قالت الدكتورة عهود عبدالعزيز عويضة استشارية طب و جراحة العيون تخصص الجلوكوما في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض أن المملكة تعتبر ثاني اكثر دولة في العالم في ظهور الجلوكوما عند الاطفال ( الماء الأزرق الخلقي ) وذلك نتيجة لانتشار زواج الأقارب مما ينشأ عنه توارث المرض في الأجيال اللاحقة، ولذلك تسعى وزارة الصحة ممثلة في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى و البرنامج الوطني لصحة العين والجمعية السعودية لطب العيون الى نشر الوعي الصحي بهذا الخصوص والنصح بتجنب زواج الأقارب في العوائل التي تحمل التاريخ المرضي للجلوكوما الخلقية. وأوضحت أن الجلوكوما او ما يُعرف بالماء الأزرق هي مرض يصيب العين نتيجة اضطراب في معظم الأحيان في الضغط الداخلي للعين، مما يسبب تلفاً في العصب البصري وبالتالي فقد النظر لا قدر الله. وتكمن مشكلة الجلوكوما في أنه مرض صامت، نادر الأعراض عند أكثر الحالات خاصةً المزمنة منها، إذ لا يشعر الشخص المصاب بأي أعراض طارئة او غريبة الا في حالات ارتفاع الضغط الحاد والمفاجئ، مما جعل العامة يطلقون عليه قديماً اسم "السويرق" او سارق البصر الصامت. وتابعت: أن الجلوكوما يمكن ان يصيب أي فئة عمرية، فقد يصاب به الاطفال عند الولادة او في السنوات الاولى من العمر، وقد يصاب به متوسطو الأعمار نتيجة الإصابات او التهابات العين او استعمال بعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون، و قد يُصاب به كبار السن نتيجة العامل الوراثي او كمضاعفات لمرض السكري. وأشارت الدكتورة عهود عويضة عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب العيون ورئيسة لجنة التوعية الصحية في المستشفى ان مرض الجلوكوما هو مرض مزمن شبيه بمرضي السكري والضغط، حيث يتوجب على المريض متابعة العلاج بشكل مستمر للحفاظ على المعدل الطبيعي لضغط العين ولتجنب المضاعفات التي قد تتسبب في ضمور العصب البصري وفقدان النظر، وجميع الوسائل العلاجية المتاحة حتى الان سواءً من قطرات للعين او أدوية بالفم او استخدام الليزر او العمليات الجراحية هي جميعا تهدف الى المحافظة على ضغط العين والوضع الحالي للعصب البصري ولا يمكن ان تعالج الأضرار الحاصلة سابقا من ضمور وتلف. وأضافت أن حملة الأسبوع العالمي للجلوكوما تهدف الى تعريف المرضى بماهية المرض والفئات الأكثر عرضة له كمرضى السكري او من هم فوق الأربعين سنة، او ذوي التاريخ العائلي للمرض، كأن يكون احد افراد العائلة مصابا بالمرض فتصبح نسبة ظهور المرض عالية في الاقرباء من الدرجة الاولى.