 8 سنوات من السيارة قبل دقائق من انفجار السيارة ما يؤكد أن التفجير لم يكن بالتحكم عن بعد بل بالتوقيت. وأشارت مصادر التحقيق السورية الى أن الدليل على أن (الموساد) الإسرائيلي وراء عميلة الاغتيال هي حرفية عملية التفجير على رغم فشلها في تحقيق هدفها وأشارت الى أن العبوة كانت موضوعة في مكان السائق وهي كافية لقتله ومن معه دون الحاق اضرار كبيرة في المنطقة.. أحمد الحاج علي مستشار وزير الإعلام سابقا أكد أن عملية التفجير هي رسالة إسرائيلية واضحة إلى سورية تؤكد فيها رغبتها في اختراق العمق السوري وأشار إلى أنها أيضا رسالة إلى المتشددين الإسرائيليين الذين علا صوتهم مؤخرا بسبب خطة الفصل الأحادي، وشدد الحاج علي في تصريح ل «الرياض» أن الرد السوري سيكون دبلوماسيا وقال إن سورية ستعتمد الرد الحضاري والمنطقي على نشر سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإرهابها المنظم خارج حدود فلسطين وأضاف ان سورية ليست مفتوحة لأناس مجرمين إرهابيين كالموساد الإسرائيلي وأن دمشق ليست أرضاً مستباحة وسيكون الرد السوري قويا إذا تكررت مثل تلك الأفعال. وفي الوقت الذي اتهمت سورية (الموساد) الإسرائيلي بتفجير المزة نفت إسرائيل صلتها بهذه التفجيرات علما أنها اتهمت دمشق وايران بالعمل المقاوم الذي حصل مؤخرا عندما فجر رجال المقاومة نفقاً في رفح راح ضحيته عدد من جنود الاحتلال الأمر الذي جعل الكثير من المحللين يعتقدون أن محاولة اغتيال أحد كوادر (حماس) في دمشق هي رد سريع على ما تعتقده إسرائيل وهذا ما أكده المحلل السياسي الدكتور هيثم كيلاني سفير سورية في الأممالمتحدة سابقا ل «الرياض» بأن محاولة اغتيال احد كوادر (حماس) في دمشق رسالة أمريكية إسرائيلية تهدف إلى الضغظ على سورية والربط بينها وبين ما يجري في الداخل الفلسطيني والهدف هو إخراج جميع كوادر المقاومة المقيمين في دمشق بالرغم من أنهم مبعدون وليس لهم أي علاقة بعمليات المقاومة التي تحدث في فلسطين، كما تهدف هذه العملية إلى النيل من تطور الحوار السوري الإمريكي على رغم أن التطور طفيف. وأكد شهود عيان ل «الرياض» أن السيارة المستهدفة من نوع (ميتسوبيشي باجيرو) رمادية اللون وهي نفس نوع السيارة التي قتل فيها شيخ خليل ما يؤكد أن المستهدف هو أحد كوادر (حماس) على اعتبار أن (حماس) تستخدم هذا النوع من السيارات في تنقلات رجالها، واشار الشهود الى أن أضراراً مادية بسيطة وقعت في سيارة مجاورة كما جرح ثلاثة أشخاص تصادف مرورهم أثناء الانفجار ونقل أحدهم إلى المشفى وهو ينزف بشدة. وقال مقيمون في المنطقة إن قوات الأمن حاصرت المكان وقامت بجمع كافة أجزاء السيارة. وقال وزير الداخلية السوري للتلفزيون السوري «إنه عمل تخريبي ولا أدري ما الجهة الفاعلة تحديدا»، مشيرا الى ان المنفذين «متعاملون مع الموساد أو الموساد نفسه». وعلى رغم أن تصريح كنعان أشار إلى أن ما لديه هو عبارة عن معلومات أولية إلا أنه أوضح أن العملية كانت «محاولة لاغيتال مواطن فلسطيني» وأضاف أن المستهدف «الذي كان برفقة زوجته وابنته غادروا السيارة قبل ثوان من انفجارها حيث كانوا على موعد مع طبيب في منطقة الانفجار في المزة» وفي اتصال هاتفي مع «الرياض» أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) أن محاولة الاغتيال كانت تستهدف أحد كوادر الحركة. ومن الملاحظ أن البيان السوري خلا من أي نبرة تهديدية لإسرائيل أو توعدها بأي رد انتقامي خاصة وأن استهداف العمق السوري تم للمرة الثالثة.. الأولى في أكتوبر الماضي عندما استهدفت طائرات العدو منطقة عين الصاحب القريبة من دمشق والثاني تفجير سيارة شيخ خليل في حي الزاهرة والثالثة تفجير السيارة المذكورة في منطقة المزة. من جتهه أكد خالد الفاهوم رئيس المجلس الفلسطيني السابق ل «الرياض» أن إسرائيل لا تتورع عن قتل أعدائها في الداخل أو الخارج ونوه بأنها هي من اغتالت فتحي الشقاقي في قبرص، وخليل الوزير في تونس... الخ وأشار إلى أن الرد الفلسطيني سيكون قاسيا وسيكون داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لأن المقاومة مؤمنة حاليا بأن الهدف هو تحرير الأراضي الفلسطينية انطلاقا من الداخل الفلسطيني وليس من الخارج.