أنهى الفرقاء الليبيون اجتماعهم في العاصمة الجزائر دون تحديد تاريخ لاحق للقاء فقط الاتفاق على دعم كامل مسار الحوار، والتعهد بحماية وحدة ليبيا وسيادتها الحدودية كما شددت عليه وثيقة (إعلان الجزائر) التي توجت أول جلسات الحوار الليبي - الليبي. ومن أهم ما اشتمل عليه (إعلان الجزائر) الصادر عن بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا التي يقودها الإسباني برناردينو ليون وضع جدول زمني لجمع السلاح، ووقف دائم لإطلاق النار وحل جميع التشكيلات المسلحة مقابل إرجاء الحديث عن الشخصية التي ستترشح لقيادة حكومة الوحدة الوطنية (محل نقاش اجتماع الجزائر) إلى تاريخ لاحق مجهول رغم إجماع الفرقاء على تردي الوضع الأمني في البلاد وأن إقرار وثيقة اجتماع الجزائر خطورة هذا الوضع على أمن واستقرار الداخل الليبي ودول الجوار. ولم يخف الفرقاء في وثيقة (إعلان الجزائر) خشيتهم من تمدد وتوطّن الإرهاب المتمثل في ما يسمى ب(أنصار الشريعة) و(داعش) و(القاعدة)، ويرون في الحل السياسي المخرج الوحيد لوضع حد للانقسام والفوضى. واللافت في اجتماع الجزائر التمثيل الكبير لعدد من الأحزاب الليبية على رأسها حزب العدالة والبناء وحزب الوطن اللذان شاركا برئيسهما، فيما اكتفت الأحزاب الأخرى وعددها خمسة مجتمعة بتمثيل أدنى حيث غاب كل من محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية الذي يضم 23 حزباً، وهو حزب ليبرالي مدعم لمجلس النواب في طبرق ولخليفة حفتر وكذلك محمد يوسف المقريف رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبرالي الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطني العام. وشاركت في اجتماع الجزائر مثلما أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة 15 شخصية سياسية ليبية من بينها شخصيات مستقلة أبرزها عبدالحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي خلال الثورة، وجمعة عتيقة رئيس المؤتمر الوطني العام بالنيابة سابقاً، وهشام الوندي أحد أعضاء حراك 9 نوفمبر الذين عارضوا التمديد للمؤتمر الوطني العام فضلاً عن نشطاء سياسيين وحقوقيين ظلوا ينشطون في الخارج على غرار محمد الهوني، وسيف النصر أبوعجيلة. وبعث عبدالقادر مساهل الوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية في مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الأممي برناردينو ليون في ختام الاجتماع رسالة أمل للشعب الليبي عندما قال "اجتماع الجزائر رسالة إيجابية للشعب الليبي، وإشارة قوية للرأي العام العالمي مفادها أن ليبيا في حاجة إلى استقرار وفي حاجة إلى حل مشاكلها بدون تدخل خارجي" مؤكداً أن الشعب الليبي "قادر على الخروج من هذا الوضع بتظافر جهود أبنائه".