بعد وصول برنامج "كلام نواعم" للحلقة 500 بعد مشوار 13 عاماً من البث الأسبوعي كنت أتوقع أن تختتم قناة MBC هذه السلسلة من الحلقات كأمر طبيعي لبرنامج أصبح مستهلكاً جداً، وليس ذا هوية مستقلة، فرتم البرنامج يتبدل مع تبدل المواضيع التي يتم التطرق لها والبعيدة أحياناً كثيرة عن فلسفة البرنامج كونه كلام نواعم!. رغم الهالة التي تحدثت فيها مقدمات البرنامج عن صداع زميلتهن منى أبو سليمان وتضحيتها الكبيرة بالمشاركة رغم هذا الظرف الصحي، إلا أن ألم أبو سليمان ذهب بسرعة بعد أن تحدثت بحماس عن قصر الرئيس التركي في الفقرة التالية، وهذا يعطينا مؤشرا عن كيفية إقناع المذيع للمشاهد بأنه تحامل على نفسه ليقدم له حلقة من برنامج، وهذا الأمر ممكن أن يتم قبوله لو كان البرنامج على الهواء والمذيع مقنع بدرجة كبيرة. منذ سنوات ونحن نتحدث عن ضعف هذا البرنامج وعدم وجود شخصية أو خارطة برامجية له، حتى المواضيع التي تناقش فيه لا تتعلق مطلقاً بمفهوم الكلام الناعم الذي قام عليه هذا البرنامج، فحلقة "المسلمون في الغرب" على سبيل المثال تم تناولها بإطار خارج أجواء البرنامج، وهنا تجاوز للمهنية بحيث استمعنا لفلسفات مقدمات البرنامج عن موضوع حيوي وهام بصورة بعيدة عن إطار الشريحة المستهدفة من البرنامج. الإشكالية في البرامج العربية أن وضع شخصية مستقلة للبرنامج أمر مفقود للأسف، فلا تدري أنت أمام "كلام نواعم" أو العكس، فالعشوائية هي السمة الأبرز لمثل هذه البرامج، حتى أنها تبتعد عن النسخة الحقيقية لها، كما هو الحال ل"كلام النواعم" المستنسخ من البرنامج الأمريكي The view والذي يرتكز تحديداً على قضايا النساء وارتباطها بالمجتمع وليس كما كنا نشاهد. الأمر المثير للاستغراب أيضاً ما حدث للمذيعة السعودية هبة جمال من إبعادها وتهميش مشاركاتها المتميزة السابقة بهذا البرنامج، رغم أنها كانت من أبرز مذيعات البرنامج معتمدة على ثقافة عالية وحضور محترف، فعند احتفال الناعمات بالحلقة 500 حيث تمت دعوة جميع من شارك بتقديم البرنامج تم تجاهل هبة، ولو لم تصرح بهذا الأمر لمر الأمر مرور الكرام، ولكن تصريحها بتعمد تجاهلها مثير للاستفهام بالفعل، وهذا الأمر من المؤشرات على ما نجده من عشوائية لازال يعيشها "كلام نواعم". سبق أن ذكرت أن ال MBC كقناة عربية رائدة لا بد لها من التجديد حتى تحافظ على مرتبتها المتقدمة، فاستمرار قناة بالمركز الأول ليس موجوداً بقاموس الإعلام الفضائي ما لم تجدد وتواكب العصر، فشخصياً ألاحظ بعض التكرار وغياب عنصر التشويق، ولنا بالبرنامج الذي تقدمه المغنية أروى خير دليل على ذلك.