عجل الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي تعرض له متحف باردو بتونس إلى إعلان حالة استنفار قصوى من طرف الأجهزة الأمنية المغربية، خاصة بعد ورود معلومات أمنية "أكيدة" على وضع المغرب ضمن البلدان المستهدفة من طرف الخلايا الإرهابية التابعة ل "داعش". وأفادت مصادر عليمة أنه ساعات قليلة بعد اعتداء متحف باردو، عرفت مختلف الأجهزة الأمنية المغربية حالة استنفار كبيرة تحسبا لتعرض البلاد إلى هجمات إرهابية مماثلة. وتم الإعلان عن حالة الاستنفار هذه بعد إشادة "داعش" بالهجوم الإرهابي على تونس وتحريض أتباعها إلى السير على نفس الخطى في باقي دول المغرب العربي. وكشفت مصادر متطابقة أن اجتماعات أمنية عُقدت على أعلى مستوى في المغرب، بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي تعرضت له تونس، وضمت هذه الاجتماعات، التي أشرف عليها كبار مسؤولي وزارة الداخلية، مختلف الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها تلك المرتبطة بمكافحة الإرهاب. وخلصت الاجتماعات، إلى اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والوقائية والاستباقية لمنع أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو إثارة الفزع والرعب اللذين يشكلان أهدافا إستراتيجية للخلايا الإرهابية. ويشار أن أجهزة الاستخبارات الألمانية كانت قد وجهت تحذيرات إلى بلدان المغرب العربي من تعرضها إلى هجمات إرهابية نوعية وجريئة. إلى ذلك، ندد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في اجتماع للمجلس الحكومي أول أمس الخميس بالاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له تونس ووصفه ب"الضلال الذي سيعاني منفذوه في الدنيا والآخرة". وقال رئيس الحكومة المغربية "ما يفعله الإرهابيون لن يأتي بخير ولن يقيم دولة ولن يرجع حقا ولن يقيم عدلا ولن ينشر دعوة"، مشيرا أن "هذا يربك وضع أمتهم ودينهم لأن مستقبلنا في الرحمة والسلم الذي أمرنا الله أن ندخل فيه كافة". وتابع "كل ما عدا ذلك ضلال وخطأ، وأصحابه يعانون في الدنيا وسيعانون في الآخرة إذا لم يتراجعوا عنه". وخاطب الإرهابيين بالقول "الذي تفعلون إجراما وسيحاسبكم الله عن الدماء التي سالت"، مضيفا أن "الله سبحانه لم يسمح بأن تقتل النفس إلا بالحق، والحق لا يملكه إلا أولياء الأمور لمن استحق في إطار القضاء". وأهاب بنكيران بالمواطنين ليساهموا في حفظ أمن بلادهم وقال "الأمن لا تصنعه الأجهزة، ولكنها تحرص عليه، وتقوم بدور مقدر"، مضيفا "الذي يصنع الأمن بعد الله، المواطنون عندما يتحملون مسؤوليتهم، وليس في هذا الأمر حياد"، مشددا على أن "كل مواطن هو جندي لبلده ومؤسساته للدفاع عن الاستقرار، والأمن، والقانون، والعهود".